توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وجوه من رمضان: «معالي الوزير»

  مصر اليوم -

وجوه من رمضان «معالي الوزير»

بقلم - سمير عطا الله

جميع الأشياء في المغرب لها لونٌ خاص. تشعر أنك في قلب العالم العربي وبعيداً عنه في وقتٍ واحد. اللهجة، الهندسة المعمارية، الطابع القديم، وتلك الحيوية التي تحرّك المدن القديمة والشوارع العتيقة وكأن الناس جميعاً ذاهبون إلى موعدٍ واحد. لم أسافر مرةً إلى الرباط، أو الدار البيضاء، أو فاس، إلا وأنا في شغفٍ حقيقي. دائماً أتوقع جديداً ما، أو عبيراً تاريخياً ما، أو مشهد سقوفٍ علاها صدأ التاريخ ونسي المصلحون أن يمروا بها. وفي هذه الحيوية، تشعر وكأن الجميع في نقاش ما. في المقاهي، وفي المطاعم، وفي المجالس، وفي المحاضرات، وفي الأسواق العتيقة وحي الصفّارين. وما أسهل أن تعقد الصداقات في المغرب، وما أبقاها وأودّها. ذات مرة، دعاني الصديق الشاعر محمد الطنجاوي للمشاركة في تكريم الدكتور أحمد بن سودة، أحد رفاق محمد الخامس في نضاله ضد الفرنسيين، وأحد سفراء وكبار مستشاري الحسن الثاني.
ربما كان سبب الدعوة أن أحمد بن سودة عمل سفيراً لفترة طويلة لدى لبنان، وبالتالي كان علينا أن نرد له الجميل في تلك المناسبة. لم أتعرّف إلى بن سودة في بيروت، ولكن في قصر الحسن الثاني في الرباط. ومثل غيرها من الصداقات المغربية، فقد اغتنت ودامت. غير أنه في يوم التكريم الحافل، الذي جمع أعيان المغرب وبسطاءه، لاحظت أن العمر قد أثقل كثيراً على المستشار الأول، وخصوصاً على ذاكرته.
وفي جملة برنامج الزيارة، قال لي الطنجاوي إنه لا بد من المرور بالمدرسة القرآنية التي أقامها «معالي الوزير»، وظننت أن «معالي الوزير» هو صديقنا المكرّم. غير أن الطنجاوي أوضح أن «معالي الوزير» لقبٌ أطلق على محمد، شقيق بن سودة، مذ كان طفلاً كنوعٍ من التحبب، غير أنه لم يعرف كرسياً رسمياً في حياته، ولم يكن له من السياسة سوى هذا اللقب.
رافقنا «معالي الوزير» إلى حارةٍ قديمة من حارات الرباط، ودخلنا مجموعةً من الشوارع الصغيرة الضيقة، إلى أن وصلنا أمام مبنى متواضع تتعالى منه أصوات الأطفال وهم يرتلون أو يرددون الآيات. قدّمنا «معالي الوزير»، الباسم أبداً، إلى تلاميذه وتلميذاته، وطلب من أكثرهم حفظاً ونباهةً أن يعرضوا قدراتهم وذكاءهم. شعرت يومها، وحتى هذا اليوم، أنني في أكبر جامعةٍ خيرية عرفتها في حياتي. لقد كانت تلك الغرفة الصغيرة كل ما يستطيع أن يقدمه «معالي الوزير» لأطفال المغرب المحتاجين. وإذ بدا مفتخراً ومعتزاً بما قام به، شعرت أنه يحتاج إلى تكريمٍ ما، مثل شقيقه الذي ملأ اسمه آداب المغرب وسياساته ونضالاته.

المصدر : جريدة الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وجوه من رمضان «معالي الوزير» وجوه من رمضان «معالي الوزير»



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon