توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مفكرة القاهرة: الطريق إلى الفيشاوي

  مصر اليوم -

مفكرة القاهرة الطريق إلى الفيشاوي

بقلم : سمير عطا الله

لكي تصل إلى «قهوة الفيشاوي» التي تجاوزت القرنين من العمر، لا بد أن تمرّ ببقية القرون المصرية: مباني الأزهر ومسجد الإمام الحسين، ومئات من مئات المصريين الذاهبين، لا أدري ولا يدرون، إلى أين. لكن هذا طقس مصري قديم: الناس رايحة جاية، وأم كلثوم تغني من محال الباعة وكأنها تستكمل حفلة جديدة، والرجّالة بالجلابية البنية القديمة التي أقسم الفاجومي أحمد فؤاد نجم ألا يخلعها لكي لا يبدو متنكراً بثياب الخواجات وأحوال البهوات.

كثير الخلق في القاهرة، خلافاً لأي عاصمة عربية. وقومها نموذج التنوع الذي منّ به الخالق على الكون. وأنا قادم إلى الفيشاوي، طبعاً لكي أزور الغرفة الخشبية السوداء التي كان يختلي فيها إلى نفسه وروائعه. ولولا أنه أعطى هذه القهوة اسمه، لكانت مجرد موقع عتيق في القاهرة التي يغطيها غبار السنين بفوضى وعشوائية، وأحياناً بأسى. لكن نجيب محفوظ منحها من اسمه ومن شهرته ومن عشقه لمصر، فأصبحت أثراً لا مثيل له في المقاهي. ولا يزال اسم القهوة القديم معلقاً داخل الممر الضيق، لكن أضيف إليه الآن، بالنيون الأزرق، اسم القهوة، خدمة للسياح والزوار العابرين، وهم كثيرون. ويجلسون على تكايات أو كراسي كما في الروايات. والجديد الآخر القهوة بالفناجين بدل الأقداح. لكن فقط لحديثي النعمة الذين لا يعرفون الأصول.

تقدم القاهرة للآخرين عرضاً رائعاً ومذهلاً «لقوتها الناعمة». تاريخها ورجالها، وهذه المشاهد للنيل في الليل التي تفتقد روعتها جميع الأنهر. وهي مأخوذة الآن بنجم عالمي تدللـه الصحف باسم «الفرعون»، وأحياناً تسميه مثلما يفعل الأجانب «مو». ومحمد صلاح يعدو في ملاعب العالم مسجلاً الأهداف بالبراعة التي كان عبد الوهاب يسجل أغانيه.

مصر تحيا. في هذه الطريق إلى الفيشاوي كان يمرّ نجيب محفوظ بأشخاصه وأبطاله؛ بسطاء مصر وفلاحيها القادمين من الأرياف، ومصليها رافضي التطرف، وعباءات نسائها المطرزة، والمناديل والملايات وجلابيات الفاجومي الذي وجد لنفسه مكاناً في الشعر الشعبي، بينما كانت مصر تحنّ إلى زمن بيرم وبقية السرب المتواري خلف أشجار البردي على الضفتين، تردّد أشعاره، حاكية حكايات مصر، التي لا يشيخ فيها إلا العماير والجدران.

تمنيت أن أدلي بشهادتي في غياب أحمد كمال أبو المجد. وخجلت من نفسي أمام كتابات الذين عرفوه حقاً، فاكتفيت بتقديم العزاء إلى زوج ابنته، الناشر الكبير، إبراهيم المعلم. وفي الطريق إلى الفيشاوي، لاحظت أن جميع الوجوه في هذا الازدحام الصاخب باسمة أو راضية. وتذكرت قول أبو المجد: الجنة لا تستقبل الوجوه المكفهرة.
إلى اللقاء..

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مفكرة القاهرة الطريق إلى الفيشاوي مفكرة القاهرة الطريق إلى الفيشاوي



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon