توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العازف الحزين

  مصر اليوم -

العازف الحزين

بقلم - سمير عطا الله

أسأل نفسي أحياناً؛ إلى أي مدى أتأثر بالدعاية؟ رجل عادي في مواصفات عادية أعيش - والحمد لله - حياة طبيعية. أكتشف أنني أحياناً لا أتأثر بشيء؛ بل بالعكس... كلما زادت دعاية من حولي ازددت نفوراً من غايتها. وأحياناً، مثل طفل غير مجرب، أرى نفسي مأخوذاً بإشاعة صغيرة. في الحالتين؛ الميزان هو المشاعر الشخصية.
أعادتني الحملة الانتخابية في لبنان إلى التساؤل. بعضهم صرف عشرات الملايين لم تؤثر في لحظة. وبعض الحملات لبعض المرشحين جعلتني أنفر عن المشاهدة برمّتها، عندما حاول المال الكثير تنظيف البقع الكثيرة. كل المال الذي صُرف لم يستطع إقناع الناس بجدوى الاقتراع.
هل أنا ناخب صالح؟ لا. أنا ناخب ضعيف، من حسن حظي أن الذين أحبهم من خيرة الناس. وعليهم إجماع. هل كان يمكن أن أنتخب أحداً سيئ السمعة؟ أبداً. هل يغير فوزه أو سقوطه شيئاً في موقفي؟ لا. لكنني خلال هذه الحملة رأيت الناس من حولي تؤخذ بالجرف الدعائي. وكان جوزيف غوبلز حاضراً في كل مكان ومعه قبعاته وأرانبه، والناس من خلفه كما شرطة البلدية في مسرحية «المحطة» للأخوين الرحباني، تسير خلف الشاويش؛ شمال شمال، شمال يمين. ثم، شمال يمين، يمين شمال.
فقد الاتحاد السوفياتي 13 مليون إنسان في الحرب العالمية الثانية، وفقد الأميركيون أربعمائة ألف. وربحت الحرب هوليوود. كان عندها جون واين، وكلارك غيبل، وجيمس ستيوارت. والروس لم يكن لديهم مصورون ولا مخرجون ولا من ينتج الأفلام الضخمة حول معارك المحيط الهادي. البريطانيون ربحوا معركة «العلمين» على أريك رومل؛ أهم جنرالات ألمانيا، في السينما أكثر مما على الأرض. لو خسرها الإنجليز، لما كنا سمعنا عنها شيئاً.
شعرت بحماس حيال مرشح الرئاسة بيل كلينتون لأسباب سطحية، كتلك التي أثّرت في معظم الأميركيين العاديين. شاهدته يسحب «الساكسوفون» بعفوية ويعزف طويلاً حزيناً مثل بطل «من هنا إلى الأبدية». وقررت أن هذا الضعيف هو «بطلي» وليس المتغطرس جورج بوش الأب.
عندما أحيل كلينتون إلى الاستجواب في قضية مونيكا لوينسكي، كنت أمضي الساعات في المتابعة. ليس بدافع مهني، بل لأنني أتمنى أن ينتصر على الزمرة التي كانت تطارده بزعامة بوب نيوت. وفي النهاية، اكتشفت أن لا شيء يميزني عن قرّاء الـ«صن» التي أرفض قراءتها حتى مجاناً، لأن في ذلك إهانة للمستوى العقلي عند الناس. مثلهم نسيت أن كلينتون يرسل الطائرات ليقصف دول البلقان ويأمر بغزو هايتي. وانصرفت إلى أخبار مونيكا.
الدعاية تستهدف الجميع. وعليك أن تحدد نسبة التصديق. صوَّرَ الغرب والروس ألمانيا بعد الحرب (أو اليابان) على أنها الشر الأكبر، وساعدهم في ذلك تعديها وسلوكها. لكن الغرب والروس يحاولون الآن استدرار العطف، وحتى الإعجاب لألد أعداء الحرب.

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العازف الحزين العازف الحزين



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon