توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«عصفورة» من الشرق

  مصر اليوم -

«عصفورة» من الشرق

بقلم-سمير عطا الله

انشغل أدباء ونقّاد ومؤرخو القرن الماضي بما كتب من أعمالٍ تحت العنوان العام: الصدمة الثقافية. أي ما يواجهه الأديب، وبالتالي أي إنسان عادي أيضاً، لدى وصوله إلى عاصمة مختلفة في كل شيء، من اللغة إلى العادات إلى التقاليد إلى مستوى الحريات الشخصية.

واللافت أن الذين عانوا من «الصدمة» كانوا المتأخرين وليس الأولين. فإن رفاعة الطهطاوي أُعجب بعادات باريس وطرق الحياة فيها، ودعا إلى الأخذ بالكثير منها. غير أن ردة فعل اثنين من عمالقة المرحلة، طه حسين وتوفيق الحكيم، كانت مختلفة تماماً. فما اعتبره الحكيم «صدمة» في «عصفور من الشرق»، خلاصة لتجربة شخصية تماماً، وجد فيه طه حسين تحقيقاً لأمنية ورغبة، نتيجة لتجربة خاصة هو أيضاً. فقصة الحب عند الحكيم انتهت باستمرار الغربة وتفاقمها، بينما انتهت قصة حب الضرير إلى حياة زوجية من قصص الغرام والتضحية. وثمة تجربة ثالثة كانت أيضاً موضع الدراسات هي تجربة الدكتور سهيل إدريس مؤسس «الآداب»، الذي ذهب إلى باريس مفعماً بالدراسة الأزهرية وبالحياة التقليدية في بيروت السنية القديمة، ليجد نفسه أمام كتابات جان بول سارتر والدعوة الوجودية إلى الحريات.
لا أدري أين نضع تجربة المرأة العربية في الصدمة الثقافية. يتهيأ لي أن أبرز التجارب في هذا الحقل كانت تجربة الدكتورة رضوى عاشور في ذهابها إلى الدراسات العليا في بوسطن. وقد روت تفاصيل هذه التجربة في كتابٍ ممتعٍ عنوانه «الرحلة: أيام طالبة مصرية في أميركا». غير أننا هنا لسنا في ثلاثينات القرن الماضي بل في سبعيناته. وبالتالي فإن الخلاف الثقافي هنا لم يكن اجتماعياً بل سياسياً. فرضوى عاشور، المتزوجة من الشاعر الفلسطيني مريد البرغوثي، لا تحمل فقط قضيتها كمصرية قومية الشعور، وإنما أيضاً كصاحبة قضية ذاتية.
تواجه الطالبة المصرية منذ اليوم الأول الاختلافات الإنسانية في الجامعة، ليس من خلال المنهج والدروس، وإنما من خلال العلاقات الخاصة بين الأساتذة والطلاب. فالمرحلة مرحلة تفور حتى ذلك الوقت بآثار الهزيمة 67 والعبور 73. وكانت أميركا منقسمة يومها، خصوصاً في الجامعات المسيسة، بين مؤيدٍ للعرب أو متحزب لإسرائيل. وهكذا وجدت نفسها وحيدة، تحنُّ منذ اليوم الأول إلى مصر، وتذهب أكثر من مرة في النهار إلى صندوق البريد ترجو وصول رسالة من مريد، أو من الأهل أو من الأصدقاء.
ينفتح المجتمع الأميركي وسيعاً وضيقاً أمام الطالبة المصرية، مليئاً بالخرافات مثل الشرق، وغارقاً في العلوم والتقدم والتكنولوجيا بعكس الشرق تماماً. وتجد عزاءها القومي بين السود الأميركيين الذين كانوا هم أيضاً يخوضون في ذلك الوقت تجربة تحررٍ شديدة العمق وعميقة الأسى واليأس. لكن ذلك كله يبقى غربة كبيرة إلى أن يصل مريد قادماً من مصر.

 

نقلا عن الشرق الاوسط 
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«عصفورة» من الشرق «عصفورة» من الشرق



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon