توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وجوه من رمضان: عبقري المنافي

  مصر اليوم -

وجوه من رمضان عبقري المنافي

بقلم - سمير عطا الله

استضافت بيروت نبلاء العرب القادمين إليها من كل بلدٍ قسى على أبنائه. لكن هذا الأشيب الأسمر الفارع القامع الدائم الابتسامة كان فريداً بين المنفيين. فاليمن لم يكن اسماً شائعاً بين الدول بل اسم غامضٌ يذكر بالأساطير والقلاع والموانئ المغلقة، والأسوار التي تقفل أبوابها الصغيرة مع الغروب. طبيعي أن نتوقع أن يكون اليمني القادم يعلّق خنجره في جنبيته. وبما أنه أزهري في العلم، فلا بد أن يكون ملتزماً في الحياة. غير أن أحمد النعمان كان صورة العربي كما وردت أوصافها في أشعار العرب ومقاماتهم. وكان يطلّ على القضايا والنزاعات والخلافات من برجٍ عالي الرؤية. فما من نقاش سياسي يمكن أن ينتزع منه ابتسامته وسعة صدره ووسع آفاقه. وبدا لنا أنه إنسان بلا خصوم، لا الإمامة التي ثار عليها، ولا عبد الناصر الذي أدخله الزنزانة رقم واحد طوال عامٍ كامل، ولا الرفاق الذين اختلف معهم في الفقه والأدب والشعر. وكانت له في الثلاثة حافظة باهية مثل حضوره. فإذا تحدّث حوّل المكان إلى رونقه وحده، وإذا جادل، جرّد معارضيه من سلاحهم وجعلهم يفضلون الإصغاء إليه.
تنقّل أحمد النعمان في المنافي التي سرعان ما أصبحت مواطن له، تحبه مثل أهلها، وتأنس لثقافته وعلمه. فإذا كان خير جليسٍ في الزمان كتابٌ، فإن النعمان كان مكتبةً يقظةً شاملةً وحاضرة أبداً لتحلية المجالس. بيروت القاهرة جدة وحتى جنيف. ولم يكن غريباً في أي مكان، غير أن منفى بيروت أصابه في كبده. فقد اغتال بعض الثورجييّن العرب ابنه البكر محمد ووريثه وتوأمه في الآداب والملاحات والنباهة. وأثكل الغياب أم محمد التي كانت بمهابتها ولباسها الوطني ترافق الأب بكل مكان. وحزن الرئيس سليمان فرنجية يومها مرتين: الأولى للنكسة التي أصيب بها أمن لبنان، والثانية لفظاعة الجريمة في حق أحد أبرز المسالمين العرب. وذهب الأستاذ الأب يشكر الرئيس اللبناني على تعزيته بابنه فقال النعمان للرئيس: «العزاء يا فخامة الرئيس، يجب أن يقدم إلى لبنان حكومةً وشعباً، لأنني إذا كنت قد فقدت ولدي، فإن لبنان قد فقد أمنه واستقراره، وما جئت لكي أستعيد ولدي بل جئت راجياً منكم استعادة أمن لبنان».
أصبحت بيروت ثقلاً عليه وعلى أم محمد. لكنه كان محاطاً هنا بعدد من الأصدقاء الذين رأوا فيه نوعاً من معلمٍ فكري وروحي. ولم نكن نلتقي الأستاذ في أي مناسبةٍ إلا ونشعر أننا خرجنا بدرسٍ جديد. فقد كان يزين الأحاديث والآراء بالشواهد والطرائف والصلابة وخفة الظل. وعندما غادر الأستاذ بيروت إلى جدة للإقامة على ساحلها بعيداً عن هذا المتوسط الذي خطف بكره باسم الدمويات الفارغة، شعرت بيروت أن أهميتها كملاذٍ لكبار العرب، قد ذرّت في الغبار.
إلى اللقاء

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وجوه من رمضان عبقري المنافي وجوه من رمضان عبقري المنافي



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon