توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وجوه من رمضان: غوته معتنقاً

  مصر اليوم -

وجوه من رمضان غوته معتنقاً

بقلم-سمير عطا الله

مثلما انبهر شاعر روسيا ألكسندر بوشكين بالإسلام والقرآن والرسول، انبهر شاعر ألمانيا يوهان ولفغانغ غوته أيما انبهار بالنبي العربي، وأيضاً بالآداب والتراث الإسلامي بدءاً من الشعر الجاهلي. وقد انصرف بنفسه إلى ترجمة معاني الآيات ووضع «الديوان الشرقي» كأثر من أهم آثار الآداب الألمانية، سواء في زمنه، القرن الثامن عشر، أو ما قبله أو ما بعده. ولم يقتصر اهتمام غوته بالإسلام على مرحلة واحدة أو عابرة (مجلة «المعرفة» الكويتية)، بل استمر طوال عمره بدءاً من أولى قصائده وهو في الثالثة والعشرين من العمر، يشيد فيها بخصال الرسول، ويكاد يقترب من إشهار إسلامه. وظل يعايش التعلّق بالإسلام طوال عمره. فلما بلغ السبعين قال إنه يعتزم أن «يحتفل في خشوع بتلك الليلة المقدسة التي أُنزل فيها القرآن على النبي (صلى الله عليه وسلم)». وعندما صدر كتابه «الديوان الشرقي للمؤلف الغربي»، قدّم له بالقول إنه «لن يكره أن يقال عنه إنه مسلم».
كان موقف غوته من الإسلام مفترقاً مهماً في التاريخ الأوروبي. فقد بدد شاعرٌ مثله تلك الصور التي نشرها الغرب من قبل. وتأثر به أوروبيون كثيرون، وراحت تصدر ترجمات كثيرة لمعاني القرآن، وإحدى الترجمات وضعها المحامي البريطاني جورج سيل. وكنت أحتفظ لسنوات بالطبعة الأولى من هذه الترجمة العظيمة، غير أنها ضاعت مني للأسف بين بلدٍ وآخر أو منزلٍ وآخر. أرفق جورج سيل ترجمته بدراسة معمّقة لسيرة الرسول (صلى الله عليه وسلم) ونزول الآيات والتسامح الكثير في الرسالة. ولم يخفِ غوته أنه كان يفتش عن ديانة يستكين إليها عندما عثر على القرآن بعد مرحلة طويلة من الشك، وعثر فيه على رؤيته الأساسية القائمة على فكرة التوحيد، وأن الله يتجلى في الطبيعة، وأن سبحانه يخاطب البشر من خلال الرسل، والإيمان بأن التدين الحق هو في البر والخير والإحسان. وفي رسالة إلى صديقٍ له العام 1772 كتب يقول: «إنني أود أن أدعو الله كما دعاه موسى في القرآن: رب اشرح لي صدري». وكتب إلى صديق آخر: «ولما كنت أتحدث عن بعض النبوءات، فيتعين عليَّ أن أذكر أنّ ثمة أموراً تحدث في أيامنا هذه ولم يكن من الممكن أن يسمح حتى للمتنبئين بالتكهن بها. ومن ذا الذي كان بوسعه قبل سنوات قليلة أن يتنبأ بأنه ستقام في قاعة مدرستنا الثانوية البروتستانتية صلاة إسلامية، وبأنها ستشهد تلاوة من سور القرآن. إن هذا هو الذي حدث فعلاً. فلقد عايشنا جماعة من البشكير وهم يؤدون الصلاة، وشاهدنا إمامهم ورحبنا بأميرهم في بناية المسرح».
وبعد أيام، تحدث غوته إلى ابنه عن الانعكاسات التي تركها ذلك الحدث على أبناء مدينة فايمار، فقال له: «إن عدداً كبيراً من السيدات المتدينات ذهبن إلى المكتبة العامة من أجل استعارة الترجمات القرآنية».
إلى اللقاء.

نقلا عن الشرق الاوسط 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وجوه من رمضان غوته معتنقاً وجوه من رمضان غوته معتنقاً



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon