توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بدوي لبنان

  مصر اليوم -

بدوي لبنان

بقلم - سمير عطا الله

كان أمين الريحاني نادراً بين الرحّالة العرب. وفي عصر البواخر البطيئة، والذلول وانعدام الطرقات، أمضى حياته القصيرة متنقلاً من جبل لبنان إلى نيويورك، ومن نيويورك إلى الولايات الأخرى، ومنها إلى الجزيرة العربية، داعياً «العربان» إلى الوحدة، متمتعاً برعاية أمراء المنطقة وبصداقة خاصة مع الموَحِّد الملك عبد العزيز. وتميّز الريحاني أيضاً بأسلوبٍ أدبي جذّاب، ومثل الرحّالة الأجانب لم يهمل التفاصيل الصغيرة والكبيرة، بحيث ترك لقرّائه في مؤلفه الشهير «ملوك العرب» صوراً ولوحاتٍ اعتمدَت فيما بعد في كتابة تاريخ الجزيرة ووضعِ جغرافيتها.
تبذل الكويت في السنوات الأخيرة، ربما أكثر من أي دولة أخرى، الكثير في البحث عن معالم تاريخها. ولا بدَّ إذاً أن يطالعك الريحاني وقلمه. ها هو في مجلس الحاكم الشيخ أحمد الجابر الصباح الذي: «هنّأني بوصولي وأعرب عن دهشته لسفري في البلاد العربية هذه السفرة الطويلة، ثم قال: العرب أنفسهم يُكبِرون هذه الطريق ويخافونها، ومنهم من لا يقوى على تحمّل مشقاتها، وكيف تحمّلتم ركوب الذلول كل هذه الأيام؟ نهنّئكم يا أستاذ ونرحّب بكم. ولم يشأ أن يطيل الجلسة الأولى رغبة في راحتي، فبعد أن تناولنا القهوة أمر من لاقوني أن يرافقوني إلى القصر».
ثم يكمل الريحاني ناثراً التفاصيل بعينه الدقيقة «... الله ما تفعل البيداء وخشونة العيش. دخلت القصر في الكويت كأني بدوي لم يرَ في حياته قصراً جميلاً، تزينه الأعمدة والقناطر، ولم يجلس مرة في قاعة مفروشة بالفاخر من الرياش. وعندما جاء الخدم الواحد بعد الآخر يحملون الأطباق، فوضعوها على السجادة وجلست أنا ورفيقي إليها، فُتنت بما أحاط صحفة الأرز من الألوان المطبوخة بالبقولات.
البقولات! بعد الأرز والرمل واللحم والتراب التي كان يطبخها لنا مسفر ومعاوناته الرياح، إنها من النعم التي يغتفر فيها الابتهاج والإسراف. نحرت الألوان نحر العاشق المشتاق، وخصصت بالإسراف بندورة الكويت التي يشحنون منها إلى البصرة، وهي صغيرة مدملكة، يطبخونها بقشرها دون أن تمسها السكين، ثم سمك الكويت المشهور الذي يشبه سمك المشط في طبرية، ولكنه أرق وأدسم. ثم أصناف الحلوى، وما أشد حلوها وأكثر سمنها وأسرارها».
لا يكتفي الريحاني بالمشاهدات والانطباعات، بل يعرض لنا الحياة التجارية كما كانت أوائل العشرينات وكأنّه أحد خبراء الاقتصاد. ويصف صعوبة ضبط الرسوم الجمركية بين بلدان المنطقة، ويشدد بصورة خاصة على مهارة الكويتيين في المبادلات التجارية ودورهم في صناعة اللؤلؤ والمبادلة مع الهند. ويقول إن العقد الوحيد بين التجّار كان كلمتهم، فلا أوراق ولا تواقيع ولا تواريخ. وإنّما قروضٌ من عامٍ إلى عام تُسدَّدُ وفق الذمة والضمير، وأيضاً وفق ذاكرة طيبة لدى البائع والشاري على السواء.

 

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بدوي لبنان بدوي لبنان



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon