توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

صناعة الفرح

  مصر اليوم -

صناعة الفرح

بقلم : سمير عطا الله

 وقف ميخائيل نعيمة أمام جسر بروكلين، العام 1925، فرأى جسوراً متداخلة وقطارات متسارعة وسيارات متدافعة واتجاهات سير متوازية ومتعاكسة، وسمع صخب التنقل فوق الحديد، وفكر في أعداد البشر التي تعبر شبكة الجسور هذه طوال ساعات النهار وبعض الليل، وقال في نفسه إن هذه حياة مادية لا تطاق، وإن الأميركي عبد للعمل ومُستعبد للاستهلاك.

وفي العام 1960 ذهب سعيد فريحة إلى مدينة ديترويت وكتب يصف مشاهداته: «مئات الجسور والأنفاق والطرق العريضة، وقد تشابك بعضها ببعض، وتفرّع عن كل بعضٍ ألف بعض، وانطلقت قوافلُ السيارات والقطارات فيها بكل سرعة، وبكثرة، وبكل اتجاه... فهي فوقك، وهي تحتك، وهي حولك وحواليك كأنها لعبة كهربائية ابتدعها عقلٌ جبار ليقف الإنسانُ عاجزاً عن متابعة حركتها بالنظر، وحتى بالفكر. ومن هذه الحركة، أو اللعبة، تدرك عظمة ديترويت من ناحية الثروة والإنتاج، وناحية العمران والسكان، وتدرك أيضاً أن الإنسان كفردٍ في هذا الزحام الهائل، لا شيء. سباقٌ مع الزمن ومع ملايين البشر». الأول أديبٌ مفكر فيلسوف، ذهب إلى الولايات المتحدة يطلب الإقامة والنجاح والثروة، فلم يحصل على شيء منها، ولذا، وجد في هذه الأعجوبة الآلية الطاحنة ما يُحزن، وليس ما يُفرح. أما الصحافي الذي مهنته أن يلاحظ الذي لا يلاحظُهُ المسرعون في الحياة، فقد استعاد مشاهداته في أوروبا وفي الشرق، فلم يجد ما يقارن به هذا التقدم الآلي الصناعي الرهيب.

أمضى ميخائيل نعيمة حياته يتأمل ويكتب ويفكر ويتساءل... ويتشاءم. جميع آثاره الأدبية خالية تقريباً من ملامح التفاؤل، وجميع ذكرياته المريرة في الماضي لا شيء فيها يدعو إلى الابتسام. وقد جاء سعيد فريحة من طفولة أكثر ألماً ومرارة وشقاء وأحزاناً ومجاعات، لكنه حوّل كل ذلك إلى سخرية ودعابات، بل حوّل بؤسه إلى صناعة للفرح، ومن هذه الصناعة، أنشأ أول دارٍ صحافية كبرى في لبنان. وعلّم الناس التفاؤل وأضحكهم من المتشائمين وخرافات المتطيرين.

بل كان أقرب الأصدقاء ورفاق العمر إليه رجلاً عُرف بلقب «ظريف لبنان» هو نجيب حنكش. وبسبب هذه المودة، بنى لعائلته «فيلا» خاصة في بلدة صديقه. ومعاً كانا يسخران من الثقلاء والبخلاء والخالين من الذوق. هو في «جعبته» الأسبوعية كتابة، ونجيب حنكش على المسرح أو في البرامج التلفزيونية. وقد كان في لبنان أقرب ما يكون إلى نجيب الريحاني في مصر، إذا صحّت المقارنة.

على أنني عندما أقارن بالريحاني أشعر بشيء من الارتباك؛ إذ كلما عدت إلى أفلامه ومسرحياته، أشعر أنه من تلك الظواهر التي تمر في الحياة مرة واحدة وقدرها ألا تتكرر.

نقلا عن الشرق الآوسط اللندنية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صناعة الفرح صناعة الفرح



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon