توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أيضاً... أحلى السرد أكذبه

  مصر اليوم -

أيضاً أحلى السرد أكذبه

بقلم: سمير عطا الله

الذين قرأوا الكثير، أو القليل، من الآداب الفرنسية، لا بد أنهم مروا بأعمال مرغريت دوراس، التي نالت جائزة «غونكور» عام 1984. كانت دوراس حالة خاصة. فقد ولدت لأبوين فرنسيين في الهند الصينية، فيتنام الآن. وعاشت مرحلة الاستعمار الفرنسي هناك، ثم عادت إلى باريس مع العائدين بعد الهزيمة الكبرى التي حلَّت بفرنسا، والتي سوف تحل على نطاق أوسع بأميركا فيما بعد.
تعلقنا بمرغريت دوراس بسبب عملين اشتهرا كثيراً في تلك الأيام: فيلمها «هيروشيما حبيبتي»، وسيرتها الذاتية تحت عنوان «العاشق». وكان الجاذب الأول في السيرة أنها قصة علاقة بين فتاة بسيطة من أهل الاستعمار وفيتنامي ثري يكبرها سناً. هي في الخامسة عشرة وهو في السابعة والعشرين. لكن الأبوين الفرنسيين يتصديان للعلاقة برغم أن الشاب وريث لثروة طائلة.
جمال القصة في التفاصيل و«الحقائق» وصور الصراع بين حضارتين عدوتين. لن يستطيع الاثنان أن يهزما كل التعقيدات القائمة في طبيعة الأشياء برغم دافع الحب الذي يربط بينهما.
بقيت السيرة، أو الرواية، في ذاكرتي كعمل جميل. وبسببها تابعت عدداً من أعمال دوراس ومعظم مقابلاتها الصحافية التي وقعت عليها. لكنني الآن شعرت بخيبة عندما قرأت أن القليل جداً من السيرة كان حقيقياً والباقي مخيلة غنية. إنها أكثر من خيبة، إنها خدعة. والإنسان لا يحب أن يبدو ساذجاً. أما الكاتب فلا يريد أن يبدو عادياً. وإلا فما هو مبرر الكتابة.
مهارة دوراس كانت في عادية السرد، بحيث بدا أقرب إلى الحقيقة من الحقيقة. وربما كان في اعتقادها أن المهم هو فنيّة العمل، وليس مدى صدقه. ولذا سمته «رواية» حيث الدقة ليست شرطاً على الإطلاق. هكذا يكفي القليل من الحقائق يبنى عليه، والباقي حرية المؤلف ومخيلته.
هل الواقع وحده يكفي لصناعة أدبية مهمة؟ يعتمد ذلك على نوعية الحقيقة ومداها، كما هو مثلاً في أعمال المغربي محمد شكري. فقد كان الواقع عنده أكثر بؤساً من أي سرد غني بمخيلة بائسة ومعذبة. ولم يبذل - أو لم يستطع - أي جهد فني يخفف من صدمة الواقع، وهذا ما جعله مميزاً بين الكتّاب المغاربة والعرب معاً. غير أنه أضر بمكانته الأدبية. ولقد حدث العكس مع دوراس، فإن الصياغة الفنية هنا، أعطت رونقاً رائعاً لهذا الخليط غير المتوازن بين الحقيقة والتخيل.
أمين معلوف، الذي فاز هو أيضاً بجائزة «غونكور» على «صخرة طانيوس» خلط المتخيل بالقليل من الحقيقة. لكن أسلوبه السردي الجميل لا يترك أهمية للتمييز بين الاثنين. رائع كيفما كتب.

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أيضاً أحلى السرد أكذبه أيضاً أحلى السرد أكذبه



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon