توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تسونامي من الجنرالات

  مصر اليوم -

تسونامي من الجنرالات

بقلم - سمير عطا الله

منذ أن جاء العسكريون إلى الحكم في بورما عام 1961 رافقهم مستشار لا يخطأ في الأحكام: الأبراج! فالديكتاتور لو ني وِن، الذي بقي في الحكم حتى عام 1988، كان يتفاءل بأرقام ويتشاءم بأخرى. ومن أجل إنعاشه الاقتصاد إنعاشاً لا شك فيه، أصدر أوراقاً نقدية لا وجود لها في أي مكان آخر في العالم؛ واحدة تحمل الرقم 45، وأخرى تحمل الرقم 90. وفي عام 1970 أبلغه أحد قارئي الكف بأنه سوف يتعرض لعملية اغتيال، وأن المهاجمين سوف يأتونه من جهة اليمين. ما إن غادر المبصّر، حتى أصدر الجنرال وِن مرسوماً يقضي بتغيير حركة السير في البلاد من اليمين إلى اليسار. وقد خلفه الجنرال ثان شوي الذي لن يكون أقل منه تفاؤلاً بالأرقام. ففي خلال بناء العاصمة الجديدة نايبيدو، أمر بأن تتحرك أكبر قافلة من الرجال والأدوات إليها في 10100 شحنة في الدقيقة الحادية عشرة من الساعة الحادية عشرة في اليوم الحادي عشر من الشهر الحادي عشر.
منع جنرالات بورما بثّ، أو نشر، أي خبر سيئ. وفي جملة ما منعوه أخبار الإعصار الذي سيضرب البلد عام 2008. وهكذا، فوجئ الملايين وقد تفككت بهم البيوت، وأغرقتهم المياه على الطرقات، وشرَّدتهم في العراء القاتل. وبعد انتهاء الإعصار، تبيّن للناس أنه لم يكن هناك في أي حال جسور أو طرقات كافية، أو خدمات طوارئ، أو بيوت مبنية من الإسمنت. لقد تأكد الجنرالات من أنه لا للشعب أن يتمتع بأي شيء من هذا. ومن ثم رفضوا وصول المساعدات الأممية، وظل بان كي مون أكثر من أسبوعين يحاول إقناع الطغمة العسكرية بإيصال المساعدات إلى الضحايا. وكان منها، على سبيل المثال، شحنات مياه للشرب... شبكات مانعة للبرغش والحشرات. لكن الحكومة في عطفها على الناس، لم تنسَ أن توجه إليهم النصائح الضرورية؛ ومنها «الاعتماد على النفس وأكل الضفادع لكيلا يُصابوا بسوء التغذية».
يومها كتب أحد مسؤولي الإغاثة الدوليين أن «الجنرالات قد استبدلوا بقلوبهم الثقوب»، وروى أن الناس تُطالب بغزو ألماني، أو بريطاني، لأن الأمم المتحدة عاجزة عن مواجهة العسكريين. وقد أظهر الجنرالات الوحشية نفسها في محاربة الروهينغا ولا يزالون. وكذلك لا يزال المسؤولون الدوليون يتغاضون عن المجازر التي يتعرضون لها. ولا يُخفى في هذه المسألة، الإهمال الخبيث الذي تظهره دول آسيوية مثل الصين؛ بل إن المعارضة التي لطالما حاربت العسكريين، تصرفت على غرارهم تماماً في الموقف من الفظاعات ضد المسلمين.

 

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تسونامي من الجنرالات تسونامي من الجنرالات



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon