توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وجوه من رمضان: هرم الاقتصاد

  مصر اليوم -

وجوه من رمضان هرم الاقتصاد

بقلم : سمير عطا الله

  لو لم يمت فرانكلين ديلانو روزفلت في منتصف ولايته الرابعة لمضى الأميركيون يجدّدون له إلى ما شاء الله. فهو لم يكن الرئيس الذي حسم الحرب، وإنما كان الرجل الذي أنهى موجة الكساد القاتل ووعد كل أميركي بأن تكون له دجاجة في مطبخه. فيما كان سعد زغلول يقود ثورة مصر من أجل الحرية، كان طلعت حرب يقود ثورتها من أجل الاستقلال المادي مدركاً أنه لا حرية للشعوب مع الفقر. وبدل أن يدعو إلى التأميم راح ينشئ الشركات والبنوك والمزارع والفبارك بأيدٍ مصرية، ورأسمال مصري، وأشهرها طبعاً بنك مصر الذي التف حوله المصريون أغنياء وفقراء.

لم يترك صاحب هذه الشخصية الحيوية وصاحب الرؤية الاقتصادية البعيدة، حقلاً من الحقول إلا وحاول تمصيره. مثل السياحة، مثل الأقطان، مثل الغزل والنسيج، مثل التمثيل والسينما. وقال فيه المستشرق الفرنسي الكبير جاك بيرك إن ميزته الأولى كانت في إدراكه للقوة الكامنة والإمكانات الهائلة التي لم تستغل بعد عند الشعب المصري، ورأى حرب أن الخلاص يبدأ بنقل الناس من المجتمع الزراعي إلى المجتمع الصناعي. وقبل غيره بعقود طويلة أخذ يموّل المشاريع الصغيرة بمنح القروض الميسرة للفلاحين والمزارعين واستطاع في نهضته الاقتصادية أن يؤمّن الأعمال والوظائف للآلاف من مواطنيه. وزيادة في الشعور بالاعتزاز الوطني جعل جميع مباني بنك مصر التي زادت على الـ37 وحدة مصرفية العام 1938 – جعلها ذات مظهر معماري فائق الجمال تماشياً مع حضارة مصر المعمارية القديمة. ومن خلال سياسة التمويل أسعف التجار الصغار على الوقوف في وجه المنافسة الأجنبية، وأوقف عمليات الاستيلاء على الأراضي المرهونة كما كان يفعل الإنجليز، ثم أنشأ بنكاً عقارياً يحمي المزارعين.

وفي كل استثماراته رفض أن يموّل أي مشروع يشتم منه الإساءة إلى الأخلاق العامة. وكان هذا الرائد المتعدد الرؤية أول من أنشأ مطبعة مصرية برأسمال قدره 5000 جنيه في سبيل دعم النتاج الفكري المصري وتحريره من السلطة الأجنبية المباشرة وغير المباشرة. وأسس أول شركة حافلات لنقل الركاب ثم شركة للنقل النهري، وأوفد إلى الخارج بعثات من العمال والخبراء لدراسة تطوير جميع أنواع التجارات التي أسسها من صناعات الأدوية إلى الألبان إلى الكيماويات إلى الفنادق، إلى أن أصبح أول من يؤسس شركة طيران في العالم العربي العام 1934 وكانت الرحلة الأولى بين القاهرة والقدس. يحمل ميدان بقلب القاهرة اسم سعد زغلول الاقتصاد. لكن كل ميدان في مصر فيه شيء من آثار ذلك المؤسس العظيم. ولا شبه له في جميع تجارب العلم العربي. فمن السهل أن تعثر على سياسي آخر ولا توأم للرجل الذي بنى أهراماً من دون حجارة.

نقلًا عن الشرق الآوسط اللندتية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وجوه من رمضان هرم الاقتصاد وجوه من رمضان هرم الاقتصاد



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon