توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لندن كوطن: مدينة الجميع

  مصر اليوم -

لندن كوطن مدينة الجميع

بقلم - سمير عطا الله

لم يأتِ إلى لندن الفنانون والروائيون والشعراء فقط، بل جاء إليها أيضاً المفكرون والثوريون والفوضويون. ولعل أشهر هؤلاء كان كارل ماركس، الذي كتب في المتحف البريطاني عمله الشهير «رأس المال». وقد وجد فيها الأوروبيون الهاربون من دولهم المضطربة مكاناً آمناً، وكذلك المضطهدون الهاربون من روسيا القيصرية. وقد أدى ذلك عفوياً إلى قيام حالةٍ عابرةٍ من انعدام الأمن والمظاهرات والمتفجرات. ووجد الكتّاب في هذه الفوضى مواضيع خصبة لأعمالهم، وبينها «الأميرة كازاماسيما» (1886)، التي عرّف عنها بالقول: «إنها قصة بابل الرمادية في أعظم حالاتها». ولعل أشهر الفوضويين الذين اجتذبتهم المدينة كان العبقري الآيرلندي جورج برناردشو. وبرعت الشرطة البريطانية هي أيضاً في زرع المخبرين ومطاردة المجرمين، بحيث كان للمدينة أشهر أبطال التحري، شرلوك هولمز وسواه. ومن بولندا جاء القبطان جوزيف كونراد، الذي بعد رحلةٍ طويلةٍ في البحار سوف يستقر في هذا الميناء، ليضيف إلى الأدب الإنجليزي بعض أجمل الروائع، ومنها روايته «العميل السري: قصة عادية».

نفى كونراد أن يكون قد تأثر بالأدب الروسي، وأصرّ على أنه غير معجبٍ بكتابات دوستويفسكي ومناخه القاتم، إلا أنه كان من الواضح أنه تأثّر به إلى حدٍ بعيدٍ. وعندما كنت أجيب عن سؤال أين هو موطنك بأنه لندن «Home»، لم أكن قد قرأت على الإطلاق ما كتبه جوزيف كونراد إلى صديقٍ له عام 1886، عندما قال لرفيقٍ بولندي جاء يستوطن لندن هو أيضاً: «إنني أتفق معك على أنه في هذا العصر الاضطهادي، لا بد من البحث عن بلدٍ حرٍّ ومضيافٍ، يمكن العثور فيه على الحد النسبي من السعادة، المادية على الأقل. ولذلك تفهّمت على الفور إشارتك إلى (Home). فعند الكتابة أو التفكير أو التحدث باللغة الإنجليزية، فإن كلمة (Home) تعني دائماً بالنسبة لي هذه الشواطئ المضيافة في بريطانيا العظمى».

ألغى الـ«بريكست» حكاية «الشواطئ المضيافة». والجزيرة التي خرجت بأساطيرها إلى العالم، وعادت منه محملةً بالناس والأجناس، تنقبض الآن على نفسها بطريقةٍ مؤسفةٍ لا تنسجم مع ذلك الماضي الثري، ومن عصر الملكة فيكتوريا، الذي هو أحد أشهر وأجمل عصور العالم في أشياء كثيرة، دخلنا الآن زمن المسز تيريزا ماي والمستر بوريس جونسون. لا شك أنها كانت أيضاً إرادة الناخب البريطاني، وهذا هو التفسير القدري للخطأ الذي يمكن أن تقع فيه الديمقراطية حتى في البلاد التي اشتهرت بأنه أمها.

سوف أكرر ما كتبته يوم اقترعت بريطانيا للخروج من أرقى الوحدات الشعبية في العالم، وهو أن هذا قرار البريطانيين في بلدهم وفي شأنهم، لكنني بعدما قرأت ما حدث لابني، لن أمشي في شوارع لندن بعد اليوم وأنا مطمئنٌ إلى أنها ذلك الـ«Home» الذي عرفته.

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لندن كوطن مدينة الجميع لندن كوطن مدينة الجميع



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon