توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الزعيم والإنسان: معانق الخصوم

  مصر اليوم -

الزعيم والإنسان معانق الخصوم

بقلم - سمير عطا الله

ربما لم يتعرض زعيم سياسي لعبور مضايق التاريخ والحياة مثل الملك حسين بن طلال، ثاني ملوك الأردن. ولن تعرف حقاً ما معنى «مضيق» إذا لم تكن قد عبرت مضيق ماسينا الإيطالي ذات مساء، حيث تناور العبارة البحرية جانبيها بفارق الخيط الرفيع.

استيقظ الحسين على الحياة وهو يرى جده يسقط قتيلاً أمامه بعد صلاة الجمعة في المسجد الأقصى. بعد أعوام قليلة ذُبح ابن عمه، فيصل، ملك العراق، أقرب الناس إليه. وذُبح معه سائر الفرع العراقي من العائلة الهاشمية. بدل أن يتلقى العزاء، وجد معظم العالم العربي يهلل لعبد الكريم قاسم ومهاجمي «قصر النهاية».

شعر الفلسطينيون حياله بعداء شديد بسبب ضم الضفة الغربية إلى الأردن، فيما كان يدرك أن حقد إسرائيل أكبر لأسبابها التوراتية. تآمر لإزاحته الشيوعيون والقوميون والبعثيون، فنجا. وحاول العراقيون والسوريون الزحف عليه، فصمد. وحاول الفلسطينيون إسقاطه بالقوة العام 1970، فأخفقوا.

اتهم بالتحالف المطلق مع الأميركيين، لكنه أدرك أن مساندتهم هشة، فقرر شراء الأسلحة من السوفيات بعد 67، وعندها فقط استجابوا لطلبه. وحاول مرتين أن يُبلغ الرئيس جمال عبد الناصر بالعدوان الإسرائيلي في 5 يونيو (حزيران)، غير أن الرئيس المصري أبلغه فيما بعد أنه لم يصدق كلامه.

لم يقل الزعماء العرب في أحد ما قالوه في الملك حسين، وكان يرد بأدب الملوك، أو بالصمت. وكانت الإذاعات والصحف العربية تتعرض لشرف أمه، الملكة زين، كل يوم. وكان يصاب بجرح بليغ كل يوم، لكنه لم يخرج من لغته إلى لغتهم في أي يوم. كان بليغاً بالعربية، ضليعاً بالإنجليزية، وأديباً بجميع اللغات.

بنى دولة كانت «شرق الأردن» فأصبحت من أهم وأقوى الدول. عندما حاول شراء طائرتين مستعملتين من إسبانيا قال له الأميركيون ما لك وشركات الطيران. اليوم يتقد الأردن في السلاح الجوي والطيران التجاري والعلوم والطب وحتى في الزراعة. وظل هو يقود طائرته الخاصة إلى أن شله المرض بعد 47 عاماً من أطول وأعقد وأصعب تجربة حكم في العالم العربي.

أصعب وأعقد ما فيها، باعتقادي، كيف صالح جميع خصومه: عانق عبد الناصر، وعانق ياسر عرفات، وأشرف على علاجه في مستشفى القوات المسلحة، وكان يعوده كل يوم. أما الذين دبروا الانقلابات ضده في الداخل، فجعلهم رؤساء حكومات ووزراء وسفراء. ومنح أكثر المناصب حساسية في القصر والأمن لرجال من العراق.

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الزعيم والإنسان معانق الخصوم الزعيم والإنسان معانق الخصوم



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon