توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عذاب النور

  مصر اليوم -

عذاب النور

بقلم - سمير عطا الله

فاز البرتغالي جوزيه ساراماغو بـ«نوبل» العام 1998 على مجموعة أعماله الأدبية، وأشهرها رواية بعنوان «العمى». ويخطر للكثير منا المقارنة بين الرواية وبين كتاب طه حسين الشهير «الأيام». تُرجِمَت «الأيام» إلى لغاتٍ كثيرة، وحظيت لدى الأجانب، خصوصاً الألمان، باهتمامٍ كبيرٍ من النقّاد. ومرة تلو أخرى ألاحظ أن الأجانب تألموا لأيام طه حسين أكثر منا. إحساسهم حيال الألم أعمق من أحاسيسنا. فالكثيرون من المُبصرين كانوا يعيشون حياة مشابهة لحياة «صاحبنا» أو «الفتى»، كما كان يشير طه إلى نفسه وهو يروي الصعوبات التي ولد فيها على حافة قناة كان يعتبرها حدود العالم.
سوف نلاحظ أن الفارق الأساسي بين أدب ساراماغو ورواية طه حسين هو الغنى في التفاصيل. فالتفاصيل قليلة عند عميد الأدب العربي لأنه كان يرى بحواس كثيرة، ليس بينها حاسة البصر. وكان يستعين على كل شيء بعيون الآخرين، خصوصاً تلك الزوجة التي لا يمكن وصفها فقط بأنها شريكة حياة.
كان «العميد» يترك المشهد إلى آخر بسرعة فيؤثّر فيك بالموقف بدل الوصف، وبالمشاعر الداخلية بدل الانطباع. وقد شابهه في ذلك مُبصِر أميركا اللاتينية الأرجنتيني خورخي لويس بورخيس. وكان الشبه الآخر البلاغة الكبرى عند الرجلين. ولعلّ كليهما أراد أن يثبت لعالم المبصرين أنه يملك من اللغة ما لا يملكون. ويخيّل إليَّ أنه لو لم تطغَ البلاغة الشديدة على ملحمة طه حسين، الإنسانية، لتركت أثراً أعمق على رغم عمق الأثر الذي تركته.
إليكم هذا المشهد من طفولة البصير الفذّ: «كان يخاف أشدَّ الخوف أشخاصاً يتمثلها قد وقفت على باب الحجرة فسدّته سدّاً وأخذت تأتي بحركات مختلفة أشبه شيء بحركات المتصوفة في حلقات الذِّكر.
وكان يعتقد أن ليس له حصن من كل هذه الأشباح المخوفة والأصوات المنكرة، إلا أن يلتفَّ في لحافه من الرأس إلى القدم، دون أن يدع بينه وبين الهواء منفذاً، أو ثغرة، وكان واثقاً أنه إن ترك ثغرة في لحافه فلا بدَّ من أن تمتد منها يد عفريت إلى جسمه فتناله بالغمز والعبث.
لذلك كان يقضي ليله خائفاً مضطرباً إلى حين يغلبه النوم، وما كان يغلبه النوم إلا قليلاً.
كان يستيقظ مبكراً، أو قل: كان يستيقظ في السحر، ويقضي شطراً طويلاً من الليل في هذه الأهوال والأوجال والخوف من العفاريت، حتى إذا وصلت إلى سمعه أصوات النساء يَعُدنَ إلى بيوتهن وقد ملأن جرارهن من القناة وهنَّ يتغنَّين: «الله يا ليل الله..». عرف أن قد بزغ الفجر، وأن قد هبطت العفاريت إلى مستقرّها من الأرض السفلى، فاستحال هو عفريتاً، وأخذ يتحدّث إلى نفسه بصوتٍ عالٍ، ويتغنّى بما حفظ من نشيد الشاعر...».

 

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عذاب النور عذاب النور



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon