توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تحية إلى أصيلة

  مصر اليوم -

تحية إلى أصيلة

بقلم - سمير عطا الله

احتفل منتدى أصيلة بعامه الأربعين، شعرت بالذنب لعدم المشاركة. إنه موعد سنوي رؤيوي لازم الحضور للذين يعنيهم الاطلاع على واقعنا والتطلع إلى المستقبل. وبعد أصيلة، ظهرت منتديات مشابهة، لعل أهمها في دبي وأبوظبي. لكن هذا الموعد الصيفي على الأطلسي يحمل اسم رجل واحد، وجهد رجل واحد، وضع اسم بلدته الصغيرة مميزاً فوق خريطة المغرب المترامية. وكان الحسن الثاني يقول: «ثمانية رجال على رأس ثماني مدن مثل محمد بنعيسى وأصيلة، ونربح معركة التطوُّر حول العالم».

قالها لأنه عرف محمد بنعيسى عن قرب، وزيراً للإعلام، وسفيراً لدى أميركا، ووزيراً للخارجية. لكن اسم بنعيسى ارتبط في العالم العربي بأصيلة ومهرجانها وأحيائها القديمة وشوارعها الصغيرة وبيوتها الملونة. ومرة في العام، يطغى اسم هذه المدينة الصغيرة على اسم جارتها الكبرى طنجة، بكل حكاياتها وتاريخها وأسرارها الغامضة.

بل هو يتقدم لهذه المدة العابرة أسماء مدن المغرب التي كتبها التاريخ وصفقت لها أجنحة الطيور وصنّاجات الصفّارين.

أربعون عاماً بدأها محمد بنعيسى في قرية لا يقصدها سوى صيادي الأسماك. كان يعرف أن أهل الثقافة والفكر ليسوا أهل استخبارات، ولكنه كان يدرك أيضاً أنهم سوف يبنون لبلدته الصغيرة عنواناً تُفاخر به أمام شقيقاتها الكبريات على الساحل الطويل. وعلى طبيعتها وبكل تواضعها، أصبحت أصيلة بوابة من بوابات المغرب، يقصدها الحاملون أفكارهم ودفاترهم وحواراتهم.

وإذا أردت أن تختصر محمد بنعيسى في صفة واحدة من صفاته في كل مهمة قام بها، فهو رجل الحوارات. وإذ بدأ حياته العملية مبكراً في الأمم المتحدة، فقد شعر باكراً أن أفضل السبل في مسالك الشعوب والأمم هو سبيل الحوار. وعندما أصبح وزيراً للخارجية طوال ثماني سنوات في حكومات الحسن الثاني، حمل معه إلى الدبلوماسية صورتها الأكثر تعبيراً. وتلك المرحلة كانت تقضي أن تكون صوره الداخلية شديدة، فكان أن قابلتها بصورة عفوية، صورة وزير خارجية غاية في الدبلوماسية. ومعه تعرفنا - أهل المشرق - إلى وجه شاب من وجوه الدبلوماسية المغربية العريقة، وكانوا صفاً طويلاً من الكبار وأهل الفكر والأدب.

حمل محمد بنعيسى أصيلة معه إلى الرباط. قدمها إلى زملائه في الحكومة على أنها بلدة لها حلم ومشروع. وحمل اسمها معه إلى الخارج أيضاً، ولأن هذه البلدة الصغيرة لم تكن لها هوية فاس، أو مكناس، أو مراكش، فقد عثر لها على هوية في الحداثة والفكر وصورة المدينة المثقفة.

الأصالة والحداثة. هكذا نَمَت إلى مدينة يحبها مثقفو المغرب والعرب. أربعون عاماً وهي تقدم كل سنة عنواناً فكرياً جديداً. ويظل عنوانها الأعرق والأهم، محمد بنعيسى. تحيات من القلب وعذراً للغياب.

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تحية إلى أصيلة تحية إلى أصيلة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon