توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الفلسفة والفاصوليا

  مصر اليوم -

الفلسفة والفاصوليا

بقلم - سمير عطا الله

كان بيتاغوراس أحد آباء الفلسفة والعلوم في اليونان. وتُنسبُ إليه أيضاً أبوة علم الجيوميتري، بسبب تأثيره على سائر الفلاسفة، ومنهم أفلاطون وأرسطو، صُنِعت من حولِهِ مُبالغات وإشاعات كثيرة، من دون أن يكون معظمها غريباً، أو بعيداً عن التصديق. فالذي كان لا يُصدّق في عقلٍ مثل عقل هذا الرجل، عداؤه الشديد للفاصوليا. وبالذات العريضة منها. وبرغم أنه كان من النباتيين، فقد ظل على عداء مقيم مع الفاصوليا العريضة، مقتنعاً مع المصريين القدامى، وأهل روما، بأنها رمز للموت. ولم يكن الطب قد اكتشف، آنذاك على الأرجح، أن الفاصوليا العريضة المسكينة تسبب بغير قصدٍ منها، الحساسية لدى بعض الناس. 

وكتب المؤرخ الشهير هيرودوتس أن المصريين رفضوا زرع الفاصوليا كلياً. مع أن هذا الخبر مشكوك فيه، كما في أشياء أخرى أوردها أبو المؤرخين. لكن أحداً لم يبلغ الرعب الذي بلغه بيتاغوراس من الفاصوليا العريضة، إذ كان متأكداً من أنها تحمل أرواح الموتى، وذلك بسبب الشبه بينها وبين اللحم البشري. ورأت جماعات كثيرة مثله أن تناول الفاصوليا يوازي أكل اللحوم البشرية. 

وذهب أرسطو في مخيلته أبعد من ذلك بكثير، فكتب أن شكل حبة الفاصوليا يشبه صورة الكون. غير أن عدداً كبيراً من اليونانيين سخروا من قناعات عالمهم الفاصوليتية. وكتب الشاعر أوراسيو قصيدة يصف فيها هذه البروتينيات بأنها «أقرباء بيتاغوراس». وأعرب أرسطو أيضاً عن اعتقاده بأن أتباع بيتاغوراس تمنّعوا عن أكل الفاصوليا كنوع من الاحتجاج السياسي ضد الديمقراطية؛ لأن حبوب الفاصوليا الملونة كانت تُستخدم في عمليات الاقتراع. من أغرب الروايات التي ربطت بين الفيلسوف وبين خرافته التي تبدو مضحكة اليوم، أنه اختبأ في أحد الكهوف خوفاً من ديكتاتور كان يلاحقه. وفي الكهف لامس نبتة من الفاصوليا، فمرض ومات. وفي رواية أخرى، أن رجال الديكتاتور طاردوه في البرية إلى أن هدَّه التعب في حقلٍ من حقول الفاصوليا، وهناك احتجز وقُتل.

كتب الطبخ التي تصدر الآن تعدد أنواع الوجبات التي يمكن صنعها من هذه النبتة الغامضة. ويعدد المتخصصون في التغذية فوائدها الكثيرة؛ إلا أنهم لا يزالون يؤكدون على تسببها في حساسية كانت قاتلة في حوض المتوسط في الزمان الثالث. ولذا أعطي اسمها إلى أحد الاضطرابات المعوية التي كانت تصيب الأطفال.بعيداً عن فنون الطهي الفرنسية، وخصوصاً الإيطالية، فإن أهل الأرياف العرب عشقوا هذه النبتة على أنواعها، عريضة أو نحيلة أو صغيرة، بيضاء أو حمراء، أو بين بين. والداعي لكم بدوام الصحة والعافية، لا يفتقد نوعاً معيناً من أنواع الطعام إلا ما تعوَّده على يد جدته وبركاتها. وهو بالتأكيد الطعام النباتي الذي لم يكن متوفراً سواه. وإذا كان لا بد من خيار واحد، فالفاصوليا على أحجامها وألوانها، متبلة، أو مطبوخة، أو مسلوقة مجردة.

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفلسفة والفاصوليا الفلسفة والفاصوليا



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon