توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الزعيم والإنسان: رمزها الأعلى بقّال

  مصر اليوم -

الزعيم والإنسان رمزها الأعلى بقّال

بقلم - سمير عطا الله

قابلت السيدة مارغريت ثاتشر ثلاث مرات. اثنتان في 10 داونينغ ستريت، والثالثة عندما أمضيت في رفقتها بضع ساعات خلال زيارتها إلى البحرين بعد استقالتها. في كل مرة كنت أبحث في تصرفاتها عن الآنسة، لأن شخصيتها كأول زعيمة سياسية في تاريخ بريطانيا كانت معروفة جيداً.

عندما عدت إلى المنزل بعد أول مقابلة، طرحت علي زوجتي، بكل عفوية، السؤال الذي يطرحه جميع الناس: «كيف وجدت المسز ثاتشر»؟. وقلت لها، بين الحقيقة والدعابة، «مثل ابنة عمتنا وردة». بدت أقوى سيدة في الغرب كأنها مجرد ربة بيت أخرى، ترتدي فستاناً كحلياً من النوع الذي يفضلنه المتقدمات في السن، منقطاً في خفوت، وتعلق في ساعدها حقيبة يدوية أخرى من تلك التي لا تفارقها مثل أي سيدة تقليدية ومحافظة.

بعد سنين، خطر لي أنه ربما كان داونينغ ستريت هو الذي زاد في مظهر التواضع: درج خشبي ضيق، وغرف كبيرة، لكن لا قاعات، ولا شيء من أبّهة دور الحكم وظلال الإمبراطوريات. على أن حضور السيدة كان طاغياً ومربكاً. إنها المرأة التي سمّتها صحيفة الجيش السوفياتي، «النجمة الحمراء» «السيدة الحديدية». وبقي اللقب ملتصقاً.

ثم إنك في الغرب. وفي الغرب يعملون بقول ابن الوردي: إنما أصل الفتى (أو الفتاة) ما قد حصل. وليس لك – بل لها وحدها – أنها ابنة البقال ألفرد روبرتس، من بلدة غرانتام، حيث كانت العائلة تسكن فوق الدكان. وعندما انتقل المستر روبرتس وعائلته إلى ضاحية فينشلي، سكن الجميع في الطابق فوق الدكان أيضا. وإذا ما خطر لك أن تسأل رئيسة وزراء بريطانيا من هو الإنسان الذي أثر فيها أكثر من الجميع، فإنه ليس ونستون تشرشل، ولا سلفها دزرائيلي، ولا أيا من المعلقة صورهم على درج 10 داونينغ، إنه ألفرد روبرتس، الذي علمها أن الحياة ثلاثة: المعرفة والواجب والاجتهاد.

أصغت مارغريت ثاتشر إلى الذين أعطوها ملاحظات حول «الصورة العامة». وسلمت الأمر إلى المنتج التلفزيوني غوردون ريس. ولم يتوانَ المستر ريس في المهمة الوطنية. وبدوره رفع المسألة إلى السير لورانس أوليفيه، سيد المسرح وأمير النطق الحسن، فأحاله فوراً على أحد مدربي المسرح الوطني. ونصحها ريس بترتيب أسنانها والتخلي عن القبعات إلا في الضرورات الرسمية جداً.

يحكي الكثير عن رومانسيات السياسيين، فماذا عن الزعيمات؟ الأفضل أن تحتشم يا رجل. لقد استلطفت «المسز تي» بعض الزعماء، وارتاحت لهم، ولا أكثر. لحظة واحدة. عرف رونالد ريغان كيف يدغدغ كبرياءها بالمدائح. وارتاحت جداً إلى ميخائيل غورباتشوف. ولم تمانع في الإصغاء إلى إطناب فرنسوا ميتران. ولسبب ما، لم تكن ترتاح إلى أهل السمنة: المستشار الألماني هيلموت كول، ووزير خارجيتها جيفري هاو. طردا طرد اللورد هاو. اقرأوا مذكراته.

إلى اللقاء...

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الزعيم والإنسان رمزها الأعلى بقّال الزعيم والإنسان رمزها الأعلى بقّال



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon