توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الزعيم والإنسان: رسن رئيس العرفاء

  مصر اليوم -

الزعيم والإنسان رسن رئيس العرفاء

بقلم - سمير عطا الله

وصل يونس بحري إلى بغداد في 13 يوليو (تموز) 1958 للعمل في إذاعة العراق بعد شهرة طويلة في إذاعة برلين حملت صوته إلى العالم العربي يومياً وهو يهتف: «هنا برلين، حي العرب». وفي اليوم التالي لوصوله، وقعت مجزرة «قصر الرحاب» بقيادة عبد الكريم قاسم وعبد السلام عارف، فاعتقل يونس بحري في سجن أبو غريب السيئ الصيت.

يروي في مذكراته (الدار العربية للموسوعات) كيف بدأ السجن يزدحم يوماً تلو يوم برجال «العهد البائد» الذين كانوا إلى الأمس حكام البلاد. وبعد يومين من دخوله السجن طلب من الضابط السماح له بتناول «ساندويتش»، فرفس هذا رزمة من الساندويتشات بجزمته قائلاً «اخرس يا خائن. يا ذَنَب العهد البائد».

يقول بحري «كنا ونحن في السجن أكثر اطمئناناً من أي فرد في الخارج. فقد تساوى في الهلع والفزع المدنيون والعسكريون، وزالت الثقة تماماً بين العسكريين والمدنيين واندثرت معالمها، وحل محلها التنكر والحقد والكراهية». وصار حاكم السجن العريف رسن. لكن بعد 7 أيام رُقّي رسن إلى رئيس عرفاء ونادى بحري على المعتقلين لتقديم واجب التهنئة إلى رسن. وكلف بحري من قبل الرفاق أن يسأل رئيس العرفاء ماذا يريد كهدية، فأجاب رسن ضاحكاً «بابا جيم فلس وخلصونا». وبعد التهنئة انتحى البحري بعريفه جانباً وروى له قصة العريف باتيستا الذي أشعل نيران الثورة في كوبا، وحكمها عشرة أعوام. وطرب رسن للفكرة، وهمس في أذن بحري: إذا كان باتيستا عريفاً وفعل ما فعل، فكيف بي وأنا رئيس عرفاء؟ يكتب يونس بحري: «قلت له، يا ريِّس، إنك تتمتع بجميع الصفات التي تؤهلك للحكم. فالذي يستطيع أن يحكم هذا العدد الضخم من رؤساء الوزارات، والوزراء والأعيان والنواب والصحافيين، ويرضيهم ويونسهم، ألا يستطيع أن يحكم هذا الشعب الذي كان هؤلاء يحكمونه منذ 38 عاماً؟».

انتشرت قصة العريف باتيستا في سجن أبو غريب، ثم انتقلت إلى معسكرات الجيش ووزارة الدفاع، «وراح كل عريف يعتني بهندامه ويمعن في تلميع أزراره النحاسية وحذائه».

وأخذ الجنود والعرفاء يقبلون للتفرج على صاحب الفكرة من وراء الأسلاك. لكن بعد ظهر ذلك اليوم نادى آمر السجن على البحري وأمره بمرافقته إلى مكتب العقيد عبد السلام عارف وزير الداخلية. وعندما رآه الماثل أمامه قال له: سيادتك لم يجلس أحد خلف هذا المكتب إلا وكان شؤماً عليه. وعدّد له الأسماء من رشيد عالي الكيلاني إلى سعيد قزاز. فامتقع لونه وشاهدت شفته العليا ترتجف، وراح يتطلع إلى الطاولة تطلّع الرجل الذي صدقت أذناه ما سمع. وهكذا ربحت الجولة الأولى مع الرجل الذي غيّر كرسيه فوراً، وأشار إلى كرسي آخر وقال بصوت مرتجف: «اجلس».

إلى اللقاء...

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الزعيم والإنسان رسن رئيس العرفاء الزعيم والإنسان رسن رئيس العرفاء



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon