توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

من اغتال الأزرق البهي...

  مصر اليوم -

من اغتال الأزرق البهي

بقلم - سمير عطا الله

نبأ في صحيفة مصرية عن قرية مصرية، وليس في صحيفة سويدية من قرية من قراهم: يقوم السكان، يداً واحدة، بتنظيف القرية قبل وصول الطيور المهاجرة في موعد مرورها السنوي. وقال لي صديق عاد من القاهرة مؤخراً، إن أكثر ما لفت نظره في المدينة، التي يتردد عليها منذ سنوات، نظافة لم يلحظها من قبل.

نحن، في لبنان، بعاصمته وجهاته، ننتظر الطيور المهاجرة كل عام، لكي نُسقطها برصاص رشاشات الرفيق كلاشنيكوف. لا للأكل، فهي لا تؤكل، بل للتمتع بمنظر سقوطها، ثم عرضها مع قاتلها البطل، في الشوارع. والذين يمرون بهذا المشهد نوعان: بشر، أو صنف آخر. واحد يستنكر هذه الوحشية العبثية، وآخر لا يستحي من عالم 2018.

لا أحد يعرف عدد الذين يسقطون بما يسمى «الرصاص الطائش» في الجمهورية اللبنانية، التي قامت فيها مرة أهم مدرسة للقانون الروماني. لكنه عدد مثير للحزن والاشمئزاز. بعد خطاب سياسي، يخرج اللبنانيون برشاشاتهم، ليطلقوا النار في الهواء فرحاً وابتهاجاً بما قيل، أو بمن سيقتل في منزله، أو سيارته، لمجرد أن الخطاب كان حماسياً. ويحدث ذلك في الأعراس والأعياد، وسائر المناسبات التي ينكشف فيها مدى التعلق بهذا التعبير المتوحش، في بلد عبَّر أهله البشر عن الحزن والفرح بصوت فيروز، وشعر «الأخطل الصغير» أو خطب بشارة الخوري، رئيس الاستقلال.

إن لم نرأف بالطيور، لن نرأف بالناس. ولا أعرف نوع الشعور الذي خامرني عندما قرأت في صحيفة عربية مؤخراً، نقاشاً حول تربية الأبناء بالضرب والعنف. والمذهل كان عدد المؤيدين، في هذا القرن «لثقافة» «تربية» الأولاد بالعصي والحجارة والقباقيب، أو ما هو أفظع وأقسى: عضلات الأب وصفعات الأم. وهذا تعبير شائع يُستخدم لتسمية حتى النساء اللاتي يعتدين على فلذات أكبادهن، بالعنف الذي يترك آثاره مدى العمر.

ليت هذه الفئة من الكائنات تشاهد القنوات التي تعرض حياة الحيوانات. وكيف تغمر الأم صغارها، وكيف تطعم القرود مواليدها، وكيف أن جميع أهل الغابة «يدربون صغارهم» بطريقة واحدة، هي أن يقلدوها فيما تفعل.

ثمة جمعية تحمل اسم «تحيا مصر» للعناية بالمحتاجين. فلتحيا أيضاً قرى مصر التي تهيئ سبل الإقامة العابرة للطيور العابرة. لتحيا الشعوب التي صارت تربية الأطفال عندها من بقايا القرون الوسطى. وتحية خاصة إلى القاهرة المزدادة والمزدانة نظافة. فنحن، أهل «المدن» اللبنانية، غارقون في القمامة جبلاً وسهلاً، وخصوصاً بحراً. وذلك المتوسط الذي قال لي نائب المارشال تيتو، إنه يتميز في لبنان بزرقته، أصبح الآن يتميز بزرقة أكياس البلاستيك. يومها قال ميلوفان دجيلاس أيضاً، إنه يتذكر من لبنان أمرين: كمال جنبلاط وزرقة المتوسط. وقد اغتيلا كلاهما.

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من اغتال الأزرق البهي من اغتال الأزرق البهي



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon