توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أمين معلوف يوم كان فتى

  مصر اليوم -

أمين معلوف يوم كان فتى

بقلم - سمير عطا الله

كيف تُصنع الرواية؟ مثلما يتصور الأطفال ألعابهم. يعثر الطفل على لعبة خشبية تمثل فِيلاً، وعندما يتباهى أمام أقرانه، يدّعي أنه عثر على الفيل في غابة بعيدة، وأن هذا الفيل يطير في الليل ويتحول خرطومه إلى ضوء قوي وأذناه إلى جناحين هائلين.
لكن الروائي طفل ناضج. يعرف أن عليه أن يقنعك. لذلك، يبالغ في تخيّل الواقع وفي رسم الحقائق التي تبحث عنها مخيلته. في الرواية التاريخية أو في الرواية العاطفية أو في الرواية البوليسية، يحرص الكاتب على الواقعية. ويبحث عن أبطاله وأحداثه ودرامياته في الصحف وسجلات المحاكم، ثم يستخدم سحره في إعادة صياغتها بأسلوب يتجاوز السرد العادي.
ولا شك في أن الروائي يستخدم كل ذكرى وكل منظر وكل حادثة مرت به، ثم يبحث لها عن مكان مناسب في أعماله. أوائل الستينات ذهبنا في وفد صحافي إلى قبرص، وأقام السفير اللبناني شحادة الغصين مأدبة عشاء للوفد، التقينا خلالها فتى مؤدباً قدمه السفير على أنه ابن شقيقته، أمين معلوف.
أمضينا في قبرص ثلاثة أيام، وكانت أجمل معالم الزيارة مدينة فماغوستا على البحر. وفي المدينة مرفأ قديم مليء بالمقاهي والحمالين والزوار والتجار والفنادق العتيقة. عام 1997 منح أمين معلوف جائزة «غونكور»؛ أرفع جائزة أدبية في فرنسا، وربما في أوروبا، على روايته «صخرة طانيوس».
منذ أن كان أمين يكتب بالعربية، قرأت كل كلمة كتبها. لم أتحمس مطلقاً لقراءة «صخرة طانيوس». شعرت مما كتب عنها أنها ذات موضوع ضيق، خصوصاً بالمقارنة مع أعمال أمين الأخرى: «سمرقند» و«ليون الأفريقي» و«الحروب الصليبية كما رآها العرب» وغيرها! كلما سافرت من مطار بيروت أمرّ بالمكتبة لأرى ما الجديد فيها. لكنني هذه المرة رأيت «صخرة طانيوس» فاشتريتها.
نزلت الطائرة بعد ساعات، والرواية لم تنزل من يدي. وعندما أكملت قراءتها فيما بعد، كنت أزداد انبهاراً بهذا الطرزي الرائع: كيف يبتكر لأشخاصه الألوان، وكيف ينقل أبطاله في المدن والقرى والموانئ. يلملم المشاهد من ذكرياته ورحلاته وقراءاته. وأتذكر الفتى الباسم في قبرص وأنا أتابع بطله في «فماغوستا». لقد حمل المدينة في ذاكرته إلى يوم احتاجها ملجأً لبطله، هي وميناءها العتيق ومقهى العجوز الفتريوس وخمول لاعبي النرد.
الذاكرة بحر الروائيين، خصوصاً إذا سافرت وترحلت في ديار الله كما فعل أمين المولود في عائلة تغرّب رجالها في القارات الأربع، وتحولوا جميعاً إلى أشخاص في رواياته. وأكثر ما يذكّرنا الفتى، المعد اليوم لجائزة نوبل، بقول ابن زريق البغدادي:
كأنما هو حلّ ومرتحل
موكَل بفضاء الله يذرعُهُ

 

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أمين معلوف يوم كان فتى أمين معلوف يوم كان فتى



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon