توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الحل الودي

  مصر اليوم -

الحل الودي

بقلم - سمير عطا الله

كنت أنزل خلال السفر إلى القاهرة في فندق «عمر الخيام - الزمالك» ليس لأن الجزء القديم منه كان قصراً منيفاً في سالف الأوان، بل لأن أسعاره، آنذاك، كانت تتناسب مع ذي الدخل المحدود. ولم أكن قد بلغت من العمر الذوق والمعرفة والمقارنة التي تمكنني من التمتع بقصر حط به الدهر، لأن المتعة أيام الشباب لا ترتبط كثيراً بالسلالم الرخامية العتيقة. والأعذب منها كانت رفقة عاملة المصعد في الهيلتون. مثلاً.

عندما أصبحنا في سن تقدير السقوف العالية المكرزة، والسلالم الرخامية الهائلة، عرفت أن الفندق كان قصراً يملكه ثري من لبنان، وقد اشتراه من الخديوي إسماعيل، الذي كان بناه خصيصاً لإقامة الإمبراطورة الفرنسية أوجيني خلال احتفالات افتتاح قناة السويس.

كان لبنان تحت الانتداب الفرنسي (أواخر العشرينات)، وبالتالي، كان على جورج لطف الله أن يسافر إلى بيروت عن طريق باريس حيث وزع كمية الجنيهات. ووصل إلى بيروت فوجدها كلها في استقباله. واستأجر قصراً فخماً في حي السراسقة الأرستقراطي ملأه بالخدم والحرس والرياش والذهب. ورث القصر وثروة طائلة نجل الشاري، جورج لطف الله. وتحلق من حوله اللبنانيون في مصر والقادمون من لبنان ضيوفاً على حياة القصور. وذات مأدبة، سأله الصحافي أنطون الجميل، لاحقاً رئيس تحرير «الأهرام»، لماذا لا يستكمل هذا الجاه برئاسة الجمهورية في لبنان، ومن ثم يعلنها إمارة ومملكة. كان إسكندر الرياشي صاحب جريدة «الصحافي التائه» من أبرز وأظرف صحافيّي المرحلة. وكان موظفاً في المفوضية السامية الفرنسية، مكلفاً المهام الصعبة غير المستحيلة، أي التي يمكن شراؤها بالذهب. وقد عثر الرياشي في لطف الله على ثري يريد أن يدفع، لا أن يقبض. وبلا حساب. ويروي في كتابه «قبل وبعد» أن أحوال الصحافة كلها تحسنت بعودة مهاجر مصر، وليس «الصحافي التائه» وحدها. وكذلك، أحوال عدد كبير من السياسيين والتجار والوجهاء. ولم يبقَ سوى إرضاء رئيس الوزراء خير الدين الأحدب، والمفوض السامي الفرنسي. وبعث جورج لطف الله مع الرياشي بهدية قدرها 30 ألف جنيه مصري إلى الأحدب. لكن الأحدب رفض، وأصر على الرفض رغم كل محاولات الإقناع. أدرك الرياشي ساعتها أن البلد سوف يخسر مورداً «محرزاً». وأدرك لطف الله أن مواطنيه بالغوا في ري أحلامه وتجفيف مواده، فحمل نفسه وعاد إلى مصر، هذه المرة بطريق الإسكندرية. وأقام الدعوى على بعض المستفيدين مطالباً باستعادة المال. ولم يكن قد عرف بعد «الكازينو» الشهير. لكن الرياشي كان قادراً على تحويل أي سهرة يذهب إليها إلى «مقمرة»، فمن أين يسدد المال المطلوب؟ أخيراً، أقنع لطف الله بأن ينسى الرئاسة والإمارة والمملكة، ومعها ماله!

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحل الودي الحل الودي



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon