توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ماء لبنان وابن خلدون

  مصر اليوم -

ماء لبنان وابن خلدون

بقلم - سمير عطا الله

شرح مدير أحد الفنادق الصغيرة في بيروت أسباب غلاء زجاجة المياه، وبيعها بعشرة آلاف ليرة بدل الألف الواحدة، فقال عطوفته إن النادل الذي يقدم الماء في الفنادق يرتدي سترة بيضاء وسروالاً أسود؛ كلاهما مرتفع الثمن. وهذه تضاف إلى السعر الحقيقي.

لم أسمع شرحاً فلسفياً مثل هذا منذ قرأت نظرية ابن خلدون في التجارة التي لم تكن تروق له كثيراً. لكن عبقرينا التونسي يأخذ هو أيضاً عنصر كلفة اليد العاملة في الحساب، مستدركاً أن وسائلها ماكرة وأحابيلها كثيرة، وفيها شيء من القمار.

ونظر إلى التجارة في ازدراء: تتطلب الخداع، والنية على الدخول في المنازعة والخناق الدائم والعناد الطويل. ورأى صاحبنا في كل ذلك نقصاً في الرجولة والصدق! ولا شك أن التجارة ضرورة لا غنى عنها، لكنها عمل سيئ رغم ذلك.

التجارة لم تكن المهنة الوحيدة التي استنكرها. الجندية أيضاً. ويبدو أن الحياة التي حلم بها لنفسه وللعالم كانت شبه مستحيلة بسبب رقة نفسه، إذ كان يفضل أن يحصل الإنسان على رزقه من الطبيعة: في الزراعة، وصيد السمك، وصيد الطيور، والرعي، والحرف! لم يترك «وظيفة» إلا ومنعها: الخطابة، والفقه، والقضاء، مع أنه عمل قاضياً لمرحلة طويلة. بكلام آخر، كان متقشفاً إلى حد بعيد. ولذا، لم يترك لنا أية تفاصيل عن حياته الخاصة في سوريا أو مصر. لا نعرف مثلاً من هي زوجته، أو زوجاته، ولا إذا كان رزق بأبناء. في حين كان ابن بطوطة يبدأ سرد رحلاته بالحديث عما أهدي من زوجات ومنازل وسواها.

لا تزال «المقدمة» وصاحبها موضوع دراسات حثيثة في الغرب. كما لا تزال تصدر في ترجمات حديثة في لغات مختلفة. فالغرب يعتبره أحد آباء علم الاجتماع، رغم ما أهمل، لأسباب لا ندري حقيقتها: الإهمال أو الخوف أو التملق. فهو لم يأتِ مثلاً على ذكر الطاعون الذي ضرب سوريا أواخر القرن الرابع عشر. وكان من شدة تملقه إلى تيمورلنك، الجزار، أن كتب له متمنياً أن يصبح حاكماً على مصر أيضاً. ولم يحظ ابن خلدون في مصر بالتكريم الذي لقيه في سوريا، وكان عدد تلامذته فيها أقل بكثير منهم في دمشق.

دراسات كثيرة بقيت، ونظريات أخرى لم تعش، ومنها أنه كلما كبرت المدن زادت ثروتها. لا ينطبق ذلك اليوم على القاهرة أو مومباي أو ريو دي جانيرو، إلا أنه يصح عن نماذج كثيرة أخرى. وكان بالتأكيد ينطبق في زمنه على بغداد ودمشق.

ولا يزال مديرو الفنادق الصغيرة في بيروت يطبِّقون نظرياته، ولكن برفع السعر عشر مرات.

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماء لبنان وابن خلدون ماء لبنان وابن خلدون



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon