توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

خريف الغضب يحاصر أردوغان فى باليرمو

  مصر اليوم -

خريف الغضب يحاصر أردوغان فى باليرمو

بقلم - محمد صابرين

 «عندما تسير عبر العاصفة أبق رأسك مرفوعا .. ولا تخش الظلام. عند نهاية العاصفة توجد سماء ذهبية .. سر والأمل فى قلبك00لن تسير وحدك أبدا». هكذاغنى مشجعو ليفربول للفريق فى لحظات الانكسار، وهكذا سارت مصر وغالبية المصريين مع المؤسسة العسكرية، وهى تعبر بهم السنوات السبع الماضية، والآن لا يستطيع أى منصف إلا الإقرار بأن مصر قد ابتعدت عن حافة الهاوية. ومن قبل عن وسط العاصفة، وفى لحظات الخوف كان لدى المصرى إحساس يهدئ من روعه، ويسرى فى داخله شعور قوى يقول له لن تسير وحدك أبدا.وأغلب الظن أن الرئيس عبدالفتاح السيسى كان لديه اليقين نفسه بأن الغالبية ترغب فى أن تستعيد مصر عافيتها دولة مدنية قوية ومزدهرة اقتصاديا.وتثبت الأيام، والقرارات المؤلمة لروشتة الإصلاح الاقتصادى أن الرجل لا يسير وحده، كما أن القاهرة فضلت أن تبتعد عن طريق المغامرة، واختارت أن تنسج علاقاتها بالآخرين فى هدوء وعلى قاعدة من المصالح المشتركة، والكل رابح. ويبدو أن خريف الآخرين بالمنطقة يعمل لمصلحة مصر، وربما لا يعجب البعض تحفظ القاهرة، ولا عدم قيامها بحركات بهلوانية تعجب الجمهور، ولا تلجأ إلى تصريحات عنترية اعتاد العالم عليها مؤخرا، وعاشت عليها لسنوات طوال نظم عدة قبل أن تجيء لحظة الحقيقة، ويستيقظ الناس على الحقيقة العارية بطعمها المر، وبأحلامها المبعثرة على رمال الشرق الأوسط المتحركة. وهنا سوف نتوقف عند عدة مشاهد من خريف الغضب فى المنطقة، وكيف يعمق جراح البعض ويزيح الأقنعة عنهم، ويعمل دون قصد لمصلحة القاهرة ورؤيتها الواضحة, وندائها المتكرر بضرورة التضامن العربي، وحماية الدول الوطنية، والمؤسسة العسكرية العربية بوصفها الدرع الواقية ضد تقلبات الزمن وأجندات القوى المعادية

المشهد الأول نفى جان إيف لودريان وزير خارجية فرنسا الحصول على تسجيلات خاصة بمقتل جمال خاشقجي، كما زعم الرئيس التركى رجب طيب أردوغان مؤخرا، وعند سؤاله عما إذا كان أردوغان يكذب عبر تصريحاته الأخيرة أجاب لودريان: هذا يعنى أن أردوغان يقوم بلعبة سياسية معينة فى هذه الظروف. وهذه التصريحات الفرنسية الصادمة تعنى أن المجتمع الدولى لم يعد موافقا على لعبة أردوغان، ولم يعد يقبل بمنطق التسريبات، ويريد من تركيا أن تنهى الأمر وتضع جميع أوراقها على الطاولة. وفى المقابل فإن الرأى العام العربى بات يدرك لعبة أردوغان الباحث عن قيادة العالم الإسلامي. ويرى البعض أن أردوغان لم يختر الطريق الصحيح، فهو يريد القيادة من خلال إدلب وشرق الفرات، ومن أزمة القنصلية السعودية، وقضية خاشقجي، ولكن الرأى العام يريده أن يفعل ذلك من خلال تحرير المسجد الأقصي، وإقامة دولة فلسطينية، وفك الحصار عن غزة. فخيار استغلال الأزمات العربية، يدخله فى أزمة ومواجهة مباشرة مع العرب، أما المساعدة فى إقامة الدولة الفلسطينية وفك الحصار عن غزة، سوف يدخله التاريخ . ويبدو حتى اللحظة أن تركيا تعلمت درس المزايدة واستغلال أزمات وخلافات العالم العربى فقط!

..المشهد الثانى موجة أخرى من خريف الغضب تحاصر تركيا، فقد استبعدت ايطاليا تركيا ومُمَثِّلى فَصائِل طرابلس من المؤتمر حول ليبيا، وسرعان ما أعلنت أنقرة انسحابها من المؤتمر، معبرة عن خيبة أملها الشديدة بعد استبعادها من أهم جلسة. وقال نائب الرئيس التركي، فؤاد أقطاي، الذى كان يمثل بلاده: كل اجتماع يستثنى تركيا لا يمكن إلا أن تكون نتائجه عكسية لحل المشكلة. وكان لافتا تغييب أنقرة والاحتفاء بمصر والرئيس عبدالفتاح السيسي.ولم يطل الانتظار فقد أعربت الأطراف الليبية فى بيانها الختامى عن دعمها للحوار برعاية مصر لبناء مؤسسات عسكرية وأمنية فاعلة تحت الرقابة المدنية وطالبت بالإسراع بالعملية.

تَغييبُ تركيا ومُمثِّلى الجماعات الإسلاميّة ذاتُ الثُّقل العَسكريّ الكَبير فى غرب ليبيا وتحجيم قطر، ربما يَعنِى بداية تهميشها وشَطبِ أيّ دَورٍ لها فى أيِّ عمليّةٍ سياسيّةٍ مُستَقبليّة فى ليبيا، وهو تَهميشٌ خَطيرٌ، قد يُؤدِّى إلى صِداماتٍ عسكريّةٍ لاحِقًا، ورُبّما عَرقَلة الانتخابات التى جَرى التَّوافُق على إجرائِها فى الربيع المُقبِل بصُورةٍ أو بأُخرَي.ولعل خطورة هذه التَّفاهُمات التى جَرى التَّوصُّل إليها فى الاجتماع غير الرسميّ الذى انْعَقد فى باليرمو، وجَرى استبعاد مُمثِّلى إسلاميى طرابلس مَنه وداعِيمهم فى قطر وتركيا، رُبّما تُشَكِّل خريطةَ طريقٍ للتَّسويةِ السياسيّة المُرجَّحة، لأنّ المُشارِكين يُمَثِّلون دُوَلًا عُظْمَى إلى جانِب دُوَل الجِوار الرئيسيّة لليبيا، أى مِصر وتونس والجزائر، إلى جانِب الجِنرال خليفة حفتر المدعوم عَربيًّا مِن مصر والإمارات، ودَوليًّا مِن روسيا وفِرنسا وإيطاليا. ترى هل ذلك مؤشر على بداية تهميش مشروع الإسلام السياسى والقوى الداعمة له مثل قطر وتركيا، وماذا عن موقف بريطانيا والولايات المتحدة. هذه أسئلة مفتوحة ولكنها مشروعة تنتظر أن يبوح خريف نوفمبر ببعض أسراره, وان يكشف عن بعض التطورات فى ملفات عدة بمنطقة الشرق الأوسط. ويبقى أن خريف الغضب يحاصر تركيا، وباتت اللعبة الخطيرة التى لجأ لها أردوغان، والخاصة بورقة خاشقجي، مدعاة للضيق والتبرم من الجميع، ولم يعد المسلسل التركى يحظى إلا بالشك فى نوايا أردوغان. وفى الوقت نفسه تحاصر قطر، ولم تنفعها الجزيرة فى تأليب الرأى العام، فقد اعترفت السعودية بقتل خاشقجى، وبدأت التحقيق مع الجناة.ووسط هذا كله استهجن الناس الحادث، الا أنهم لم يتعاطفوا مع الجماعة المحظورة وجماعات الإرهاب الأخرى التى مازالت جرائمها حاضرة، ويشهد العالم سقوط رءوسها الكبيرة مثل عشماوى ورفاقه فى ليبيا. وأغلب الظن أن الرهان على تعويم تيارات الإسلام السياسى سيكون صعبا ربما لأن البعض زهق من سلوك أردوغان وانتهازية قطر وإرهاب هذه الجماعات الكاذبة دوما بشأن أيمانها بالسلمية والبعد عن العنف والتطرف. لقد جرب المصريون، والتوانسة يستيقظون يوميا على خداع النهضة والغنوشي!


نقلا عن الاهرام القاهرية

GMT 12:20 2018 الخميس ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر والعقدة اليمنية

GMT 12:19 2018 الخميس ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

الأسئلة الصعبة!

GMT 12:15 2018 الخميس ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

على خُطى الشيطان

GMT 08:47 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

دير السلطان المصرى

GMT 08:23 2018 السبت ,13 تشرين الأول / أكتوبر

ما هى الحدود «لحيز» الحرية الشخصية؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خريف الغضب يحاصر أردوغان فى باليرمو خريف الغضب يحاصر أردوغان فى باليرمو



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon