توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لا شهية لحرب مغامرة جديدة.. والمعركة تنتقل لداخل إيران

  مصر اليوم -

لا شهية لحرب مغامرة جديدة والمعركة تنتقل لداخل إيران

بقلم - محمد صابرين

 يبدو أن الرهان قد استقر على «حصار إيران»! وربما «خنق النظام» الإيرانى بعقوبات اقتصادية لم يسبق لها مثيل، وذلك أملا فى نقل المعركة مع ملالى طهران إلى الداخل وصولا إلى سقوط النظام فى نهاية المطاف، وأغلب الظن أن الولايات المتحدة، وبالرغم من التهديدات الصاخبة ليست لديها «شهية» لحرب مغامرة جديدة فى المنطقة، وأغلب الظن أن الولايات المتحدة وحلفاءها يسعون إلى «قطع الأيدى الإيرانية»، وممارسة الضغوط الشديدة على وكلاء إيران فى المنطقة إلا إن طهران فى وضع يمكنها من الرد المباشر، وبطرق من شأنها تعريض شركاء الولايات المتحدة للخطر، بل وحتى القوات الأمريكية المنتشرة فى منطقة الشرق الأوسط، وهنا فإن من المفيد التأمل فى حركة الأحداث على الأرض أكثر من الانشغال «بالتهديدات اللفظية» من أطراف اللعبة، وذلك لأن الأفعال ـ وأحيانا عدم الفعل ـ أقوى وأكثر تعبيرا عن الكلمات الملتهبة أو «الوعود المعسولة» التى لا تدعمها أو تثبتها الأفعال على الأرض.

ولعل نقطة البداية تتمثل فى تسريب أحد كبار المسئولين بالإدارة الأمريكية تأكيدات بأن بلاده اتخذت «خطوات معينة» لاحتواء إيران فى اليمن، ولبنان، والخليج العربى، وأماكن أخرى، وجاءت هذه التسريبات بعد ساعات من إعلان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إلغاء الاتفاق النووى مع إيران، والمدهش أن المسئول الأمريكى الكبير قال بوضوح إن الحلفاء الأوروبيين «يعملون معنا» بالفعل فى كبح الجماح الإيرانى، وهنا فإن الشواهد على الأرض تؤكد أن الشركات الأوروبية تغادر السوق الإيرانية، وأوروبا لم تقدم «الضمانات» المطلوبة من إيران للالتزام بالتعامل معها، ومواجهة تهديدات واشنطن بفرض عقوبات على الشركات الأوروبية والأجنبية التى تتعامل مع طهران، والأمر الأهم هنا هو اتفاق أوروبا مع واشنطن فى القلق من «الصواريخ الباليستية» الإيرانية والتدخلات الإيرانية فى شئون الدول الأخرى بالمنطقة.

> والنقطة الثانية تتعلق بالموقف الروسى من إيران، وهنا فإن راف سانشيز مراسل صحيفة «ديلى تيلجراف» البريطانية لشئون الشرق الأوسط كشف عن أن صبر روسيا بدأ ينفد مع حلفائها الإيرانيين فى سوريا، وأشار إلى قلق موسكو من أن الصراع بين إسرائيل وإيران يهدد انتصارها فى الحرب الأهلية السورية ، وهنا لابد أن نشير إلى أمرين فى غاية الأهمية: الرئيس الروسى فلاديمير بوتين قال بضرورة انسحاب جميع القوات الأجنبية من سوريا، وعاد مبعوثه للأزمة السورية ليقول بوضوح إن ذلك يشمل القوات الإيرانية، وفى ذات الوقت لم تحرك روسيا ساكنا فى أثناء ضرب إسرائيل المواقع والقوات الإيرانية فى الأراضى والقواعد السورية، وثمة أنباء أن عن إسرائيل تنسق مع الجانب الروسى قبل الهجمات.

> والنقطة الثالثة تتعلق بسوريا وكيفية بروز معلومات تتحدث عن «تحجيم إيران»، وأبرز مثال فى اللحظة الراهنة يتعلق بالانباء التى تتحدث عن تقدم ملموس فى مباحثات «السيناريو الأردنى» لجنوب سوريا، والذى يتضمن 4بنود: إعادة انتشار لقوات الجيش العربى السورى، وحل مجموعات مسلحة معارضة، ومنع مشاركة القوات «الإيرانية»، واستلام درعا بهدوء، ودون قتال، وتفيد التقارير الواردة من عمان أن ثمة تفاهمات أمريكية روسية إسرائيلية أردنية على هذا السيناريو، فإن الأهم هو أن النظام السورى لا يمانع فى إبعاد القوات الإيرانية وميليشياتها، وإخراجها من الصورة، وهنا هل تكون هذه هى «الصيغة الأكثر قبولا» ألا وهى «حل فى سوريا يستبعد إيران»، ويخرجها من معادلات المستقبل السورى، والتوازنات العسكرية على الأرض، وأحسب أن المؤشرات والخطوات مهمة، بل ثمة أنباء عن أن لبنان ـ ورغم تهديدات حزب الله وتفوقه فى الانتخابات الأخيرة ـ أبدى استعداده لحل النزاع حول الحدود البحرية مع إسرائيل وتحديدا «بلوك9» وهو تطور مهم ويأتى بعد تهديد إسرائيل بإعادة لبنان إلى العصور الحجرية، إذن أهمية الخبر تتعلق بمحاولة نزع فتيل أزمة يمكنها أن تفجر حربا جديدة ما بين إسرائيل وحزب الله، وليس خافيا أن جولة جديدة من الصراع المسلح ستكون لمصلحة الأجندة الإيرانية.

> أما النقطة الرابعة، فهى تتعلق «بزواج المصلحة» ما بين إيران وروسيا، وهنا فإن الأمر ببساطة ووضوح يتعلق بأن روسيا لا مصلحة لديها فى تحويل «سوريا» إلى ورقة مساومة فى يد طهران، وأحسب أن المنطق يقول إن روسيا تريد «الورقة السورية» بأكملها لصالحها و «حساباتها الإستراتيجية» فى المنطقة، ولمصلحة التعامل مع واشنطن والغرب، وأغلب الظن أن الدول العربية تريد استرجاع سوريا للصف العربى بعيدا عن إيران، والولايات المتحدة لا ترغب فى التمدد الإيرانى ليلامس الحدود الإسرائيلية، وإسرائيل تدرك اللعبة الإيرانية، وهى الوجود على الأرض فى ظل الحماية الجوية الروسية لتطوير مواقع عسكرية تمكنها من الاحتكاك بإسرائيل، وأحسب أن روسيا نزعت الغطاء الجوى، ولم تقدم صفقات الصواريخ المتقدمة حتى الآن سواء لطهران أو دمشق، ويبدو حاليا أن موسكو وطهران يستغلان بعضهما البعض لأطول فترة ممكنة، وحتى لو افترقت المصالح فى سوريا، فالأغلب أن طهران ستحافظ على علاقتها بموسكو فى مواجهة الغرب.

> وتبقى النقطة الخامسة وتتعلق بالسيناريو المقبل، وهنا يذهب البعض إلى أن إيران تخطط للاندفاع على كل الجبهات ردا على انسحاب ترامب من الاتفاق النووى، وفرض عقوبات اقتصادية، ويستند هؤلاء إلى تسريب طهران معلومات عن مراقبتها للقواعد الأمريكية فى الأردن والسعودية والإمارات وقطر، وفى الوقت ذاته فإن ديفيد اغناتيوس الكاتب الشهير كتب فى «واشنطن بوست» مقالا بعنوان «المرحلة التالية بعد قرار ترامب» ويطالب بأن تراهن السياسة الحكيمة تجاه إيران على الشعب لا على النظام، وتفادى حربا مغامرة تجعل العراق يبدو وكأنه نزهة، وأن تسعى إلى «تسوية نهائية ما بين إيران ما بعد الثورة والسعودية الحديثة» هذه رؤية كاتب قريب من دوائر صنع القرار الأمريكى.

إلا أن المرجح لدينا هو أن النظام الإيرانى سيبذل جهده كله «للبقاء» ويتجنب أى مواجهة عسكرية مفتوحة، وسيحاول تحريك أذرعته بقوة، وأن يشعل القلاقل فى داخل الدول العربية، وأن يستغل «صفقة القرن» وأن يلعب «بالورقة الفلسطينية» فإذا لم تكن هناك «حرائق محسوبة بدقة» فى سوريا والعراق ولبنان، فلربما حرائق فى البحرين وفلسطين وعلى الحدود اليمنية السعودية، وفى أفغانستان، وفى المقابل فإن واشنطن وحلفاءها سيبذلون أقصى الجهد لنقل المعركة لداخل إيران، ومن هنا يبدو الطرفان ليسا فى عجلة من أمرهما.

المصدر : جريدة الاهرام القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا شهية لحرب مغامرة جديدة والمعركة تنتقل لداخل إيران لا شهية لحرب مغامرة جديدة والمعركة تنتقل لداخل إيران



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon