توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الشرق الأوسط و«شطحات» رئيس أمريكى يائس!

  مصر اليوم -

الشرق الأوسط و«شطحات» رئيس أمريكى يائس

بقلم - محمد صابرين

لم يكن فوزه بالرئاسة الأمريكية «حدثا طبيعيا»، بل «أمرا استثنائيا»، والرئيس الحالى دونالد ترامب برهن من اليوم الأول، بل منذ حملته الانتخابية، على أنه يتحلى بالكثير من الرعونة والطيش والتهور. والأهم أنه أحاطت به الشكوك والاتهامات الكثيرة من كل جانب، وأخطرها اتهامات «الدولة العميقة» له بأن روسيا ساعدته فى الوصول للحكم، وأن ثمة شيئا مريبا يجمع بينه وبين الرئيس الروسى فلاديمير بوتين. والآن فإن ترامب نفسه يتحدث عن إزاحته عن السلطة بعدما كان يقيم التجمعات الجماهيرية للإعداد لفترة ثانية فى الحكم، وفى محاولة لاستعطاف الناخبين وحشد أنصاره؛ قال ترامب لقناة فوكس نيوز «إن الاقتصاد الأمريكى سوف ينهار فى حال عزله، وسيصبح الجميع فقراء جدا». ولعل هذا أبرز الشواهد على أن الخناق يشتد بقوة حول ترامب، وأغلب الظن أن الرجل لم تعد أمامه فسحة من الوقت حتى نوفمبر المقبل (موعد التجديد النصفى للكونجرس). وهنا فإن الأخبار ليست جيدة، فاستطلاعات الرأى تميل إلى مصلحة الديمقراطيين، كما أن ترامب لم يعد وضعه جيدا بعدما تلقى أخطر ضربتين: أولاهما خيانة محاميه مايكل كوهين واعترافه بارتكاب انتهاكات تتعلق بتمويل الحملة الانتخابية الرئاسية، ودفع 150 ألف دولار لإسكات امرأتين أقامتا علاقات جنسية مع ترامب. والثانية: إدانة المحكمة بول مانفورت رئيس الحملة الانتخابية لترامب بالاحتيال الضريبى والمصرفى والتورط فى 12 قضية على الأقل. وهذه الرءوس المتساقطة تنضم إلى آخرين ـ مثل مايكل فلين مستشار الأمن القومى السابق لترامب ـ الذين عقدوا اتفاقيات للتعاون مع المحقق الخاص روبرت مولر بشأن الفضائح المالية والقانونية للرئيس، وانتهاكاته وبعض مساعديه قوانين الحملة الانتخابية، وثمة أنباء تتردد عن فضائح غسل أموال تربط ما بين الرئيس وعائلته، خاصة صهره جاريد كوشنر. ومن هنا فإن ترامب من المرجح أن يتحول إلى «بطة عرجاء»، وعلى الأرجح فإن مسألة رحيله عن المشهد السياسى باتت «مسألة وقت» ما لم تحدث معجزة.

وإذا لم تحدث أمور خارقة، فعلى الأغلب أن تحدث «أمور يائسة»، وهو ما يعرف بـ«الاندفاع إلى الأمام». وللأسف لا توجد ساحة مهيأة لمثل هذا الاندفاع سوى الشرق الأوسط، ولا يملك ترامب سوى ورقتى «إيران» و«صفقة القرن». ولا شك فى أن ترامب سيحاول أن يرمى بـ«صفقة القرن» بأسرع ما يمكن على أمل أن يسدى خدمة لإسرائيل واللوبى الصهيونى وأنصاره من اليمين الدينى والأمريكيين البيض المتعصبين، وفى الوقت نفسه سوف يحاول بقوة مع روسيا والصين وأوروبا لإرغامهم على التخلى عن إيران، وأن تنسحب القوات الإيرانية من سوريا مقابل انسحاب واشنطن من سوريا، إلا أنه فى الوقت نفسه سوف يفرض عقوبات لم يسبق لها مثيل ضد طهران، ولا يمكن استبعاد وقوع «مواجهة محدودة» أو«ضربة عسكرية» أمريكية «محسوبة بدقة» للقوات الإيرانية، وذلك كنوع من إثبات «القدرة على التحدي»، وأن ترامب هو الرئيس القوى الذى سوف يعيد أمريكا «أمة عظيمة» مرة أخري، وأن على الجميع أن يأخذ فى حسبانه أن هناك «رجلا يائسا» فى ا لبيت الأبيض يحارب «معركته الأخيرة» من أجل البقاء. وهنا فإن تجاوب المجتمع الدولى سيأخذ صورتين: أولاهما محاولة إلهاء هذا الرجل المحاصر بالأزمات وتقديم «تنازلات شكلية» لكسب الوقت حتى رحيله، والثانية هى عدم التعويل على رجل فقد ويفقد الكثير من المصداقية والسلطة والقدرة على تمرير أجندته مقابل الدولة العميقة، والتعاون مع هذه المؤسسة ـ سواء الكونجرس أو البنتاجون أو المخابرات ـ، أو بداية التفاهم مع «الرئيس المؤمن» مايك بنس الذى يستعد من الآن لخلافة ترامب، وربما كان الرجل المعروف بأنه يمثل اليمين المتطرف يعد نفسه ليوم إزاحة الرئيس منذ قبوله منصب نائب الرئيس. وهذا الرجل هو المعروف بأنه أحد أهم المحركين لقرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، والاعتراف بها عاصمة موحدة لإسرائيل، كما أنه يقف بقوة وراء ا لمواجهة مع تركيا بشأن الإفراج عن القس أندرو برانسون، الذى تتهمه أنقرة بالتجسس والتعاون مع جماعات إرهابية كردية، وجماعة عبدالله جولن المتهم بتدبير محاولة الانقلاب العسكرى الفاشلة ضد إردوغان.

ـ . ـ وأحسب أن الشرق الأوسط عليه أن يستعد من الآن لسيناريوهات معظمها فى غاية الخطورة، ولعل أهمها ترى ما هو حجم «التجاوب الآمن» مع رئيس يائس باتت أيامه معدودة، وماذا ستفعل الدول العربية مع «رئيس مؤمن جديد» فى البيت الأبيض تحركه دعاوى دينية متطرفة، ويرى فى دعم «الدولة اليهودية» الخالصة فى إسرائيل تحقيقا لمقتضيات العقيدة التى يؤمن بها، بل إن إقامة إسرائيل الكبرى من «النيل إلى الفرات» ما هو إلا تحقيق للوعود السماوية لبنى إسرائيل. ومرة أخري؛ فإن العالم العربى عليه أن يواجه «معضلة كبري» تتعلق «بالتطرف الديني» المسيحى واليهودي، وأن يجد طريقه للتفاهم مع رئيس آخر لم يقل بعد «إن السماء تتحدث إليه»، مثل جورج بوش الابن، ونحن الآن ندرك حجم الخراب والدمار الذى تسبب فيه بوش ونائبه ديك تشيني، وحروبهما المفزعة من حرب أفغانستان وغزو العراق، وسياسة الفوضى الخلاقة. وأغلب الظن أنه لم يتبق سوى «المواجهة الكبري» ما بين السعودية وإيران، وذلك لإغراق الخليج كله فى فوضى عارمة.

ـ . ـ وأحسب أن الشرق الأوسط يواجه تحديات كبيرة وأسئلة صعبة مثل التى طرحنا بعضها، ومن الأسئلة الأخرى هى ماذا سيفعل العرب مع الديمقراطيين، فثمة احتمال أن يسيطروا على الكونجرس بمجلسيه، وأن تعود «الأجندة الديمقراطية» ثانية لتتصدر المشهد، خاصة رؤى باراك أوباما وهيلارى كلينتون التى لا تحظى بإعجاب كبير فى المنطقة العربية. ولكن هذا سؤال كبير مطروح ويجب الاستعداد بأجوبة عليه من الآن.

ـ . ـ ويبقى أن الشرق الأوسط فى مرحلة تحول، وهذا التحول عادة ما يتسم بالعنف، كما أن المنطقة تشهد حروبا متعددة الأطراف، وصراعا محتدما من أجل «إعادة رسم خرائط المنطقة»، بل «سايكس ـ بيكو» جديدة، وفرض دول جديدة بقوة السلاح ـ مثل الدولة الكردية. وبالطبع هذا كله أوجد ويوجد مخاطر جسيمة مثل التطرف والعنف السياسي، وتطلعات كبرى للمواطنين، وحالات عدم رضا نراها فى أماكن عدة من المنطقة، ومخاطر من انزلاق الدول إلى الفوضي، وأحسب أن تجربتنا القصيرة فى الزمن والعميقة فى الألم، والباهظة فى الثمن ـ سواء أرواح أودمار أو أجيال ضائعة ـ تحتم علينا أن نكون فى غاية اليقظة والحذر وألا نتورط فى مغامرات «رئيس يائس» ومحاصر فى البيت البيض، وهذه المرة على ترامب أن يذهب وحده، وأن يدفع هو لا نحن ثمن ما يفعل وما لم يفعله، وثمن المواجهة مع «الدولة الأمريكية العميقة»، وأن نتعلم أن نأخذ قبل أن نعطى مثلما تفعل إسرائيل دائما.

نقلا عن الاهرام القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشرق الأوسط و«شطحات» رئيس أمريكى يائس الشرق الأوسط و«شطحات» رئيس أمريكى يائس



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon