توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الاختبار الأول

  مصر اليوم -

الاختبار الأول

بقلم : عطيــة عيســوى

الأجواء المفعمة بالود والنتائج الباعثة على التفاؤل لمحادثات رئيس الوزراء الإثيوبى الجديد آبى أحمد مع الرئيس السيسى بالقاهرة الأسبوع الماضى ستمر غدا بأول اختبار لها عندما يجتمع وزراء الخارجية والرى وقادة أجهزة المخابرات فى مصر وإثيوبيا والسودان لتذليل العقبات التى مازالت تعترض التوصل لاتفاق بشأن سد النهضة الإثيوبى.فقد أقسم الزعيم الإثيوبى بالله مرتين فى المؤتمر الصحفى المشترك بأن إثيوبيا لن تلحق ضررا بمصر وزاد على ذلك بأنه سيعمل مع الرئيس السيسى على زيادة حصة مصر من مياه النيل.

   فبعد هذا القسَم المغلَّظ هل ستقبل إثيوبيا إدراج اتفاقية 1959 التى تقسِّم المياه بين مصر والسودان ضمن الأسس التى بناءً عليها سيجرى المكتب الاستشارى الفرنسى الدراستين اللتين ستحددان ما إذا كانت للسد أضرار اقتصادية أواجتماعية أوبيئية على شعبى مصر والسودان؟.فإدراج الاتفاقية سيعنى اعتراف إثيوبيا بها بشكل غير مباشر ويلزمها بألاَّ يؤدى تشغيل السد إلى نقص حصة مصر التى تبلغ 55٫5 مليار م3 سنويا إلاّ بقدر يمكن تحمله ولفترة محددة يتم خلالها ملء بحيرته.وهل ستوافق على طلب مصر مد فترة ملء البحيرة لتتراوح بين سبع وعشر سنوات لتقليل كمية المياه المحتجزة سنويا إلى أقل قدر ممكن؟.فالنيل الأزرق الذى يُقام عليه السد هو الشريان الرئيسى لمياه النيل يزوده بنحو 85% من مياهه «أكثر من 60 مليار م3» وبما أن سعة البحيرة 74 مليار م3 فإن ملئها على ثلاث سنوات كما اقترحت إثيوبيا يعنى حجز نحو 20 مليار م3 سنويا من حصتى مصر والسودان البالغتين 74 مليار م3 وهو إجراء يؤدى إلى تبوير ملايين الأفدنة الزراعية وأزمة فى المياه اللازمة للنشاط الصناعى والشرب، أما لو تم الملء على عشر سنوات فسينخفض حجم المياه المقتطعة إلى نحو 7٫4 مليار م3 وهو قدر يمكن احتماله مؤقتا.وهل ستقبل طلب مصر التنسيق المشترك فى تشغيل السد بالتوافق مع تشغيل السد العالى وسدود السودان حتى لا تتوقف عن العمل أوتنخفض كفاءتها وخاصةً فى انتاج الكهرباء؟،فهذا التنسيق سيفيد خلال مواسم إيرادات المياه المنخفضة ويقتضى وقف عملية التخزين فى بحيرة السد أو تقليل معدَّلِه مما يحافظ على تدفق كميات المياه اللازمة لاستمرار تشغيل السدود الأخرى.

رئيس الوزراء الإثيوبى قال:ليس لدينا رغبة فى إلحاق الضرر بشعب مصر ولا يجب فعل ذلك..اتفقت مع الرئيس السيسى على أن نكون عونا لبعضنا البعض..نعرف معنى الأخوَّة وحسن الجوار ونخاف الله، نريد أن ننسى الماضى ونبدأ مرحلة جديدة من المودة والحب والتعاون واحترام الآخرين..الخلافات لن تفيد ولا بد أن نترابط من خلال تحقيق التنمية عبر الموارد المشتركة مثل نهر النيل ومد السكك الحديدية بين البلدين.كما جدَّد مع الرئيس السيسى العزم على التوصل لاتفاق نهائى بخصوص سد النهضة يؤمن استخدامات مصر المائية ويسهم فى تحقيق التنمية والرفاهية للشعب الإثيوبى، لكنه لم ينطق بلفظ حصة مصر الواردة فى اتفاقية 1959 التى ترفضها إثيوبيا منذ توقيعها مع السودان ولم يتطرق بالحديث عن أىِ من بنود الخلافات التى أعاقت التوصل لاتفاق تاركا إياها لاجتماع اللجنة التساعية غدا، ومن هنا يأتى ترقب نتائج هذا الاجتماع.

الرئيس السيسى لم يترك الدكتور أحمد يعود إلى بلاده دون لفتة ود تعبِّر عن رغبة مصرية فى التصالح والتعاون مع إثيوبيا لمصلحة شعبيهما فأصدر عفوا عن 32 سجينا إثيوبيا محكوما عليهم لعبورهم الحدود بشكل غير مشروع ليعودوا معه على نفس الطائرة الأمر الذى نأمل أن يكون له مردود شعبى وحكومى طيب يساعد فى تغيير الصورة النمطية التى علقت بأذهانهم بأن المصريين لا يريدون لهم الخير ممثلا فى سد النهضة الضرورى لتوفير الطاقة اللازمة لمشروعات التنمية. وكما أقسم الزعيم الإثيوبى بألاَّ يلحق الضرر بمصر أقسم الرئيس السيسى له قائلا:والله والله لن نضر بكم أبدا، منوهًا بأن سياسته تجاه إثيوبيا ستظل تتسم بالحرص الكامل على مصالحها واستقرارها والسعى لتحقيق التقدم لشعبها الشقيق والرغبة فى تعزيز العلاقات بين البلدين باستغلال ما يجمع بينهما من مصالح كبيرة فى إطار مبدأ المنفعة المتبادلة للجميع وعدم الإضرار بمصالح أى طرف. وقال:لقد قطعنا شوطا مهما على طريق إعادة بناء الثقة وتعزيز العلاقات والتعاون الثنائى وسنواصل الجهود المخلصة لتجاوز أى تحديات مشتركة وفى مقدمتها التوصل لاتفاق نهائى بشأن سد النهضة.

  يبقى القول إنه إذا حدث تعاون حقيقى بين البلدين بعد حل الخلاف حول سد النهضة يمكن من خلال الصندوق الثلاثى المشترك الذى تم الاتفاق على إنشائه لتمويل مشروعات التنمية فى مصر وإثيوبيا والسودان إقامة مشروعات لاستقطاب أكبر قدر ممكن من مياه الأمطار الفاقدة فى الفوالق الجبلية والمستنقعات أو بسبب البخر على الأرض الإثيوبية ليستفيد بها الجميع وبذلك تزيد حصة مصر المائية التى وعد الدكتور أحمد بالعمل مع الرئيس السيسى على تحقيقها.وبعد غد سنرى ما إذا كان الاجتماع الثلاثى بالقاهرة سيسفر عن اتفاق يُمكِّن المكتب الاستشارى من إعداد الدراستين المقررتين بعد طول تأخير أم يتعثر مثل سابقيه.

نقلًا عن الآهرام القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الاختبار الأول الاختبار الأول



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon