توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مرتع للإرهابيين

  مصر اليوم -

مرتع للإرهابيين

بقلم : عطيــة عيســوى

رغم انقضاء أكثر من خمس سنوات على الحملة العسكرية التى قادتها فرنسا لتخليص شمال مالى من براثن الجماعات المتطرفة التى أعلنت إقامة إمارة إسلامية على أرضه لم تتخلص منطقة الساحل الإفريقى من المتطرفين والإرهابيين، بل إنهم عززوا وجودهم وحسَّنوا أداءهم والتنسيق فيما بينهم وحوَّلوها إلى ما وصفه مراقبون بمرتع لكل أنواع التنظيمات الإرهابية وشنوا هجمات دموية جريئة ليس فقط على مواقع لقوات الجيش فى دول مثل مالى وبوركينا فاسو وتشاد والنيجر وإنما أيضا على قوات حفظ السلام الدولية والقوات الفرنسية والأمريكية التى تم نشرها للقضاء عليهم، وكان أحدثها على مقر قيادة القوة المشتركة التى شكلتها دول الساحل الخمس بدعم فرنسى ودولى لمكافحتهم وألحقوا به دمارا بالغا. ولم يستبعد المراقبون حدوث تنسيق بين  تنظيمى داعش والقاعدة فى المنطقة قائلين إن داعش نقل مقر تمركزه إلى الساحل والصحراء وانضم كثيرون من أتباعه فى العراق وسوريا وليبيا إلى تنظيم (المرابطون) بقيادة الإرهابى مختار بلمختار الموالى للقاعدة.

  الجماعات الإرهابية،ومنها جماعة نصرة الإسلام والمسلمين التى أعلنت مسئوليتها عن الهجوم على قيادة القوة المشتركة للمرة الأولى وعن الهجوم الذى أعقبه بيوم واحد على دورية للقوات الفرنسية فى مالى واعتبرتهما رسالة للرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون قبل ساعات من اجتماعه برؤساء دول الساحل، بأنها مازالت تسيطر على مناطق بكاملها تخشى قوات الأمن والجيش دخولها.وقبل ذلك فى إبريل شن مسلحون يستقلون عربات مفخخة ويرتدون زى جنود الأمم المتحدة هجوما غير مسبوق على معسكرين لقوات حفظ السلام الدولية المقدر عددها بنحو 12500 جندى وللقوات الفرنسية المسماه (برخان) فى مالى استمر نحو أربع ساعات مما يؤكد قوتهم وضعف أوعدم كفاية عدد القوات التى تحاربهم.وفى مارس شن إرهابيون هجومين دمويين على مقر القوات المسلحة فى واجادوجو عاصمة بوركينا فاسو وعلى السفارة الفرنسية هناك وقتلوا 28 وأصابوا نحو ثمانين،وقبل ذلك بستة أشهر أعلن داعش الصحراء الكبرى أنه قتل أربعة جنود أمريكيين فى كمين بالنيجر.

القوة المشتركة لدول الساحل  تتعثر فى مهمتها ولم تنفذ سوى عمليتين منذ تشكيلها فى أكتوبر الماضى بسبب ضعف تسليحها وتدريبها وقلة عدد أفرادها وتمويلها حيث لم تف بعض الدول التى تعهدت، فى قمة بروكسل بالمساهمة فى التمويل بكل تعهداتها مما دفع سفير النيجر بالأمم المتحدة لمناشدتها للإسراع بذلك واصفا الوضع الأمنى فى الساحل بأنه فى تدهور مستمر يستدعى تمكين القوة من مباشرة مهامها بسرعة. فى مقابل ذلك قال مراقبون إن المتطرفين فى منطقة الصحراء الكبرى أظهروا تحسنا كبيرا فى مستوى العمليات ونوعيتها بعد توثيق علاقتهم بداعش خاصةً جماعة أبو وليد الصحراوى (تنظيم داعش فى الصحراء الكبري). وأكد خبراء للأمم المتحدة فى مارس الماضى أن فرعى القاعدة وداعش فى مالى أعلنا أنهما يقاتلان معا القوة الجديدة لدول الساحل وأن مالى وجيرانها يواجهون تهديدات إرهابية متصاعدة وبصفة خاصة فى منطقة الحدود بين مالى والنيجر وبوركينا فاسو. وسبق أن حذر مسئولون ليبيون من أن داعش يحاول تشكيل جيش فى جنوب ليبيا ويقوم بحركة تجنيد نشطة لمقاتلين من دول الجوار.

وفى مارس أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية أن مواجهة داعش وغيره فى إفريقيا تحتاج إلى مضاعفة القوات الأمريكية هناك ثلاث أو أربع مرات وسط توقعات بأن ينقل المتطرفون معاركهم من العراق وسوريا إلى شمال وغرب إفريقيا، وأعلن قائد القوات الأمريكية فى إفريقيا (أفريكوم) أن للولايات المتحدة سبعة آلاف جندى يعملون بالقارة بصورة مباشرة أو غير مباشرة بالإضافة إلى ألف متعاقد مدنى وأن نصفهم موجودون فى الصومال وجيبوتى وكينيا.أما ناصر بوريطه وزير خارجية المغرب فأعلن فى مؤتمر دولى الشهر الماضى أن أكثر من عشرة آلاف إرهابى ينتمون لداعش والقاعدة فى بلاد المغرب الإسلامى يوجدون فى إفريقيا باعتبارها من أكثر المناطق المستهدفة حيث يستغل الإرهابيون نقاط ضعفها. كما قال ممثل الأمم المتحدة فى غرب إفريقيا فى مايو الماضى إن القضاء على جماعة بوكوحرام فى نيجيريا تماما سيستغرق سنوات رغم هزائمها الأخيرة حيث أثبتت قدرتها على المقاومة وأصبحت جزءا من شبكة الإرهاب الدولية.

ويبدو أن الأمر يحتاج إلى تعاون أكثر فعالية بين الدول الكبرى والدول الإفريقية المستهدفة على غرار ما حدث فى سوريا والعراق لمواجهة هذا الكابوس قبل أن يخرج الأمر عن السيطرة وينجح الإرهابيون فى إسقاط حكومات وإقامة إمارات فيحتاج انتزاع الأرض منهم إلى سنوات.وفيما يخص مصر، فبالإضافة إلى حملتها الناجحة على أوكار الإرهاب واستشعارا منها لأهمية التعاون فى مواجهة هذا الكابوس، فإنها انتهت من تأسيس المركز الإقليمى لمكافحة الإرهاب فى دول الساحل والصحراء بأحدث التكنولوجيا وتستعد لاستضافة قمة لدول المجموعة لهذا الغرض،ويبقى أن يتفاعل الجميع مع جهودها بالقدر المطلوب لتحقيق نتائج حاسمة ضد الجماعات الإرهابية التى امتد نفوذها إلى موزمبيق فى جنوب شرق القارة، فمنذ أكتوبر 2017 عاش المواطنون فى إقليم كابو ديلجادو الشمالى فى رعب بسبب تكرار قيام إرهابيين بقطع رءوس عشرات المزارعين وأحراق مئات البيوت،وقيل إن بعضهم قدموا من الصومال وكينيا وتنزانيا أو تدربوا على السلاح فيها

نقلًا عن الآهرام القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مرتع للإرهابيين مرتع للإرهابيين



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon