توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حرث فى الماء!

  مصر اليوم -

حرث فى الماء

بقلم - عطيــة عيســوى

 ليس أكثر استحالة من تحقيق حلم الوحدة الإفريقية الذي كرَّس له القذافي مدة طويلة من حياته إلاَّ حل أزمة الصحراء الغربية الذي ينتظره ضحاياها والمهتمون بها منذ أكثر من 40 عاماً دون بارقة أمل في انتهائها في المستقبل القريب.ولخص الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش السبب بأن عدم القدرة علي التوصل إلي حل يرجع إلي أن لكل طرف من أطرافها نظرة وقراءة مختلفة للتاريخ والوثائق المتعلقة بالنزاع،لكن ما لم يقله صراحةً هو الصراع بين المغرب الذي يصر علي السيطرة علي كامل المنطقة كجزء من أراضيه، وبين الجزائر التي تدعم جبهة البوليساريو في سعيها لتقرير مصير الصحراويين قائلةً إنها قضية تصفية استعمار،وطالما استمرت الإتهامات والخلافات بين البلدين حول قضايا كثيرة أخري لن تجد القضية طريقها للحل وستظل جهود المبعوثين الدوليين أشبه بمن يحرث في الماء.

  الأزمة عادت إلي واجهة الأخبار في الأيام الأخيرة حول الإقليم الذي انسحبت منه اسبانيا عام 1975 وتبلغ مساحته 266 ألف كم2 يسيطر المغرب علي 80% منها عندما اتهمت الرباط البوليساريو بمحاولة تغيير الوضع في المنطقة العازلة بإقامة منشآت عسكرية وطالبت الأمم المتحدة بالعمل علي إزالتها وإلاَ ستتدخل بنفسها لذلك، كما دعت الجزائر التي اتهمتها بأنها الراعي الرسمي للبوليساريو إلي الضغط عليها لوقف ما وصفتها بتوغلاتها الخطيرة في المنطقة العازلة ولأن تشارك في المفاوضات كطرف أساسي في الأزمة.وقال وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطه إن الجزائر تشجع البوليساريو علي تغيير وضع المنطقة العازلة وإن الانتهاكات التي وقعت في الكركارات والمحبس تشكل عملاً يؤدي إلي الحرب ويهدد أي فرصة لإعادة إطلاق العملية السياسية.ولم يتأخر رد الجزائر والبوليساريو كثيراً حيث استنكرت الأولي ما وصفتها بمحاولات المغرب المتكررة لجعلها طرفاً في النزاع ولإقحامها في مناورات خارج التزامها الأخلاقي والسياسي واصفةً قضية الصحراء بأنها قضية تصفية استعمار وجددت دعمها للبوليساريو،وأوضح رئيس البرلمان السعيد بوحجة أن موقف بلاده تجاه القضية الصحراوية لا يعني أنها طرف فيها بل هو مستمد من مبدأ حق الشعوب في تقرير المصير،كما أكدت الحكومة تأييدها لموقف الأمم المتحدة الداعي إلي مراقبة مستقلة ومحايدة وشاملة ودائمة لحالة حقوق الإنسان في الصحراء الغربية لحماية الصحراويين، واستنكرت ما وصفته بمحاولات المغرب عرقلة عودة بعثة الاتحاد الإفريقي إلي العيون عاصمة الإقليم لاستئناف تعاونها مع بعثة الأمم المتحدة لتنظيم استفتاء لتقرير المصير.أما البوليساريو فقد اعتبرت الاتهامات المغربية محاولة من الرباط للتنصل من عملية السلام، وهددت بالرد علي أي انتهاك لوقف إطلاق النار، مؤكدةً في الوقت نفسه التزامها به.

أدي تشبث كل طرف بمواقفه إلي فشل كل محاولات واقتراحات مبعوثي الأمم المتحدة لحلها بالتفاوض أو من خلال استفتاء أبنائها ليختاروا بين البقاء ضمن السيادة المغربية مع التمتع بحكم ذاتي واسع، أو الاستقلال الفوري أو الاستقلال بعد انقضاء خمس سنوات من الاستفتاء مما دفعهم إلي الاستقالة واحداً تلو الآخر،خاصةً جيمس بيكر الذي بذل مجهوداً كبيراً لإقناعهم بمقترحاته التي كلما وافق عليها طرف رفضها الآخر،وكريستوفر روس الذي ظل يحاول لمدة ثماني سنوات دون جدوي.وحتي الآن يرفض المغرب الحوار المباشر مع البوليساريو واصفاً إياها بالجبهة الوهمية ولم يتمكن المبعوث الجديد هورست كوهلر من الجمع بينهما علي مائدة واحدة واكتفي بالتشاور معهما كلِ علي حدة في أيام مختلفة خلال يناير الماضي بالعاصمة الألمانية برلين دون تقدم يُذكر.ولأن الأمم المتحدة شككت في الاتهامات المغربية للبوليساريو بإقامة منشآت عسكرية في المنطقة العازلة قائلةً إن بعثتها في الصحراء لم ترصد أي تحرك لعناصر عسكرية بالمنطقة الشمالية الشرقية رغم أن البوليساريو نفسها أشارت أخيرا إلي نقل مقر قيادتها العسكرية إلي (بير لحلو) بالمنطقة العازلة فمن غير المستبعد أن تتهم الحكومة المغربية المنظمة الدولية بالانحياز للبوليساريو وتُوقف التعامل معها فيتعقد الوضع أكثر.

  وقبل نحو عام أبلغ جوتيريش مجلس الأمن رغبته في استئناف المفاوضات المباشرة بين المغرب والبوليساريو دون شروط مسبقة وبنية حسنة للتوصل إلي حل عادل ودائم ومقبول يفضي إلي تقرير مصير شعب الصحراء،لكن المغرب أعلن قبل ذلك مراراً أن اقتراح استفتاء تقرير المصير المنصوص عليه في اتفاقية وقف إطلاق النار عام 1991 تجاوزته الأحداث، وأكد الملك محمد السادس أن الحكم الذاتي هو أقصي ما يمكن أن تقدمه بلاده وأنه لا حل لقضية الصحراء خارج السيادة المغربية.من ذلك يبدو أن الطريق من البداية مغلق أمام كوهلر الذي حثه مجلس الأمن في أول أبريل علي مواصلة المباحثات بدينامية وبروح جديدة،وسبق أن حدثت مشكلة الكركارات قبل نحو عام وتوالت التهديدات والتحذيرات من انهيار اتفاق وقف إطلاق النار المبرم عام 1991 ومن تجدُّد الحرب ثم انفضَّت الأزمة بسحب الطرفين قواتهما وعادت القضية إلي جمودها العسكري والدبلوماسي.ولأن الطرفين فيما يبدو غير مستعدين للحرب ولا لتقديم تنازلات فمن المتوقع أن يبقي لاجئو الإقليم في تندوف بالجزائر في حالتهم المأساوية سنين أخري.


نقلا عن الاهرام القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حرث فى الماء حرث فى الماء



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon