توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نُذر إرهاب مقلقة

  مصر اليوم -

نُذر إرهاب مقلقة

بقلم - عطيــة عيســوى

 إذا لم تقف الدول الكبرى مع دول إفريقيا وقفةً جماعية قوية فى مواجهة الجماعات الإرهابية كما فعلت فى سوريا والعراق فإن دولاً مثل ليبيا ومالى والنيجر وبوركينافاسو وساحل العاج «ونيجيريا والصومال ستتحول إلى معاقل خطيرة للإرهابيين، تهدد ليس فقط مصالح الدول الغربية الاقتصادية والأمنية وإنما أيضاً وجود تلك الدول الإفريقية نفسها مثلما فعلت بالاستيلاء على شمال مالى عام 2012 قبل أن ينقذها التدخل العسكرى الفرنسى من براثنها.وإذا وقع المكروه ــ لا قدَّر الله ــ فسوف تتحول منطقة الساحل وربما شمال إفريقيا وشرقها إلى فوضى تدفع بملايين الأشخاص للفرار إلى دول الجوار بحثاً عن الأمان ولقمة العيش مُحدثين القلاقل وربما الاقتتال مع أهلها داقِّين المسمار الأخير فى نعش محاولات الحكومات الأوروبية وقف الهجرة غير المشروعة إلى بلادها.

دق الهجومان الإرهابيان المتزامنان على سفارة فرنسا ورئاسة أركان جيش بوركينا فاسو قبل أيام ناقوس الخطر من جديد وأعادا إلى الأذهان تحذيرات جهات متعددة من أن إفريقيا قد تتحول إلى موطن دائم لعناصر داعش وغيره من الجماعات الإرهابية بعد إسقاط إمارته فى العراق وسوريا وفرار من بقوا أحياءً من عناصره إلى مناطق أخرى، فى مقدمتها دول إفريقيا التى تعانى من عدم القدرة على إحكام الرقابة على حدودها.ففى ديسمبر 2017 حذر مفوض السلم والأمن بالاتحاد الإفريقى إسماعيل شرقى من أن ستة آلاف متطرف إفريقى قاتلوا فى صفوف داعش يمكن أن يعودوا إلى إفريقيا وطالب الدول الإفريقية بالاستعداد بقوة للتعامل معهم وبتبادل المعلومات الاستخبارية بشأن العائدين منهم.كما حذر خبراء الأمم المتحدة من أن مالى وجيرانها يواجهون تهديدات إرهابية متصاعدة خاصةً فى منطقة الحدود بينها وبين بوركينا فاسو والنيجر وأن الجماعات المتطرفة مثل تنظيم الدولة فى الصحراء الكبرى تعمل معاً لقتال قوة مكافحة الإرهاب المشتركة لدول الساحل الخمس(مالى والنيجر وبوركينا فاسو وتشاد وموريتانيا). وفى ليبيا كشف مسئولون عن أن داعش يقوم بتجنيد مقاتلين من دول الجوار لتجهيز جيش جديد من ثلاث كتائب فى الجنوب الغربى الليبى حيث تنشط التنظيمات الإرهابية وشبكات تهريب المهاجرين والمخدرات والأسلحة.

المتشددون كثفوا هجماتهم على أهداف حيوية فى مدن رئيسية بدول الساحل فى السنوات الأخيرة تشمل منتجعات سياحية ومطاعم يرتادها أجانب ومراكز شرطة ومقار حكومية وقتلوا العشرات، من بينها 80 هجوماً فى بوركينا فاسو وحدها منذ عام 2015 وعجزت الحكومات عن مواجهتها لضعف إمكانياتها الأمنية والمادية مما استوجب تدخل دول مثل فرنسا والولايات المتحدة للمساعدة بالإضافة إلى قوات الأمم المتحدة فى مالي(12 ألفاً)،ومع ذلك لم تتمكن من القضاء تماماً على الجماعات الإرهابية وإن كانت قد حالت دون تدهور الوضع أكثر ومنعت سقوط دول بكاملها فى أيديها.وذكر تقرير لمجلس الأمن فى أكتوبر الماضى أن الهجمات الإرهابية زادت فى مالى بنسبة 100% خلال الأشهر الأربعة الأخيرة وقال الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون أمام مؤتمر دولى فى ديسمبر إن الحرب على المتطرفين بلغت ذروتها بمنطقة الساحل وأن هناك دولاً مهددة اليوم ويجب علينا تكثيف الجهود.وقال وزير خارجيته إن فرنسا عازمة على قتال الجماعات الإرهابية التى تشكل تهديداً لأمنها ومصالحها(تحصل فرنسا من النيجر على ما بين 25% و40% من اليورانيوم اللازم لتشغيل محطاتها النووية).

فرنسا نشرت 4500 جندى لمكافحة الإرهاب فى دول الساحل، وللولايات المتحدة قاعدة طائرات بدون طيار فى النيجر لمراقبة ورصد تحركات الإرهابيين وجنود لتدريب أفراد الأمن والجيش على مكافحة الإرهاب، وأعلنت ألمانيا أنها ستقيم قاعدة عسكرية مماثلة فى النيجر للغرض نفسه.وبعد محاولات مستميتة اتفقت دول الساحل بدعم وإلحاح من فرنسا على تشكيل قوة مشتركة من خمسة آلاف جندى لمكافحة جماعات الإرهاب نفذَّت أولى عملياتها فى أكتوبر الماضى وعملية ثانية فى يناير ولكن مازالت غير قادرة على إحكام سيطرتها على الحدود المشتركة، وتحالفت تلك الجماعات ضدها وشنت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين هجوميها الجريئين على مقر قيادة الجيش وسفارة فرنسا فى بوركينا فاسو.فالقوة مازال ينقصها التدريب والتسليح المناسبان ولم يتم تدبير نفقاتها سوى لعام واحد بتبرعات من السعودية والإمارات والاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة ولم تسهم كل من الدول الخمس سوى بعشرة ملايين دولار فى ميزانيتها فضلاً عن أن موريتانيا وتشاد لم تنشرا حصتيهما المقررتين من الجنود بعد لأسباب غير معروفة مما أضعفها.

الإرهاب الذى كلف الاقتصاد العالمى 84 مليار دولار فى عام 2017 مقابل ثمانية مليارات فقط عام 2000 وفقاً لمؤسسات دولية وأمريكية تحتاج مكافحته لتعاون وتنسيق أكثر فعاليةً وحزماً بين الدول الكبرى والدول المبتلاة بالجماعات الإرهابية بتوفير التمويل والتسليح والتدريب اللازم للقوة المشتركة وتزويدها بالمعلومات الاستخبارية وما ترصده طائرات الاستطلاع وغيرها من تحركات الإرهابيين وإلاّ ستفشل فى تحقيق هدفها.فالعالم شهد 170 ألف عملية إرهاب منذ بداية الألفية الثالثة منها 12 ألفاً راح ضحيتها 25 ألف أنسان خلال عام 2017 وحده وتأثرت به 77 دولة فى 2016، حسب التقريرالسابق ولم يعد يحتمل المزيد.

نقلا عن الاهرام القاهرية

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نُذر إرهاب مقلقة نُذر إرهاب مقلقة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon