توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بعد عمر طويل

  مصر اليوم -

بعد عمر طويل

بقلم - عطيــة عيســوى

 كما انتهى اجتماع باريس بين أطراف الأزمة الليبية الأساسيين فى مايو الماضى باتفاق شفوى على إجراء انتخابات عامة ورئاسية فى 10 ديسمبر المقبل بعد الإعداد لها أمنياً ودستوريًا وقانونيًا وأدت الخلافات إلى عدم تنفيذه،انتهى مؤتمر باليرمو بإيطاليا الأسبوع الماضى بوعود غير مكتوبة وأقل تحديداً ومجرد خطوط عريضة سيكون التنصل منها أسهل خاصةً أن طرفاً أساسياً هو خليفه حفتر قائد الجيش أصرَّ على ألاَّ يشارك فيه وهو على بعد أمتار من قاعة الاجتماع.فالخلافات السياسية والعسكرية التى حالت دون تنفيذ اتفاق باريس مازالت قائمة ومن المتوقع أن تمنع تنفيذ الوعود الجديدة إذا لم يحدث تحول جذرى فى مواقف القيادات السياسية والعسكرية يضع مصلحة الوطن فوق المصالح الشخصية والقبلية وهو ما قد يحتاج إلى عمر طويل.

  انتهى المؤتمر الذى شارك فيه رؤساء دول وحكومات ووفود تمثل الدول المعنية بالأزمة المستعصية على الحل منذ سبع سنوات بلا نتائج واضحة، فلم يتم التوصل إلى موعد محدد للانتخابات أو لعقد المؤتمر الوطنى الذى دعا إليه المبعوث الدولى غسان سلامة ولا متى سيتم إقرار البرلمان قانون الاستفتاء على الدستور أوالقانون الإنتخابى ولا للإجراءات الأمنية اللازمة أومؤتمر المصالحة.فقد دعا فى بيانه الختامى لنشر قوات نظامية أمنية وعسكرية فى العاصمة طرابلس وخروج الميليشيات منها ونزع أسلحتها وفقاً للترتيبات الأمنية التى وضعتها بعثة الأمم المتحدة،ولا جديد فى ذلك سوى الدعوة للانسحاب من المدينة وهو ما ترفضه الميليشيات حتى الآن، فضلاً عن استحالة نزع أسلحتها إلاَّ فى إطار اتفاق شامل ينص على دمج أفرادها فى الجيش وهو ما رفضه حفتر أو فى الخدمة المدنية بالإضافة إلى عدم توافر العدد الكافى من القوات النظامية لتحل محلها مما يجعل تنفيذ هذا البند محل شك كبير.

  كما دعا البيان المجتمع الدولى ليكون مستعدا لفرض عقوبات على الجماعات والأشخاص الذين ينتهكون اتفاق وقف إطلاق النار فى طرابلس أويعرقلون جهود إحلال السلام،وهذا أيضاَ مردود عليه بأن العقوبات لن تجدى مع قادة ميليشيات تحميهم قبائلهم ولا يلقون بالاً لأى تهديدات، لأنه من الصعب الإمساك بهم أومحاكمتهم فى الداخل لعدم وجود جهازى شرطة وقضاء قويين وليس لهم أرصدة فى بنوك أجنبية لتجميدها ولا يسافرون خارج ليبيا حتى يمكن القبض عليهم وإحالتهم للمحكمة الجنائية الدولية، فضلاً عن وجود أطراف خارجية مثل قطر وتركيا تدعم أطرافاً ليبية مثل الإخوان وجماعات متطرفة أخرى مما يجعل تنفيذ العقوبات غير فعال.

  أما اقتراح البيان تشكيل غرفة عمليات موحدة وتدريب أفراد الجيش والشرطة وتكثيف التنسيق الإقليمى لمواجهة الهجرة غير الشرعية والإرهاب فهو محل اتفاق بين الأطراف الخارجية ودول الجوار وحكومة الوفاق وقيادة الجيش الوطنى ورئيس البرلمان المعترف به دولياً لكن قياديين فى المجلس الأعلى للدولة برئاسة الإخوانى خالد المشرى وبعض أعضاء مجلس النواب الممثلين للغرب الليبى وكثيرا من الميليشيات المسلحة بما فيها ميليشيات موالية لحكومة السراج يتعاطفون مع الجماعات الإسلامية المتطرفة ويعارضون حملات حفتر لتطهير البلاد منها بما لا يساعد على تحقيق هذا الهدف بفعالية مهما نسقت الدول المجاورة إجراءاتها،فضلاً عن صعوبة تشكيل غرفة عمليات موحدة وسط انفسامات حادة بين القيادات العسكرية والسياسية.

  أما عن الإيجابيات فهى ضئيلة ولا تستحق الوقوف عندها كثيراً منعاً لتعليق آمال عليها لا تتحقق،صحيح أن انعقاد المؤتمر أبقى على القضية الليبية محل اهتمام المجتمع الدولى بفضل ثروة ليبيا البترولية التى تجعلها صاحبة أكبر مخزون بترولى فى إفريقيا وأن حفتر اجتمع مع السراج على هامش المؤتمر للمرة الأولى منذ ستة شهور وأعلن - وفقاً للمبعوث الدولي- التزامه بخطة الأمم المتحدة لعقد مؤتمر وطنى فى مطلع العام المقبل قبل إجراء الانتخابات المأمولة فى الربيع،إلاَّ أن مقاطعة حفتر للمؤتمر جعلته فى حِلِ من الالتزام بما ورد فى بيانه الختامى وجعلت المؤتمر عديم الجدوي.يضاف إلى ذلك أن حفتر سبق أن اتفق مع السراج على أمور أكثر تحديداً وجدوى خلال مباحثاتهما فى باريس وقبلها فى أبوظبى بالإمارات ولم ينفذا اى منها واستمرت الخلافات بينهما مما يقلل من أهمية اللقاء حتى ولو كان صحيحاً ما نُسب لحفتر بأنه لا يمانع فى بقاء السراج رئيسا للمجلس الرئاسى حتى انتخاب رئيس حيث لم يُعرف بعد ما إذا كان قد حصل مقابل ذلك على تعهد من السراج بعدم التحالف مع الإخوان الذين يرى أنهم يسعون عبر الانتخابات لاستعادة ما خسروه فى المعارك العسكرية.

  مازال تحقيق التوافق بين القادة الليبيين بعيد المنال فى ضوء تصريحاتهم ومواقفهم،فقد قال حفتر إنه لن يشارك فى مؤتمر باليرمو حتى لو جلس بجواره 100 ساعة وإنه حضر للقاء قادة دول الجوار لبحث القضايا المشتركة خاصةً الأمن ومكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية عبر الحدود المشتركة وما يمكن أن تساعد به بلادهم فى وقف دخول الإرهابيين إلى ليبيا وذلك بسبب مشاركة الإخوان وجماعات متطرفة موالية لتنظيم القاعدة وممثلين عن تركيا وقطر اللتين يتهمهما بدعمهم وبالتدخل فى شئون ليبيا الداخلية.كما كرر رفضه دمج جماعات الإسلام السياسى وميليشيات مسلحة فى الجيش وكذلك إسناد منصب القائد الأعلى إلاَّ لرئيس منتخب وأصر على أن يتم إسناده لمن له صلة مباشرة بالجيش وهو القائد العام خلال الفترة الإنتقالية،أى لنفسه.

  وأخيراً،ألم يكن أنفع للشعب الليبى إنفاق تكاليف عقد المؤتمر لتوفير جزء من متطلباته الغذائية والعلاجية الملحة؟.ربما.


نقلا عن الاهرام القاهرية

GMT 07:33 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

هل أنت إنسان طبيعى؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بعد عمر طويل بعد عمر طويل



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon