توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ما وراء الجوع بإفريقيا

  مصر اليوم -

ما وراء الجوع بإفريقيا

بقلم : عطيــة عيســوى

  عندما يرتفع ثمن وجبة واحدة من الفاصوليا إلى ما يعادل 320 دولارا فى دولة إفريقية بينما لا يتعدى ثمنها دولارا واحدا و20 سنتا فى نيويورك يتضح مدى عمق أزمة الغذاء فى إفريقيا أغنى قارات العالم بالموارد الطبيعية، لكن عدم استغلالها الاستغلال الجيد وانعدام العدالة فى توزيع عائدها وتفشى الفساد والنهب والسلب وغياب المحاسبة وإنفاق بعض الحكام جزءا كبيرا من العائد على تعزيز قبضتهم على الحكم وحماية أنفسهم يزيد المسئولين والأثرياء ثراءً وعامة الناس والفقراء فقرا ويُبقى على القارة السمراء أفقر القارات. وفى حين يعانى نحو 224 مليون إنسان من سوء التغذية ومات مئات الآلاف جوعاً فى مناطق الصراع المسلح والجفاف رغم ما بذلته وكالات الإغاثة من جهود لإنقاذ حياتهم كشفت إحصائيات دولية أن حجم الثروات العائلية فى إفريقيا ارتفع من 105 مليارات دولار عام 2009 إلى 1500 مليار عام 2016.

«إحصائية الفاصوليا المثيرة للدهشة والأسف ذكرها برنامج الغذاء التابع للأمم المتحدة فى يوم الغذاء العالمى بعد مقارنة سعر الوجبة بدخل الفرد فى كل من جنوب السودان والولايات المتحدة موضحا أن وجبة الفاصوليا مع الأرز فى نيويورك تتكلف ستة من عشرة فى المائة من دخل الفرد اليومى بينما يزيد ثمنها إلى ما يعادل 155 مرة دخل الفرد اليومى فى جنوب السودان وكأنه بذلك يدفع 321 دولارا ثمنا للوجبة الواحدة فى بلد مثل كندا مما يؤكد وجود تفاوت صارخ فى تكلفة الطعام بين الدول النامية والمتقدمة. وحذر من أن تزايد انعدام الأمن الغذائى يؤدى إلى نزوح مزيد من السكان فى مناطق الصراع وتعرضهم للموت جوعا ما لم يتم الإسراع بإغاثتهم.

كما توقعت منظمة (أكابس) للأبحاث فى جنيف قبل خمسة شهور أن تتفاقم الأزمات الإنسانية فى إفريقيا خلال هذا العام مع استمرار الحروب الأهلية وبلوغ مناطق تُمزقها الصراعات حافة المجاعة وتصاعد العنف على أساس دينى خاصةً فى الكونغو- كينشاسا وإفريقيا الوسطى ومالى والصومال وإثيوبيا وجنوب السودان وشمال شرق نيجيريا.أما منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) فأعربت عن قلقها لتزايد عدد الذين يعانون من سوء التغذية فى إفريقيا من 200 مليون إلى 224 مليونا بين عامى 2015 و2016 ومن تفاقم مشكلة انعدام الأمن الغذائى وقالت إنه حتى لو توافر الغذاء سيكون بأسعار تفوق إمكانات السكان ولا يصل إلى الذين هم فى مناطق النزاعات.

بحلول عام 2050 من المتوقع أن يرتفع عدد سكان إفريقيا إلى 2.5 مليار نسمة أى أكثر من ضعف عددهم حاليا وأن يمثلوا نحو 40% من سكان العالم وقتها، مما ينذر بتزايد أعداد الجوعى وسوء التغذية والصراع من أجل البقاء إذا استمرت الأحوال على وتيرتها ولم تنجح الحكومات فى كبح الصراعات المسلحة والتركيز على وسائل زيادة انتاج الغذاء والاستغلال الأفضل لموارد المياه والتربة الخصبة غير المستغلة جيداً أو غير المستغلة أصلا وتحسين حالة الطرق التى تتسبب فى تلف 30% من المحاصيل والفواكه والخضراوات قبل وصولها إلى الأسواق فى كثير من الدول الإفريقية. فقد حذرت منظمة الصليب الأحمر الدولى من أن نصف سكان إفريقيا الوسطى يحتاجون إلى مساعدات إنسانية حيث اضطر 20% منهم إلى الفرار من مساكنهم وأصبح كثيرون منهم غير قادرين على الحصول على الغذاء أو المأوى بسبب أحداث العنف الدائرة منذ سنوات.

أما فى جنوب السودان فأوضحت تقديرات المجلس النرويجى للاجئين أن 6 ملايين يواجهون الموت جوعا وسينضم إليهم مليون آخرون بنهاية يوليو المقبل بسبب الحرب الأهلية. وفى نيجيريا يحتاج نحو 8.5 مليون إلى مساعدات إنسانية نتيجة هجمات جماعة بوكو حرام الإرهابية فى الشمال الشرقى مع وجود مشكلة كبيرة هى أن نصف المساعدات لا تصل إلى المحتاجين إما بسبب العنف أو النهب.وفى الكونغو- كينشاسا يواجه نحو 400 ألف طفل خطر الموت جوعا فى إقليم كاساى وحده بعد أن هربوا من العنف الطائفى إلى الأحراش ومات بعضهم فعلا وفقا لمنظمة اليونيسيف التى أعلنت أيضا أن 4 ملايين كونجولى يحتاجون لمساعدات عاجلة. ونظمت الأمم المتحدة مؤتمرا فى جنيف خلال إبريل الماضى لجمع مساعدات لنحو 13 مليون كونجولى من بينهم مليونا طفل يعانون من سوء التغذية وأربعة ملايين ونصف مليون مشرد ولكن للأسف قاطعته الحكومة واصفةً تقديراتها لعدد المحتاجين بالمبالغ فيها.

الفاو واليونيسف وبرنامج الغذاء وجهوا نداءً مشتركا لجمع 600 مليون دولار لمواجهة أزمة الغذاء التى تؤثر على 5 ملايين إنسان فى دول الساحل الإفريقي(بوركينا فاسو ومالى والنيجر وتشاد وموريتانيا) منهم مليونان فى بوركينا فاسو وحدها بسبب الجفاف والصراعات المسلحة. أما فى إثيوبيا فأعلنت الأمم المتحدة قبل عشرة شهور أن 7.8 مليون إثيوبى سينفد مخزون مساعدات الطوارئ الخاصة بهم خلال شهر لكن الحكومة وصفت الرقم بأنه مبالغ فيه وقالت إن المساعدات ستنفد عن 1.7 مليون فقط وكأنه عدد لا يستحق. وفى كينيا تضاعف عدد المحتاجين إلى مساعدات بسبب الجفاف إلى 3 ملايين فى العام الماضى وفقا للصليب الأحمر الدولي.

نقلًا عن الآهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما وراء الجوع بإفريقيا ما وراء الجوع بإفريقيا



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon