توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ألوان من العذاب

  مصر اليوم -

ألوان من العذاب

بقلم : عطيــة عيســوى

ليس الابتزاز الجنسى وحده كل ما يكتوى به اللاجئون فى أوغندا من جانب موظفين وعمال وحراس مقابل تسجيل أسمائهم فى كشوف الإقامة وصرف حصص الغذاء والدواء، فهناك مآسِ عديدة تحيل حياتهم إلى جحيم وتُهدر آدميتهم فى مخيمات اللجوء فى كل إفريقيا وكأنه لا يكفيهم أنهم هُجِّروا من ديارهم وفقدوا عائليهم أو أعزاء لديهم وقطعوا مئات الكيلومترات سيرا على الأقدام فى الأحراش المكتظة بالضوارى أوالصحارى الموحشة قبل أن يصلوا إلى المخيمات بحثا عن الأمان وما يسدُّون به غائلة الجوع.فإلى جانب الخيام المكتظة وغير الآدمية التى يتم حشرهم فيها لعدم كفايتها وسوء حالتها يتم اختلاس نحو نصف حصص الغذاء المقررة لهم وبيعها فى السوق السوداء وحرمان مَن يجرؤ منهم على الاعتراض ومعاقبته، كما يتعرض الكثيرون منهم لهجمات اللصوص لسرقة متاعهم القليل وزوَّار الليل لاختطاف مَن وقعت عليهن عيونُهم بالنهار فإذا استغاثت لا تجد مَن يغيثها وإذا قاومت قتلوها، فالتواطؤ شائع لدى الحراس الذين يقتسمون معهم الغنائم.!

  فقبل أيام من يوم اللاجئين العالمى (20 يونيو) كشف تحقيق لصحيفة ميل أون صنداى الإنجليزية عن عملية فساد واسعة فى توزيع المساعدات الإنسانية على اللاجئين فى أوغندا حيث يقيم ما يربو على المليون من جنوب السودان وغيره تتمثل فى السرقة وتلاعب فى الإحصائيات وحرمان نساء رفضن ممارسة الجنس مع موظفين وحراس وعاملين من إدراج أسمائهن فى قوائم الإقامة والمساعدات الغذائية وأن نساءً وفتيات هربن من مناطق النزاع فى بلادهن قلن إنهن أُجبرن على ممارسة الجنس مقابل الغذاء وأن أشخاصاً يقومون بجمع المساعدات والأغذية لتخرج بها الشاحنات من المخيمات ضمن صفقات توزيع تتولاها شركات لها علاقة بمسئولين هناك.وأوضح التحقيق أن المساعدات ومعلبات غذاء الأطفال وزيت الطعام وأجهزة الشحن التى تعمل بالطاقة الشمسية تُباع علناً فى الأسواق وأنه جرى تضخيم عدد اللاجئين إلى نحو 1٫46 مليون بهدف الإستيلاء على مخصصات الأعداد الزائدة حيث تبين من فحص موقع واحد مسجل به 26 ألفا أنه لا يوجد فيه سوى سبعة آلاف. هذا فى أوغندا التى وُصفت بأنها أفضل دول العالم معاملةً للاجئين حيث تسمح لهم بالعمل وبتأسيس مشروعات وتمنحهم قطع أراضِ لزراعتها، لإعالة أنفسهم ولا تقيد حركتهم ويحصلون على التعليم والرعاية الصحية بالمجان.

  ما نشرته الصحيفة ربما كان أقل مما يحدث فعلا على أرض الواقع،فخلال مهمة صحفية مع الزميل المصوّر أحمد عبد الرازق عام 2004 فى مخيم اللاجئين المعروف باسم كاكوما فى شمال غرب كينيا قرب الحدود مع جنوب السودان وجدنا أن اللاجئين ومعظمهم جنوب سودانيين يعيشون ظروفاً غير إنسانية وتنقصهم أبسط احتياجاتهم اليومية من غذاء وماء وأمان ولا يخرجون منها إلاّ بتصريح من الأمن وإلاّ فقد الخارج حياته.فالمخيّم كان وقتها يؤوى نحو 100 ألف لاجيء مكدّسين فى خيام تتعرض لهجمات العصابات المسلحة تحت جُنح الظلام بهدف اغتصاب النساء أوالانتقام من الرجال أوسرقة متاعهم القليل.كما أن كميات الغذاء التى يتسلمونها أقل بكثير من المُثبتة فى السجلات ومن يعترض يلق ما لا يرضيه.ولأنه لا يستمع أحد لشكواهم -على حد قولهم-سلّمونى وقتها شكوى مُوقّعة من بعضهم لأنقلها إلى المسئولين، وهو ما فعلته بتسليمها إلى مكتب وكالة غوث اللاجئين بالقاهرة.وبلغ البغى على هؤلاء المساكين حد معاقبة المرأة التى لا تستجيب للإغواء بإنقاص حصتها الغذائية وربما الهجوم على خيمتها ليلاً واقتيادها إلى الأحراش المجاورة لاغتصابها،فإن قاومت قُتلت!.وما حدث فى كاكوما لا بُدّ أنه يحدث فى غيره خاصةً مخيم داداب الأكثر ازدحاماً وبؤساً فى شمال شرق كينيا ومعظم سكانه صوماليون.

  المعاناة أنها لابد ستتفاقم مع إعلان المفوض السامى لشئون اللاجئين التابع للأمم المتحدة فيليبو جراندى فى التاسع عشر من يونيو الماضى أن عدد اللاجئين وطالبى اللجوء والنازحين فى العالم ضرب رقما قياسيا جديدا عام 2017 حيث بلغ 68٫5 مليون بزيادة 3٫1 مليون عنه فى 2016 منهم 24,5 مليون فروا من بلادهم هربا من النزاعات والقمع بزيادة 2٫9 مليون وازداد عدد طالبى اللجوء الذين لا يزالون ينتظرون الحصول على وضع لاجئ بنحو 300 ألف ليبلغ 3٫1 مليون بينما انخفض عدد النازحين داخل بلادهم بمقدار ضئيل لا يتجاوز 300 ألف ليثبُت عند 40 مليونا.وقال إن20% من تلك الزيادة حدثت فى إفريقيا حيث أضافت الحرب فى جنوب السودان إلى جموع المشردين مليون شخص كما تضاعف عددهم إلى 621 ألفا فى الكونغو الديمقراطية التى يقيم بها أيضا نحو 537 ألفا من دول الجوار بسبب الصراعات.

  أشكال المعاناة عديدة ومن غير الممكن القضاء عليها تماما،لكن يمكن  تخفيف وطأتها على هؤلاء المعذبين بالتحرى الدقيق والمستمر عن أحوالهم ومعاقبة الذين يسيئون معاملتهم وعزلهم بالتعاون مع الدول المقيمون على أرضها،فاتفاقية الأمم المتحدة الخاصة بأوضاع اللاجئين الموقعة عام 1951 تحمِّل حكومة الدولة المستضيفة مسئولية حمايتهم بينما تتولى مفوضية اللاجئين المراقبة وعدم إرغامهم على العودة إلى بلدان يُخشى أن تتعرض فيها حياتهم للخطر.

نقلًا عن الآهرام القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ألوان من العذاب ألوان من العذاب



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon