توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إنجازان مبشران وإحباط معتاد

  مصر اليوم -

إنجازان مبشران وإحباط معتاد

بقلم : عطيــة عيســوى

فى تطور مبشر باحتمال وقف رحى حربِ أزهقت أرواح نحو 50 ألف إنسان وشردت نحو أربعة ملايين وألجأت نحو 15 مليون إلى دول الجوار وجوَّعت أكثر من سبعة ملايين يمثلون أكثر من نصف الشعب وقَّع رئيس جنوب السودان سيلفا كير ونائبه السابق وخصمه اللدود رياك مشار اتفاقا دائما لوقف إطلاق النار وتشكيل حكومة انتقالية بعد ثلاثة أشهر من توقيع اتفاق سلام شامل، وتبادل الإفراج عن الأسرى. ورغم أهمية الاتفاق كخطوة أولية على طريق السلام المطلوب بشدة فإن انهيار اتفاقيات عديدة سابقة وتحميل كل طرف المسئولية على الآخر يجعل من السابق لأوانه القول إن نهاية تلك المأساة المستمرة منذ نحو خمس سنوات قريبة إلاَّ إذا أثبت الطرفان التزامهما الكامل بوقف القتال وسعيهما بجدية لحل الخلافات حول اقتسام عادل للسلطة ووضع ترتيبات أمنية متوازنة ومتماسكة.

التطور الآخر الباعث أكثر على التفاؤل بإمكانية انتهاء صراع حدودى بين إثيوبيا وإريتريا راح ضحيته نحو 80 ألف إنسان من خيرة أبناء البلدين بين عامى 1998 و2000 واستنزف مليارات الدولارات من قوت الشعبين واحتياجات المشروعات التنموية هو رد الرئيس الإريترى الإيجابى على مبادرة رئيس الوزراء الإثيوبى الجريئة بقبول اتفاق السلام الموقع عام 2000 وحكم هيئة التحكيم الحدودى الدولية بأحقية إريتريا فى بلدة بادمى ومناطق حدودية أخرى متنازع عليها بينهما وإرساله وفدا برئاسة وزير الخارجية إلى أديس أبابا لبحث كيفية تنفيذ المبادرة.ورفع سقف الأمل ذلك الاستقبال الحار والترحيب غير العادى للوفد من الجانب الإثيوبى خاصةً من رئيس الوزراء الذى أعلن أيضاً أن شركة الطيران الوطنية الإثيوبية ستستأنف رحلاتها المتوقفة منذ 20 عاما إلى العاصمة الإريترية أسمرة، لكن إنهاء تلك المأساة يحتاج إلى استكمال المباحثات بنفس الدفعة القوية والروح الإيجابية اللتين بدأت بهما، والتزام الموضوعية فى التفاوض حول حقوق سكان تلك المناطق من الإثيوبيين، وحقوق أصحاب الأرض عند البحث فى التعويضات، وعدم التخندق عند مطلب بعينه وتجهيز مقترحات بديلة والتقدم بها فى الوقت المناسب حتى لا تتعثر المباحثات أو تتوقف نهائيا.فعلى الطرفين أن يغتنما الفرصة لأنه ليس هناك ما يضمن أن تظل متاحة إلى ما لا نهاية بلا قيود أو شروط. أما الحدث الثالث الذى ينظر إليه عموم الأفارقة كالمعتاد بعدم تفاؤل فهو انعقاد قمة القادة الأفارقة فى نواكشوط عاصمة موريتانيا اليوم متوقعين بناءً على تجارب الماضى ألا تختلف قراراتها ونتائج أعمالها عن تلك التى انتهت إليها القمم السابقة، فالمشكلات التى تعصف بدول القارة هى نفسها بلا حلول رغم تكرار قرارات حلها فى كل قمة، وإن اختلف الشعار الذى تنعقد تحته،والسبب غياب الإرادة السياسية واختلاف التوجهات وقلة الإمكانات المادية والتقنية وضعف الأجهزة التنفيذية وتفشى الفساد. ولأن هذه القمة تأتى بعد محاولتى اغتيال رئيس وزراء إثيوبيا آبى أحمد، ورئيس زيمبابوى إيمرسون منانجاجوا فمن المتوقع أن تسارع ببيان إدانة حماسى بلا مردود إيجابى على حياة رجل الشارع وبتبنى، ما وصفتها مصادر القمة استراتيجية إعلامية لمكافحة الإرهاب ومواجهة الغلو والتطرف الفكرى وهو تصور هلامى من غير الواضح كيف سيتم تنفيذه.

القمة التى تنعقد تحت شعار (الانتصار فى مكافحة الفساد نهج مستدام للتحول فى إفريقيا) مثل قمة يناير الماضى تهيمن عليها أيضاً قضايا الإرهاب الذى يتمدد فى أنحاء القارة والحروب الأهلية بجنوب السودان وليبيا والصومال والهجرة غير الشرعية التى أودت بحياة عشرات الآلاف من الهاربين من الفقر والجوع والاضطهاد داخل بلادهم ونقص الغذاء وتزايد عدد الجوعى ومعضلة سوق التجارة الحرة التى مازالت حبرا على ورق رغم مرور السنين على قرار تأسيسها.فكلها قضايا هيمنت على أعمال قمم إفريقية عديدة واتخذ القادة قرارات بشأنها لم نر لها أثراً إيجابيا ملموسا على أرض الواقع، فلا الحروب توقفت ولا الإرهاب انحسر ولا أسباب الهجرة غير الشرعية للشباب الأفارقة تم القضاء عليها ولا الحواجز الجمركية أو معوقات حركة التجارة الحرة بين الدول الإفريقية التى مازالت لا تتعدى 16% من حجم تجارتها الخارجية تمت إزالتها أو حتى تخفيفها.

وبينما تتسول إفريقيا المعونات لسد احتياجات شعوبها الملحة كشفت فيرا سونجوى الأمينة التنفيذية للجنة الاقتصادية الإفريقية التابعة للأمم المتحدة أن الفساد يكلف القارة 148 مليار دولار سنويا أى ما يعادل 25% من إجمالى ناتجها القومى، ويُعدُّ هو والاضطرابات من أبرز الأسباب الطاردة للاستثمار، حيث يعرقل قدوم الاستثمارات الأجنبية المطلوبة بشدة لتمويل مشروعات البنية التحتية الضرورية للنهوض بالاقتصادات الوطنية المتخلفة، وكان سببا فى انخفاض نصيب إفريقيا منها إلى ما لا يتعدى 12% مقابل 28% للدول النامية عموما. كما يعرقل استثمارات القطاع الخاص ويخفض معدل النمو الاقتصادى ويزيد تكلفة تنفيذ المشروعات ويحرم الحكومات من موارد ضرورية للإنفاق على البنية الأساسية والرعاية الصحية وتوفير الغذاء، ويمكن أن يؤدى إلى اضطرابات سياسية، بينما تنخفض تكاليف الإنتاج بنسبة 20% فى الدول التى ينحسر فيها ويزيد الدخل القومى للدول بنسبة 400% إذا تم استثمار الأموال الفاقدة فى التنمية.

نقلًا عن الآهرام القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إنجازان مبشران وإحباط معتاد إنجازان مبشران وإحباط معتاد



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon