توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أعداء الأمس

  مصر اليوم -

أعداء الأمس

بقلم : عطيــة عيســوى

فارق كبير بين زعيم دولة يكسر التابوهات ويحطم الأصنام المحظور الاقتراب منها ويخطو بجرأة نحو تحقيق سلام طال انتظاره بقبوله حكم القانون الدولى بعد طول رفض ممن سبقوه بزعم الحفاظ على وحدة تراب الوطن وبين آخر يضلل شعبه ويقوده إلى الحرب مع الجيران بزعم الدفاع عن التراب الوطنى لكسب شعبية تنقصه، قبل أن تنكشف الحقيقة وتتفند المزاعم ولكن بعد أن يكون قد أهلك آلافا من أبناء شعبه وأحال مقدراتهم الاقتصادية خرابا. ونظرا لغياب الحقيقة عن الشعوب خاصةً فى عالمنا الثالث بسبب التضليل الذى تمارسه أجهزة الإعلام الخاضعة لهيمنة السلطة تنساق الغالبية العظمى من الشعب وراء شعارات مثل هذا الحاكم حتى تأتيهم الحقيقة صادمة ولكن بعد فوات الأوان.

رئيس الوزراء الإثيوبى الجديد آبى أحمد من الطراز الأول بما أنجزه خلال ثلاثة شهور فقط من توليه السلطة متمثلا فى الإفراج عن المعتقلين السياسيين وآلاف المحتجين فى المظاهرات على سياسة الحكومة وقراراتها التى تمس حياتهم اليومية وإقالة قادة السجون التى شهدت تعذيبهم، واختراقه حالة العداء المترسخ بين أبناء بلده والشعب الإريترى منذ اختار الأخير الإنفصال عن إثيوبيا عام 1993 ثم حرب الحدود بينهما بعد ذلك بخمس سنوات.كما أطاح بقائدى الجيش والمخابرات اللذين يبدو أنهما عارضا إعادة الأراضى المتنازع عليها إلى إريتريا تنفيذا لحكم لجنة التحكيم الدولية عام 2002 بأحقيتها فيها ثم مبادرته التاريخية بزيارة أسمره الأسبوع الماضى واتفاقه مع أسياسى أفورقى على إنهاء حالة الحرب التى كلفت البلدين نحو 80 ألفا من صفوة أبنائهما وعلى استئناف العلاقات الدبلوماسية ورحلات الطيران المدنى مما يساعد على إعادة جمع شمل الأسر فى البلدين وعودة تجارة إثيوبيا الحبيسة منذ استقلال إريتريا عبر موانىء إريترية. وجاءت زيارة أفورقى لاثيوبيا أمس لتؤكد الرغبة المتبادلة فى حل الخلافات بصفة نهائية.

لكن نجاح زيارة آبى أحمد التى وصفها يمانى جبرآب ميسكل مستشار الرئيس الإريترى بأنها تُؤذن بحقبة جديدة من السلام والتعاون ومن بعدها زيارة أفورقى سيتوقف على مدى مرونة الحكومة الإريترية وتجاوبها مع مبادرته ومع مطالب بلاده بتعويض السكان الإثيوبيين عن ممتلكاتهم بعد ترحيلهم من الأراضى التى سيتم إعادتها إلى إريتريا وعلى مدى عدم مغالاة الإثيوبيين فى تلك المطالب، وكذلك على مدى قبول أسمره أو رفضها لاقتراح تبادل أراضِ بين البلدين وفقا لما نقلته وسائل إعلام عن أحمد،كما سيتوقف نجاحها على وقف الدعم المتبادل للجماعات المتمردة على حكومتى البلدين وعلى توقف أسمره عما اتُهمت به من دعم حركة الشباب الإسلامية الصومالية المتطرفة حتى تتمكن إثيوبيا من سحب قواتها من غرب الصومال كما يرغب رئيس وزرائها.ولو تم الاتفاق على تبادل أراض ومنح إثيوبيا التى بلا منافذ بحرية منفذا تجاريا على المحيط الهندى بالفعل لتدعمت العلاقات وترسَّخ السلام أكثر وتوارى شبح العودة إلى الحرب وتم توفير الأموال التى تستنزفها الحشود العسكرية واستيراد السلاح لإنفاقها على مشروعات التنمية ولتهيأت الأجواء لتدفق الاستثمارات الأجنبية ورفع العقوبات التى تسبب فيها النزاع.

لقد قال ميسكل إن مسألة الحدود تم حلها وفق ما اتفق عليه البلدان والمؤشرات الأولية تبعث على التفاؤل لكن الرحلة ستكون طويلة مضيفا أن إريتريا وإثيوبيا قررتا طى صفحة الخلافات والحكومة الإثيوبية مهتمة بإرساء السلام مع إريتريا.ومع ذلك من السابق لأوانه القول إن هذه الزيارة التاريخية ستضع نهاية لواحد من أطول النزاعات وأكثرها دموية فى إفريقيا، فالأجواء لا تخلو من معارضين لمبادرة آبى أحمد ونهجه التصالحى ومن غير المستبعد أن يتم وضع حد لها بانقلاب عسكرى أو حتى باغتياله، وما انفجار المنصة الذى وقع عقب خطابه فى لقاء جماهيرى قبل أيام ببعيد.

أيضا بإمكان قادة جنوب السودان أن يدخلوا التاريخ كصانعى سلام لو أكملوا مشروع انهاء الحرب الأهلية الدائرة منذ نحو خمس سنوات وأبرموا اتفاق سلام نهائيا والتزموا بتنفيذه.فبعد أن دب اليأس فى النفوس لفشلهم فى وقف رحى الحرب التى تسببت فى مصرع نحو 50 ألف إنسان وتجويع 7ملايين وتشريد 4ملايين فى الداخل وفرار نحو مليونين إلى دول الجوار جاءت الأنباء بما يحيى الأمل بتوقيع اتفاقيات جزئية كان آخرها ما أعلنه وزير خارجية السودان عن اتفاق الرئيس سيلفا كير وخصمه اللدود المتمرد رياك مشار حول تقاسم السلطة وعودة مشار نائبا أول للرئيس بعد طول رفض من كير ضمن أربعة نواب إحدهم سيدة من المعارضة. وقبل ذلك بأيام وقع الرجلان اتفاقا فى الخرطوم لسحب قواتهما من المناطق الحضرية دعما لاتفاقهما فى يونيو الماضى بوقف القتال.

ومع ذلك فالطريق يبدو طويلا أمام التوصل لاتفاق نهائى قابل للتنفيذ،فاتفاق تقاسم السلطة وصفه الوزير السودانى بأنه مبدئى وسيتم بحث تفاصيله فى اجتماعات بالسودان وكينيا فى الأيام المقبلة ما يعنى احتمال عدم إبرام اتفاق نهائى مع وجود خلافات لم تُحل حول الترتيبات الأمنية ووضع مسلحى مشار خلال الفترة الانتقالية التى تسبق إجراء انتخابات عامة ورئاسية وتشكيل حكومة منتخبة وجيش وطنى وجهازى أمن موحدين.

نقلًا عن الآهرام القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أعداء الأمس أعداء الأمس



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon