توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نصف الأمل

  مصر اليوم -

نصف الأمل

بقلم : عطيــة عيســوى

بالرغم من أنه لم يسفر عن حلول للعقبات التي تواجه المباحثات الفنية الرامية للتوصل إلي اتفاق مُرضِ حول سد النهضة كما كانت تأمل مصر، إلاَّ أن اجتماع اللجنة التساعية المصرية-السودانية-الإثيوبية في أديس أبابا الأسبوع الماضي انتهي باتفاق علي إجراءات جديدة لو تم الالتزام بها وبمقاصدها ولم يحدث التفاف عليها أو تفسيرها بصورة مخالفة للهدف منها فسوف تساعد كثيراً علي إنهاء الخلافات وتعطي الضوء الأخضر للمكتب الاستشاري الفرنسي لإعداد الدراستين اللتين ستحددان ما إذا كانت للسد أضرار اقتصادية أو اجتماعية أو بيئية علي مصر والسودان،وستضعان أيضاً خيارات ملء بحيرة السد وتشغيله بعد أن تتفق الدول الثلاث علي بنود التقرير الاستهلالي الذي سيسير علي هديه المكتب في إعدادهما.كما أعاد وزراء الخارجية والري ومديرو المخابرات في الدول الثلاث تأكيد التزام حكوماتهم باتفاق إعلان المباديء الموقع بين زعماء البلدان الثلاثة في عام 2015 وينص ضمن التزامات أخري علي ألاَّ تعمل أي من الدول الثلاث علي إلحاق ضرر كبير بإحداها أو اثنتين منها وعلي أن تخفف هذا الضرر أو تنهيه إذا وقع بالفعل.

  من أبرز ما اتفقوا عليه أن يتولي الرئيس الحالي للجنة التساعية،وهو وزير الخارجية الإثيوبي بحكم انعقاد أحدث اجتماعات اللجنة التساعية في عاصمة بلاده،بتزويد المكتب الاستشاري بالاستفسارات والملاحظات التي أبدتها الأطراف الثلاثة علي التقرير الاستهلالي الذي لم توافق عليه سوي مصر دون أن  يعطيه أي تعليمات مع تأكيد أن ذلك جاء بمثابة استثناء وحيد للقواعد الإجرائية لعمل اللجنة  في إجراء جماعي يشير إلي التوافق بدلاً من أن يقوم كل بلد بهذا الأمر علي حدة.وخلال ثلاثة أسابيع يقدم المكتب ردَّه علي تلك الاستفسارات والملاحظات لمناقشته في اجتماع ثلاثي بالقاهرة بحضور ممثل المكتب بعد أسبوع فقط من تلقي الرد كتابةً أي يومي 18 و19 يونيو المقبل فيما يبدو أنها مواعيد محددة لكسب الوقت وتعويض ما ضاع منه حيث كان من المفروض أن المكتب الإستشاري قد انتهي بالفعل من إجراء الدراستين خلال 11 شهراً من تاريخ توقيع اتفاق تكليفه بإعدادهما في ديسمبر 2016.  

كما تضمن الاتفاق إنشاء مجموعة دراسات وبحوث علمية وطنية مستقلة من 15 عضواً بمعدل خمسة أعضاء لكل بلد للبحث في وسائل لتعزيز مستوي التفاهم والتعاون بين الدول الثلاث بخصوص سد النهضة تشمل وضع سيناريوهات مختلفة لقواعد ملء بحيرته وتشغيله وفقاً لمبدأ الاستفادة العادلة والرشيدة من مصادر المياه المشتركة مع الأخذ في الاعتبار كل الإجراءات المناسبة لمنع التسبب في حدوث ضرر جسيم.وستعقد هذه المجموعة تسعة اجتماعات كل منها يستغرق ثلاثة أيام علي أن تعرض خلال ثلاثة أشهر، أي بحلول 15 أغسطس،ما توصلت إليه علي وزراء الري لمناقشته ليعرضوه بدورهم  علي اللجنة التساعية فيما يبدو أنها محاولة أخري للإسراع بإيجاد حلول غير تقليدية للخلافات التي عطلت عمل المكتب الاستشاري.

وزيادةً في الرغبة في توثيق التعاون أكثر ودعم الجهود الرامية لإنهاء الخلافات والوصول إلي اتفاق نهائي اتفق الوزراء علي عقد قمة ثلاثية مصرية-إثيوبية-سودانية دورية كل ستة أشهر بالتبادل في عواصم الدول الثلاث للحفاظ علي قوة الدفع الخاصة بمفاوضات سد النهضة وتوقيع اتفاقيات تعاون في مجالات أخري مختلفة تربط بين مصالحها بشكل أوثق وتذلل العقبات التي تعترض ذلك التعاون حالياً ومستقبلاً.كما اتفقوا علي إنشاء صندوق ثلاثي لتمويل مشروعات مشتركة في مجال البنية الأساسية ومشروعات تنموية داخل البلدان الثلاثة علي أن يجتمع مسئولون كبار من الدول الثلاث بالقاهرة يومي 3و4 يونيو المقبل لبحث واختيار أنسب شكل للصندوق.

 ومن هذا المنطلق، وجه الرئيس السيسي الدعوة لرئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد لزيارة القاهرة،علماً بأن استقبال الزعيم الإثيوبي وزير الخارجية ورئيس جهاز المخابرات المصريين علي هامش اجتماع اللجنة التساعية كان له تأثير علي ما يبدو في كسر جمود المفاوضات والتوصل إلي الاتفاق الجديد، حيث أكد التزام حكومته الكامل بتعزيز وتطوير العلاقات مع مصر واستكمال بناء الثقة بما فيه مصلحة الشعبين الشقيقين.وكان قد أعلن خلال زيارته الخرطوم يوم الثالث من مايو أن سد النهضة لن يلحق ضرراً بمصر وأن اتفاق إعلان المبادئ سيساعد الدول الثلاث علي تقليل التأثيرات السلبية له، في الوقت الذي قال فيه الرئيس السوداني عمر البشير إن هناك التزاما قاطعا بألاَّ تتأثر حصص مصر من المياه بسبب إنشاء السد.

  ومع أن الاتفاق الجديد قد حرَّك المياه الراكدة وأحيا الأمل في إمكانية التوصل إلي اتفاق نهائي يحافظ علي حقوق الجميع إلاَّ أنه ليس هناك ما يضمن ذلك لأنه مجرد اتفاق علي تنفيذ خطوات معينة وتحديد مواعيد لاجتماعات ودراسات قد تتم وتثمر، وقد تتأخر أوتتعطل وتفشل عند أي خلاف، مثلما حدث من قبل إما لتفسير أحد الأطراف بعض ما اتُّفق عليه بشكل مغاير للمقصود منه، أو للمماطلة في تنفيذ المتفق عليه، أو محاولة إقحام بنود جديدة لم يسبق الاتفاق عليها.ولننتظر لنري ما ستأتي به الأيام.

نقلا عن الأهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نصف الأمل نصف الأمل



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon