توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فرصة تاريخية؟

  مصر اليوم -

فرصة تاريخية

بقلم : عطيــة عيســوى

 تطور جيد أن يتم اختيار السياسى الشاب أباى أحمد كأول رئيس لائتلاف الجبهة الثورية الديمقراطية الحاكم، وأول رئيس وزراء مسلم من عرقية الأورومو فى إثيوبيا، الأمر الذى قد يتيح فرصة تاريخية لإعادة الاستقرار والمصالحة مع العرقيات التى اشتكت طويلاً من التهميش السياسى والاقتصادى والثقافى وفى مقدمتها الأورومو التى تشكل نحو 34% من السكان وقادت الاحتجاجات منذ عام 2015 رغم تشكيك البعض فى قدرته على ذلك.لكنه من المبكر جداً التيقن مما إذا كان التغيير فى قمة السلطة سيساعد على تسهيل مفاوضات سد النهضة قبل ثلاثة أيام من انعقاد الاجتماع المؤجل لوزراء خارجية مصر والسودان وإثيوبيا ورؤساء المخابرات وأعضاء اللجنة الفنية الثلاثية لوضع حلول للمشكلات التى اعترضت مباحثات اللجنة وأدت إلى توقفها منذ نوفمبر الماضى.

فالزعيم الإثيوبى الجديد واحد من مجموعة الإصلاحيين الشبان ويأمل الذين رحبوا به أن يهدِّىء اختياره ثائرة الشباب ويتيح للحكومة بعض الوقت لمعالجة المشكلات التى سببت الاحتجاجات وقُتل خلالها المئات واعتُقل الآلاف قبل أن يتم الإفراج عنهم وتخريب ممتلكات عامة وخاصة.ويعوِّل كثير من الإثيوبيين على أن يقود البلاد إلى مستقبل أفضل ويُرسى قواعد حكم ديمقراطى، حيث إنه شخصية تصالحية ذات شعبية واسعة بين الشباب داخل عرقيته(الأورومو)وعرقيات أخرى فى مقدمتها الأمهرا التى تشكل 27% من الشعب، وسبق أن نجح فى إخماد فتنة دينية بين مسلمين ومسيحيين فى إقليمه بالتعاون مع منظمات دينية ورجال دين وتحقيق مصالحة تاريخية بين أبناء الديانتين،كما أنه ذو مؤهلات أكاديمية وسياسية وعسكرية مثار إعجاب الكثيرين.وقال أحد المعارضين الذين رحبوا باختياره إنه يمكن من تصريحاته استنتاج أنه متعاطف مع المطالب الشعبية وجاءت لحظة تاريخية لتحقيقها، فى وقت قال آخر إن أمامه فرصة تاريخية لإنجاز انتقال سلمى إلى نظام ديمقراطى.وأعرب كثيرون عن اعتقادهم بأن تمتعه بتأييد واسع لدى الشباب قد يمكِّنه من تغيير الأحوال لكن عليه أن يشرع فوراً فى حوار شامل وأن يفرج عن المعتقلين السياسيين ويلغى حالة الطوارىء ويوقف احتجاز المعارضين عشوائياً ويخفف القيود المفروضة على نشاطهم وينهى تماماً خطة مصادرة أراضِ مملوكة لبعض أبناء الأورومو لحساب مشروعات استثمارية ويصلح المؤسسات للسماح للمواطنين باختيار مَن يحكمهم، وهو ما سيحل كل المشكلات التى سببت الاحتجاجات.

لكن رغم كل تلك الإيجابيات والتفاؤل الغالب على تصريحات ومشاعر المؤيدين وكثير من المعارضين هناك مَن يرون أنه قد لا يتمكن من تحقيق التغيير المنشود لأنه جاء من داخل التحالف الحاكم، حيث إنه زعيم التنظيم الديمقراطى لشعب الأورومو أحد أربعة أحزاب يتكون منها التحالف، مما يجعل من الصعب وصفه بأنه إصلاحى وأنه كان جزءاً من النظام الذى احتجوا على سياساته،كما شكك البعض فى أنه سيُتاح له الوقت والسلطة الكافيان لتنفيذ الإصلاحات التى طالب بها دعاة الديمقراطية وطالب آخرون بالانتظار حتى يشكل حكومته ليروا ما الذى يُنتظر منه وقالوا إنه ورث تحالفاً يمزقه صراع على السلطة بين أحزابه العرقية الأربعة، وبلداً لا يرضى كثيرون من سكانه عن الوضع القائم وإن وعد حكومة سلفه هيلا مريام ديسالين اصطدم بحجر عثرة عند إعادة اعتقال سياسيين وصحفيين ونشطاء على مواقع التواصل الاجتماعى بعد قليل من الإفراج عنهم.

أما عن مدى إمكانية أن يسهم تغيير النظام الحاكم فى إزالة العقبات التى اعترضت مفاوضات سد النهضة فسوف يتوقف ذلك على ما إذا كان الصقور داخل التحالف سيسمحون لأباى أحمد بهامش معقول من الحركة أم سيجبرونه على مواصلة سياسة التشدد التى انتهجتها حكومتا رئيس الوزراء الراحل ميليس زيناوى وخلَفه المستقيل ديسالين وسط مخاوف من اتخاذ حكومته من التشدد مع مصر وسيلةً لاستقطاب أكبر عدد من المواطنين حولها وصرفهم عن مشكلات داخلية بعد سنوات من تعبئتهم وراء مشروع قومى كبير يسهم فى تحسين مستوى معيشتهم ويستحق دعمهم له فيما تقرره بشأنه.كما لا يُستبعد اتهام البعض له بالتساهل فى الحقوق الإثيوبية لحساب مصر لكونه مسلماً مما قد يجعله أكثر حساسيةً وحرصاً وربما تشدداً إزاء أى تغيير فى نهج التفاوض، بالإضافة إلى أنه إذا استمرت الخلافات داخل التحالف الحاكم فقد تشغل الحكومة ورئيسها عن البحث عن حلول مبتكرة أو حتى اتخاذ قرار إيجابى حاسم فى أى اقتراح مصرى أو سودانى أو من خارجهما.

يبقى بعض الأمل فى أن تكون مباحثات الوفد الأمريكى الذى زار السودان ومصر وإثيوبيا منذ أيام حول سد النهضة وساطة حقيقية وليست عابرة لمجرد استطلاع الآراء حتى نخرج من الجمود الحالى، فبإمكان الولايات المتحدة وثيقة الصلة بإثيوبيا والتى يهمها استقرار الأوضاع أن تقنعها بعدم البدء فى ملء بحيرة السد قبل الاتفاق مع مصر وبأن تمد فترة الملء لما بعد السنوات الخمس التى اقترحتها حتى تقل كمية المياه المقتطعة سنوياً من مصر والسودان لتحجيم الضرر، وبألاَّ تُشغِّل سدها إلاَّ وفق منظومة هيدروليكية تضمن عدم تعطيل السد العالى وسدود السودان ووفقاً لنتائج دراسات المكتب الاستشارى الفرنسى.

 نقلاً عن الآهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فرصة تاريخية فرصة تاريخية



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon