توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

القس والتمساح

  مصر اليوم -

القس والتمساح

بقلم : عطيــة عيســوى

إذا لم  تتدخل أجهزة الدولة لصالح حزب ومرشح السلطة قد يحدث تغيير جذرى وقطيعة مع الماضى فى زيمبابوى غدا بانتخاب نيلسون شاميسا مرشح حركة التغيير الديمقراطي، التى قادت المعارضة فى عهد الديكتاتور المعزول روبرت موجابى وذاق زعماؤها وبعض أنصارها العذاب ألوانا،وهزيمة مرشح حزب زانو الحاكم إيمرسون منانجاجوا المحسوب على النظام البائد والمشارك فى بعض خطاياه، وتحوُّل زانو الذى هيمن على الحكم طوال 37 عاما بالترهيب والرشوة والترغيب إلى مجرد حزب لا وزن له فى الحياة السياسية.ولكثرة عدد المرشحين للرئاسة(23)قد لا تُحسم النتيجة إلاَّ فى جولة الإعادة، حيث من المرجح أن تتفتت الأصوات فى الانتخابات البرلمانية والمحلية لكثرة عدد الأحزاب المتنافسة (120) أيضا وتتعدد حالات الإعادة بين المرشحين.

  فشاميسا الملقب بالقس ينافس منانجاجوا بجدية حيث يتمتع بشعبية هائلة لدى الشباب الذين يشكلون 435% من المسجلين فى قوائم الاقتراع ولدى العاطلين الشغوفين لفرصة عمل، وسبق أن تعرض للضرب من أمن نظام موجابى أدى إلى كسر جمجمته ويأمل الكثيرون بانتخابه فى تغيير حقيقى يحسِّن مستوى المعيشة المتدهور ويوفر وظائف للعاطلين ووجبة طعام للذين طحنهم التضخم الرهيب واستحواذ سدنة النظام الحاكم على خيرات البلاد.أما منانجاجوا الملقب بالتمساح فبالرغم من أنه اختلف مع موجابى الذى أقاله من منصبه كنائب للرئيس تمهيدا لإسناد المنصب لزوجته قبل أن يتدخل الجيش ويعزل موجابى ويعيده رئيسا انتقاليا للبلاد وأن حملته على الفساد أعادت للدولة خلال ثلاثة أشهر فقط 850 مليون دولار من 14 مليارا نهبها أفراد وشركات،فهو متهم بتدبير الاعتداءات الدموية على أنصار المعارضة بعد انتخابات 2008 ومحسوب على نظام موجابى الذى أفقرت سياساته الشعب وكبتت طموحاته وقضت على مستقبل أبنائه.

وإذا سارت عملية الاقتراع وفرز الأصوات وحصر النتائج على ما يرام فسيكون التقارب وثيقا بين الأصوات التى حصل عليها الرجلان وعلى الأرجح ستجرى بينهما جولة الإعادة، وأن تحصل حركة التغيير الديمقراطى على أعلى نسبة من الأصوات فى انتخابات البرلمان تمكنها من تشكيل حكومة ائتلافية بالتحالف مع أحزاب متقاربة منها فى رؤيتها لإدارة الحكم.فمن الأمور الباعثة على التفاؤل بإجراء انتخابات حرة ونزيهة هذه المرة إدخال نظام التسجيل للاقتراع ببصمة وصورة الناخب لكشف ومنع أى محاولة للتصويت أكثر من مرة باستخدام بطاقات الموتى كما كان يحدث فى عهد موجابي، وهو ما أسفر عن نقص عدد الناخبين المسجلين بمقدار 238 ألفا عنه فى انتخابات 2013 رغم زيادة عدد السكان والناخبين بنسبة 2% سنويا.كما سمحت الحكومة لكل الأحزاب بالدعاية الانتخابية والمسيرات والتجمعات بلا إعاقة أو ترهيب ورحبت بمشاركة مراقبين من أوروبا والولايات المتحدة فى مراقبة الانتخابات للمرة الأولى منذ عام 2002، وشهدت الساحة الإعلامية وجهات نظر متنوعة.حتى الرموز الانتخابية تم حظر استخدامها فى صور حيوانات أو نباتات لارتباطها فى أذهان البعض بالسحر مما قد يثير اللغط عند التصويت.

ومع ذلك من غير المنطقى أن تتحول أجهزة دولة اعتادت على قمع المعارضين والتدخل فى الانتخابات بالترغيب والترهيب والتزوير لصالح الحزب الحاكم إلى ملائكة عادلين محايدين من أول انتخابات تُجرى بعد إزاحة الطاغية.فبالرغم من تلك الإجراءات المبشرة لم يخلُ الأمر من محاولات للانحياز للحزب الحاكم،فإلى جانب انحياز وسائل إعلام الدولة لمرشحيه تم وضع اسم مرشحه على رأس العمود الثانى من القائمة الانتخابية ليكون ظاهرا أكثر من غيره للناخب، وهو ما اعترضت عليه المعارضة التى احتجت أيضا على عدم التسلسل فى كشوف الناخبين وكيفية التحقق من شخصياتهم وعدد مراكز الاقتراع والحبر المستخدم وكيفية طباعة الأوراق الانتخابية وطرق تخزينها.كما اتهمت المعارضة اللجنة الانتخابية بالانحياز للحزب الحاكم ومرشحه للرئاسة وبالتدبير لمساعدتهما على البقاء فى السلطة فى وقت حذرت فيه لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة من ترهيب الناخبين فى الأرياف وإجبارهم على حضور التجمعات الانتخابية وتلاميذ المدارس على ارتداء قمصان عليها شعار حزب زانو وتقديم مساعدات غذائية للناخبين للتصويت لمرشحيه.

  أما عن القضايا التى تصدرت الحملة الانتخابية للمرشحين والأحزاب جميعا تقريبا ففى مقدمتها القضاء على الفساد واقتراح المعارضة تشكيل محاكم خاصة لمحاكمة الفاسدين،وتحسين مستوى المعيشة المتدهور للغالبية العظمى وتشجيع الاستثمار وإنقاذ الاقتصاد المتدهور وخفض الإنفاق الحكومى وموقف الدولة من المزارعين البيض الذين صودرت مزارعهم فى عهد موجابى وهم الأغلبية(4000)وكذلك الذين مازالوا يملكون مزارعهم ولا يتجاوز عددهم المائتين،وإقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل وهو ما وعد به شاميسا إذا فاز فى محاولة لكسب دعم دول الغرب سياسيا واقتصاديا، بينما كان موجابى يدعم بشكل تقليدى كفاح الفلسطينيين ضد الاحتلال الإسرائيلي.

  ثمن إصلاح ما أفسده موجابى وحاشيته سيكون باهظا لأنه سيحتاج لتقديم تنازلات قاسية للدول والمؤسسات التى تمادى فى عنادها والهجوم عليها، مثل تعويض المزارعين البيض عن مزارعهم المصادرة أوإعادتها إليهم وطرد آلاف السود منها وإبرام عقود إيجارية مدتها 99 سنة لأولئك الذين مازالوا فى مزارعهم مما يقضى على حلم السود فى تملك أرض أجدادهم التى انتزعها منهم المستعمرون الأوائل وورثها عنهم أبناؤهم وأحفادهم.

نقلًا عن الآهرام القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القس والتمساح القس والتمساح



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon