توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لا جديد

  مصر اليوم -

لا جديد

بقلم : عطيــة عيســوى

 لو أن الرئيس السوداني عمر البشير ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد قالا في ختام مباحثاتهما بالخرطوم الأربعاء الماضي إن نتائج الدراسات الفنية ستثبت أن مصر ليست علي حق في مخاوفها من التأثير السلبي لسد النهضة علي حقوقها المائية في مياه النيل، أو إن مخاوفها مبالغ فيها لبدت تصريحاتهما شبه منطقية،لكن أن يؤكدا أن السد لن تكون له أضرار علي مصر،وهو أمر يحدده الخبراء الفنيون وليس السياسيون،فهو قطعُ للطريق علي عمل خبراء المكتبين الاستشاريين الفرنسيين المكلفين بتحديد ما إذا كانت للسد أضرار أم لا وكيفية معالجتها إن وُجدت.كما يدعو تأكيدهما للتساؤل عن سبب موافقة السودان وإثيوبيا من الأساس علي التعاقد مع المكتبين لإجراء دراستين تتكلفان ملايين الدولارات إذا كانت النتيجة فعلا معروفة مسبقا!ولماذا لم يوافق البلدان علي التقرير الاستهلالي للمكتب الإستشاري الذي يحدد الأسس التي سيسير عليها في إجراء الدراستين مما تسبب في تعطيل عمله وفوات كامل المدة المقررة للانتهاء منهما دون إنجازهما؟.

 فقد قال البشير في مؤتمر صحفي مشترك إن حكومته تتفق تماماً مع إثيوبيا علي سد النهضة وإن حصة مصر من مياه النيل لن تتأثر بإنشائه، وتبين للخرطوم أن آثاره الإيجابية أكثر من السلبية حيث فيه مصلحة للسودان ومصر وإثيوبيا.أما رئيس الوزراء الإثيوبي فتعهد بأن تعمل بلاده علي تقليل الجوانب السلبية للسد للحيلولة دون الإضرار بما وصفها بمصالح الدول الصديقة، وقال:ليس لدينا أي نية للإضرار بالسودان أو مصر، وملتزمون بإعلان المبادئ الموقع بين زعماء الدول الثلاث في مارس 2015.

 يتضح من التصريحات أنه ليس فيها جديد عن المواقف المعلنة من قبل سوي إعادة التأكيد عليها وأن شيئاً لم يتغير رغم القمة المصرية ـ السودانية بالقاهرة قبل نحو شهر وتولِّي رئيس وزراء إثيوبي مسلم وحكومة جديدة السلطة، ورغم التزام الطرفين بضمان مصالح كل الأطراف في مياه النيل وبتحقيق الفوائد المشتركة للجميع في إشارة لمصر، فقد أكد البشير تمسك الخرطوم بإعلان المبادئ وقال:نحن ندعم السد تماما منذ أن كان فكرة، ومتأكدون من أن حصة مصر من مياه النيل مضمونة ومحفوظة،ولكن إعرابه عن أمله في(أن تتعاون مصر في مجال الأمن المائي وتجاوز العقبات التي أدت إلي توقف المسار الفني للتفاوض)فيه تحميل القاهرة مسئولية تعثر المفاوضات .ورغم قول رئيس الوزراء الإثيوبي:(لا نرغب في إلحاق الضرر بمصر لأنه من وجهة نظرنا المشروع مفيد لمصر والسودان وإثيوبيا ونعمل بكل مسئولية لتقليل أضراره)،فإن تأكيده علي التزام بلاده (بالاستخدام الأمثل لمياه النيل بما يحقق مصالح كل الأطراف)لهو ترديد لعبارة قديمة واردة في اتفاقية عنتيبي التي رفضتها مصر لأنها، ومصطلح الأمن المائي،تدعوان إلي إعادة توزيع مياه النهر بالتساوي علي دول حوضه بصرف النظر عن عدد سكان كل منها أو ما إذا كانت لديها مصادر مياه أخري كالأمطار الغزيرة والأنهار والبحيرات.فإثيوبيا مثلا يسقط عليها نحو 800 مليار م3 سنويا(نصف ما يسقط علي دول الحوض العشر من أمطار)ولديها 12 نهرا وتتساوي مع مصر في عدد السكان تقريبا.كما لا تشير اتفاقية عنتيبي إلي حصة مصر(55,5 مليار م3 سنويا)التي لم تعد كافية حتي لاحتياجاتها.

تصريحات الزعيمين جاءت قبل أيام قليلة من إنعقاد جولة المباحثات الفنية المقررة في أديس أبابا للتغلب علي العقبات التي حالت دون نجاح جولة الخرطوم التي انعقدت علي مستوي وزراء الخارجية والري ورؤساء أجهزة المخابرات مما يشير إلي أمل ضعيف في توصل الخبراء الفنيين إلي اتفاق خاصة فيما يتعلق بإدراج معاهدة 1959 التي تقسم مياه النهر عند المصب بين مصر والسودان كأحد أُسس إعداد الدراستين اللتين تحددان ما إذا كانت للسد أضرار أم لا وكيفية التغلب عليها.فبينما تطالب مصر بإدراجها في التقرير الإستهلالي حتي تلتزم إثيوبيا بعدم اتخاذ أي إجراء يؤدي إلي إنقاص حصة المياه أو تأخير وصولها بقدر لا يمكن تحمُّله نظرا لاعتماد المصريين عليها في حياتهم بنسبة 96% ترفض أديس أبابا ذلك قائلة إنها لا تعترف بتلك المعاهدة منذ توقيعها ولا تقبل بالنص عليها في التقرير كأساس لإجراء الدراستين.ويبدو من موافقة مصر علي التقرير أنه اتفق منذ البداية مع مطلبها ونصَّ بالفعل علي اعتبار معاهدة 1959 كأحد أسس إجراء الدراستين مما دفع إثيوبيا لرفضه ومعها السودان.

انتهت أمس مدة الشهر التي حددها الرؤساء للوصول إلي توافق ومازالت هناك أمور كثيرة تحتاج إلي تداول كما قال وزير الخارجية سامح شكري، مضيفا قبل أسبوعين:(رغم كل ما بذلناه لا نري تفاعلاً من الشركاء بنفس قدر الاهتمام الذي نبديه وعلي الجميع أن يعلم أن مصر لن يُفرض عليها وضع قائم أو إرادة طرف آخر..الحكومة ستواصل بوسائل عدة لديها الدفاع عن مصالح الشعب المصري في مياه النيل).كما رفضت الخارجية المصرية ما نُسب إلي وزارتي الخارجية الإثيوبية والسودانية من أن سبب فشل مفاوضات الخرطوم هو عدم جدية وعدم تعاون الجانب المصري وطرحه لاتفاقية 1959 في المفاوضات.

نقلا عن الآهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع==

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا جديد لا جديد



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon