توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

معاناة بلا نهاية!

  مصر اليوم -

معاناة بلا نهاية

بقلم : عطيــة عيســوى

 قبل الانفصال عام 2011 عاني أبناء جنوب السودان ويلات الحرب الأهلية لنحو 40 عاما قُتل فيها مئات الآلاف،وبعده لم تصمت أصوات البنادق سوي نحو سنتين وعادت تدوي من جديد ليس لأجل الاستقلال عمَّن اتهموهم بتهميشهم وسلب حقوقهم من أبناء الشمال وإنما لسعي كثير من قياداتهم للإستحواذ علي أكبر قدر من السلطة والثروة لهم ولقبائلهم وانتفاضة بعضهم الآخر للدفاع عن حقوقهم في مواجهتهم ببلد يعج بنحو 57 مجموعة عرقية.وفشلت كل الجهود في التوصل لاتفاق سلام دائم يُنهي تلك المعاناة التي تشير كل المؤشرات إلي أنها لن تنتهي في المستقبل القريب رغم تحذير الأمم المتحدة من أن البلد سيشهد أسوأ أزمة لاجئين منذ أزمة رواندا عام 1994 مع ارتفاع عدد اللاجئين إلي نحو ثلاثة ملايين بحلول نهاية العام.

فللمرة الثالثة أرجأت منظمة (إيقاد) إلي 17 مايو جولة المباحثات الثالثة التي كان من المفترض التوصل خلالها إلي اتفاق سلام شامل يتضمن وقفاً دائما لإطلاق النار واقتسام السلطة خلال الفترة الإنتقالية وإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية قائلةً إن فجوة واسعة بين مواقف أطراف الصراع مازالت قائمة وتحتاج إلي تقريب وتضييق.وكان أطراف الصراع قد وقعوا في الجولة الأولي في ديسمبر 2017 اتفاقا لوقف الأعمال العدائية وحماية المدنيين والسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلي المحتاجين إليها ولكن تم انتهاكه مرات عديدة وتبادلوا الإتهامات بذلك.وفي فبراير انتهت الجولة الثانية بالتوصل إلي إعلان مباديء والاتفاق حول الترتيبات الأمنية والمشاركة في السلطة ووقَّع عليه فصيل رياك مشار المتمرد وفصيل مَن يُسمَّون بالمعتقلين السابقين وتحالف الهيئة القومية لدعم السلام المكون من تسع حركات مسلحة وسياسية لكن حكومة سيلفا كير رفضته بدعوي أنه ينص علي معاقبة أي طرف ينتهك اتفاق السلام.

ويبدو أن حظ الجولة الثالثة من النجاح محل شك كبير،إن عُقدت أصلا،حيث تتهم الحكومة فصائل المعارضة بعرقلة العملية السياسية والإدارة الأمريكية بتشجيعهم علي ذلك لفرضها عقوبات وممارسة ضغوط عليها وبأنها تلعب علي عامل الوقت حتي تنتهي في أغسطس المقبل الفترة الإنتقالية التي نص عليها اتفاق سلام 2015 لترفض التوقيع علي اتفاق سلام شامل بدعوي أن الحكومة ستكون قد فقدت شرعيتها،كما هددت بأن خياراتها مفتوحة إذا لم يتم التوصل لاتفاق قبل نهاية أغسطس.أما المعارضة فاتهمت الحكومة بإعاقة إبرام اتفاق سلام برفضها التوقيع علي إعلان المباديء ووضعها شروطا لإشراك مشار قائد أهم فصيل مسلح معارض وبول مالونق رئيس أركان الجيش المقال الذي شكَّل حركة تمرد مسلحة جديدة في المباحثات إلاَّ إذا أعلنا نبذهما العنف وبإقالة الرئيس لدينق ألور وزير الخارجية المنتمي لمجموعة المعتقلين السابقين بعد أن أعلن أن عودته إلي جوبا من إثيوبيا مرهونة بتوقيع اتفاق سلام نهائي بينما قال متحدث رئاسي إن إقالته سببها تحريضه قوي دولية علي فرض عقوبات علي مسئولين كبار في الحكومة.كما قال هنري أودوار نائب قائد المعارضة المسلحة إن الحكومة فقدت الشرعية منذ انهيار اتفاقية سلام يوليو 2016 ووصف مالونق الذي أُقيل في مايو الماضي ما يجري بأنه مذبحة حلت ببلاده واتهم الرئيس بإقامة دولة يكون فيها الإفلات من العقاب هو النظام والحكومة بمحاباة الأقارب ونهب موارد البلاد.كل ذلك يؤكد أن الرئيس يحارب علي عدة جبهات وهذا يعمق انعدام الثقة المتبادل ويشكك في الرغبة في السلام ويطيل أمد الأزمة.

لقد نفد صبر المجتمع الدولي الذي أعرب الكثير من شخصياته عن استيائهم مما وصفوه بعدم جدية القادة الجنوبيين خاصةً الرئيس في السعي لإحلال السلام وفرضت دول مثل الولايات المتحدة عقوبات عليهم في الوقت الذي أعلنت (إيقاد) تأجيل جولة المفاوضات دون أن تُخطر الحكومة تعبيرا عن امتعاضها مما يحدث في الوقت الذي أعربت فيه المعارضة عن شكوكها في إمكانية إجراء انتخابات خلال شهرين حسبما يقضي اتفاق سلام أغسطس 2015 بإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية قبل 60 يوما من نهاية الفترة الإنتقالية البالغة 36 شهرا في أغسطس.وبالرغم من إعلان(إيقاد)عن التأجيل لما وصفته بالحاجة لتحركات دبلوماسية مكوكية لدفع المحادثات وإحداث اختراقات بين الفصائل المتصارعة وتعهد الرئيس بحل خلافاته مع معارضيه لإحلال السلام إلاَّ أن الواقع ينبيء بأن الجولة الثالثة لن يُكتب لها النجاح بسبب عمق الخلافات وعدم توقيع الحكومة علي إعلان المباديء الذي توصلوا إليه في الجولة الثانية ولعدم كفاية الضغوط الدولية والإقليمية لتحقيق الإختراق المأمول .

مؤخرا حددت لجنة تابعة للأمم المتحدة متخصصة في حقوق الإنسان أسماء 41 مسئولا من بينهم 33 جنرالا وخمسة ضباط برتبة عقيد وثلاثة حكام ولايات مشتبه في ارتكابهم جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية من بينها الإغتصاب والقتل علي أسس عرقية بين يوليو وديسمبر 2017 ووجهت اتهامات للقوات الحكومية والمتمردين بأن لديها أدلة كافية علي استهداف المدنيين علي أساس عرقي بأيدي مسلحين اقتلعوا عيون ضحاياهم وقطَّعوا أوصالهم.فهل تنجح هذه التحذيرات في الدفع نحو السلام أم تبعدنا عنه أكثر؟.

نقلا عن الآهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

معاناة بلا نهاية معاناة بلا نهاية



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon