توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

خطوة للأمام وأخرى إلى الوراء

  مصر اليوم -

خطوة للأمام وأخرى إلى الوراء

بقلم : عطيــة عيســوى

فى السنوات الأخيرة تقدمت إفريقيا خطوات واسعة نحو الحكم الديمقراطى فى دول عديدة أجرت انتخابات انتهت أحيانا بهزيمة مرشحين موجودين فى السلطة بالفعل لكن الديمقراطية لم تعرف طريقها بعد إلى دول أخرى كثيرة بل تراجعت فى أخرى كانت قد بدأت تخطو على طريقها بسبب تعلق بعض الحكام بكرسى السلطة.فبينما يُحسب للبعض عدم السعى لتزوير نتائج الانتخابات والالتزام بما اختاره الناخبون عدّل آخرون الدساتير ليرشحوا أنفسهم لدورة خامسة أو سادسة وتراجع البعض عن وعودهم بعدم الترشح مرة أخري.

    رئيس مالى أبو بكر كيتا من القلائل الذين لم يزوِّروا نتائج الانتخابات ولم يحشد إمكانات الدولة وأجهزتها ليفوز من الجولة الأولي، حيث حصل على نحو 41% فقط من الأصوات ودخل جولة ثانية ضد سومايلا سيسى مرشح المعارضة وفاز بنحو 67%،ولم يقلل من قدره اتهامات المعارضة لحكومته بالتزوير، لأن المحكمة الدستورية رفضت طعون مرشحيها قائلةً إن المخالفات لا تؤثر على النتيجة.وعما ينتظره الشعب الذى يعانى أكثر من نصفه الفقر من تحسن فى أحوال معيشته واستعادة الأمن والاستقرار، فمن المرجح ألاَّ يتحقق له الكثير، لأن الحرب على الإرهاب تستنزف إمكانات الدولة الشحيحة وعادت الجماعات الإرهابية تضرب بشدة بعد تخليص شمال البلاد من براثنها عام 2013 وامتدت ضرباتها التى تضاعفت ثلاث مرات إلى وسط الدولة وجنوبها ولايزال اتفاق السلام الذى أبرمته الحكومة مع جماعات متمردة يقودها الطوارق خارج نطاق التنفيذ لرفض جماعات متمردة أخرى التوقيع عليه، لأنه لم يلبِ بعض مطالبها التى ترى الحكومة أنها تشكل خطرا على وحدة أراضى الدولة.

  ومن الأخبار الشحيحة الباعثة على التفاؤل أيضا إعلان جوزيف كابيلا رئيس الكونغو-كينشاسا عدم الترشح لانتخابات 23 ديسمبر المقبل، منهيا بذلك تكهنات  قوية بأنه سيسعى للبقاء فى الحكم لفترة ثالثة بالمخالفة للدستور رغم أحداث العنف والاحتجاجات التى راح ضحيتها العشرات والإدانات الدولية.ورغم أن الحزب الحاكم رشح نائبه السابق المتهم بقمع قادة وأنصار المعارضة واعتقال النشطاء عندما كان وزيرا للداخلية، مما يوحى باستمرار سياسته إلاّ أن مجرد تنحى كابيلا الذى خلف والده منذ 17 عاما يمثل بارقة أمل لحدوث تغيير كما حدث فى أنجولا عندما تنحى الرئيس دوسانتوس ورشح وزير دفاعه ليضمن استمرار سياسته وامتيازات أسرته لكنه انقلب عليه وأقال ابنته وابنه من منصبيهما وسمح بالتحقيق فى وقائع الفساد خلال فترة حكمه الطويلة.كما أعلن رئيس بوروندى بيير نكورينزيزا أنه لن يرشح نفسه بعد انتهاء فترة حكمه عام 2020 بعد أن أثار تعديله الدستور شكوكا قوية بأن الهدف منه هو أن يبقى فى السلطة حتى عام 2034 إذا رشح نفسه لفترتين جديدتين بحجة عدم سريانه بأثر رجعي.وكان ترشحه لفترة ثالثة غير دستورية عام 2015 قد أشعل احتجاجات وأحداث عنف ومحاولة انقلاب  وأزمة سياسية راح ضحيتها مئات القتلى و400 ألف مشرد.ويبقى الأمل ألاَّ يتراجع هو وكابيلا عما أعلناه امتثالا لرغبة الشعب المزعومة.

  أما الأخبار غير السارة للذين ينشدون حكما ديمقراطيا فمنها إعلان بول بيا رئيس الكاميرون الذى يحكم منذ 1982 أنه سيرشح نفسه لانتخابات أكتوبر المقبل قائلا إنه يرغب فى تلبية مطالب شعبه الكاسحة بالترشح، وإذا فعل سيمتد بقاؤه فى السلطة إلى 35 عاما رغم تقدمه فى العمر(85 سنة).وكان قد ألغى عام 2008 القيود على الترشح وأتاح لنفسه دخول انتخابات 2011 رغم كل الانتقادات والمطالب بمنح الفرصة لقيادة جديدة لعلها تستطيع إنقاذ عامة الشعب من الفقر وتدنى مستوى المعيشة والخدمات، كما يواجه الآن دعوات انفصالية متصاعدة فى الإقليمين الناطقين بالإنجليزية فى غرب البلاد.وفى أوغندا فتحت المحكمة الدستورية الطريق أمام يورى موسيفينى البالغ من العمر 73 سنة ويحكم منذ 1986 للترشح لفترة سادسة عام 2021 بتأييدها التعديل الذى أجراه البرلمان على الدستور بإلغاء شرط ألاَّ يتجاوز سن المرشح 75 سنة بعد أن كان قد ألغى عام 2005 تحديد مدة الرئاسة بفترتين فقط كل منهما خمس سنوات.

 ولا يختلف الأمر كثيرا فى تشاد، حيث أقر البرلمان تعديلا دستوريا يوسع سلطات الرئيس بإلغاء منصب رئيس الوزراء ويمد فترة الحكم الواحدة إلى ست سنوات ويسمح لإدريس ديبى بالبقاء فى السلطة حتى عام 2033، فبالرغم من أنه حدد مدة الحكم بفترتين فقط إلاَّ أن عدم تطبيقه بأثر رجعى سيمكن ديبى من الترشح مرتين إذا أراد بدءا من انتخابات 2021. أما فى السودان فلانعرف بعد ما إذا كان الرئيس عمر البشير سيستجيب لقرار حزب المؤتمر الحاكم بترشيحه لانتخابات 2020، فقد أثار القرار انتقادات المعارضة التى وصفته بأنه غير دستورى ويحتاج إلى تعديل دستور 2005 الذى ينص على فترتين رئاسيتين فقط فاز بهما بالفعل عامى 2010 و2015 ودعت لمقاطعة الانتخابات.كما أن البشير الذى يحكم منذ 1989 ويبلغ من العمر 74 سنة سبق أن أعلن أنه لن يرشح نفسه لفترة ثالثة.وفى جزر القمر تم تعديل الدستور لإلغاء مبدأ تداول الرئاسة بين الجزر الرئيسية الثلاث، مما أتاح الفرصة للرئيس عزالى أسومانى للبقاء فى الحكم عشر سنوات أخري.وكان الهدف من تداول السلطة الحفاظ على وحدة البلاد وعدم إعطاء ذريعة لساسة أى جزيرة للاحتجاج والتحريض على الانفصال وما قد يترتب عليه من حرب أهلية وتخريب الاقتصاد القائم أساسا على السياحة.

نقلًا عن الآهرام القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خطوة للأمام وأخرى إلى الوراء خطوة للأمام وأخرى إلى الوراء



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon