توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ما بعد هجوم نيروبي الإرهابي

  مصر اليوم -

ما بعد هجوم نيروبي الإرهابي

بقلم : عطيــة عيســوى

لن تمر العملية الإرهابية التي نفذتها حركة الشباب الصومالية المتطرفة في قلب العاصمة الكينية نيروبي الأسبوع الماضي دون عواقب أليمة عليها وعلي آلاف اللاجئين والمهاجرين الصوماليين المقيمين في كينيا.فسوف تدفع الإدارة الأمريكية خاصةً بعد مصرع مواطن أمريكي وسائح بريطاني في الهجوم لتكثيف ضرباتها الجوية لأفرادها ومواقعها في الصومال ولزيادة التعاون العسكري مع القوات الحكومية الصومالية والجيشين الكيني والإثيوبي وربما إعادة النظر في رغبة الرئيس ترامب في خفض عدد جنوده بالصومال خصوصًا وإفريقيا عمومًا بنسبة 10% .

أما المتضرر الأكبر المحتمل مما اقترفته أيديهم فنحو 100 ألف لاجيء صومالي يتمركز معظمهم في مخيم داداب في شمال شرق كينيا، حيث من المتوقع أن تجدد الحكومة خطتها لإغلاق المخيم وإعادتهم إلي الصومال ترغيبًا أو ترهيبًا ليواجهوا خطر الجوع والمرض والموت لعدم توافر الغذاء والدواء والأمن، بعد أن كانت السلطات الكينية قد جمدت الخطة تحت ضغوط دولية وإقليمية حتي تتحسن الأوضاع في بلدهم واضطر كثيرون ممن عادوا طواعيةً بمساعدة الأمم المتحدة إلي الرجوع إلي المخيم بعد أن ثبت استحالة العيش في تلك الأوضاع.كما أن مئات الآلاف من المهاجرين الصوماليين المقيمين في كينيا منذ عشرات السنين(5% من السكان) معرضون لقمع أكبر وربما الطرد بدعوي أنهم واللاجئين في داداب يؤون متطرفين وإرهابيين نفذوا عمليات إرهابية في نيروبي والبلدات القريبة من الحدود الكينية الصومالية، وإذا حدث ذلك فستكون بمثابة كارثة لهؤلاء الأبرياء الذين رضوا بالذل مع بعض الأمان عوضًا عن المخاطرة بحياتهم إذا عادوا إلي ديارهم، حيث الصراع الدموي علي أشدِّه بين الحركة الإرهابية والقوات الصومالية المدعومة من قوت الاتحاد الإفريقي وأمريكا فضلًا عن الإتاوات التي يفرضها المتطرفون عليهم في مناطق لا يجدون فيها مَن يحميهم.

اقتحام مجمع يضم فندقا فاخرا ومكاتب إدارية في عملية استمرت 19 ساعة وراح ضحيتها 21 قتيلا وعشرات المصابين والمفقودين جاء بعد نحو ثلاثة أعوام من اقتحام جامعة جاريسا ومصرع 147 من طلابها ومن هجومهم علي قاعدة عسكرية في جنوب الصومال وقتل نحو 200 جندي كيني وبعد نحو خمسة أعوام من اقتحامهم مجمعا تجاريا في نيروبي لمدة 80 ساعة راح ضحيته 67 شخصا، بالإضافة إلي عدد من الهجمات الأقل ضررا في المناطق القريبة من الحدود مع الصومال.وربما شنوا هذا الهجوم الغادر ردًا علي مصرع الكثير من قادة الحركة وأفرادها بضربات جوية أمريكية في الأسابيع الأخيرة فضلًا عن هدفهم الدائم وهو إجبار القوات الكينية والقوات الإفريقية والأمريكية علي الانسحاب من الصومال لأنهم يعلمون أن السياحة مصدر أساسي للدخل القومي الكيني وأن هجومًا كهذا يمكن أن يضربها في مقتل.ويؤكد هجوم الحركة التي يتراوح عدد أفرادها بين 3000 و7000 فرد وفقًا لتقديرات وزارة الدفاع الأمريكية أنها مازالت قادرة علي الانتقام من كينيا داخل أراضيها مهما اتخذت من إجراءات أمنية بفضل تمرس أفرادها وتلقيهم الخبرات علي أيدي عناصر من تنظيم القاعدة الإرهابي الذي سبق أن أعلنت ولاءها له ووجود خلايا نائمة داخل الأراضي الكينية وسط أبناء الجالية الصومالية الكبيرة وتفشي ظاهرة «الرشاوي» بين أجهزة الأمن، مما يسمح بتحرك العناصر المشتبه بهم بحرية حتي يصلوا إلي أهدافهم.

العملية الإرهابية ربما تقوِّي موقف جنرالات الجيش الأمريكي المعارضين لرغبة الرئيس ترامب سحب نحو 700 من 7200 جندي أمريكي منتشرين في إفريقيا بما فيها الصومال وكينيا، حيث كشف مصدر مقرب من وزارة الدفاع قبل أيام أن عددًا منهم يفكرون في تقديم استقالات جماعية.وذكرت محطة تليفزيون(إن بي سي)الأمريكية أن ترامب يفكر في خفض الوجود العسكري في الصومال وتقليص عدد الضربات الجوية علي مواقع حركة الشباب وعناصرها، معتقدًا أنها لا تشكل خطرا مباشرا علي الولايات المتحدة بعد أن قتلت القوات الأمريكية الكثير من قادتها، رغم أنها مازالت تمثل تهديدا لحكومة الصومال ودول الجوار.وتعتبر الوزارة الحركة واحدة من أشد الجماعات المتطرفة فتكًا في منطقة إفريقيا جنوب الصحراء وقالت إنها وجهت إليها أكثر من 40 ضربة جوية خلال 2018.وبعد أن أعلنت الوزارة في نوفمبر الماضي أنها ستخفض قواتها المكافحة للإرهاب في إفريقيا خلال السنوات الثلاث المقبلة لتركز علي التهديدات القادمة من روسيا والصين واستبدالها بتقديم المشورة ومعلومات الاستخبارات للجيوش الوطنية أوضح مسئول أمريكي أن عمليات مكافحة الإرهاب في دول مثل الصومال وجيبوتي ستبقي علي ما هي عليه تقريبا وأن خفض عدد الجنود يمكن أن يشمل دولًا مثل كينيا والكاميرون ومالي.

ضربة (الشباب) الجديدة والحديث عن خفض القوات الأمريكية في الصومال وبقية إفريقيا سبقهما نشرُ دراسة لمعهد الدراسات الإستراتيجية والدولية في واشنطن خلصت إلي أن عدد المسلحين المتطرفين في العالم تضاعف أربع مرات عما كان عليه قبل هجمات 11 سبتمبر 2001 فأصبح 230 ألفًا منتشرين في 70 دولة مقارنةً بنحو 80 ألفًا قبل أن تشن واشنطن في أعقابها حربًا عالمية علي الإرهاب.وأكدت الدراسة فشل سياسة مكافحة الإرهاب الأمريكية في احتواء انتشار الفكر المتطرف وقالت إنها أدت إلي تفاقمها، حيث اعتبرت الجماعات المتطرفة الولايات المتحدة ومعظم حلفائها الغربيين أعداءً.وذكرت أن الجماعات المتطرفة ازدهرت في بلاد تعاني مشكلات ضعف أنظمة الحكم والانقسامات الطائفية وهي مشكلات لا يستطيع الخيار العسكري حلها وأن علي السياسة الغربية مساعدة الأنظمة التي تواجه الإرهاب وحل المشكلات الإقتصادية والطائفية، التي تستغلها الجماعات المتطرفة، مؤكدةً أن رد واشنطن العسكري علي تلك الجماعات لا يعالج السبب الحقيقي للتطرف وإنما يركز علي أعراضه.

نقلًا عن الآهرام القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما بعد هجوم نيروبي الإرهابي ما بعد هجوم نيروبي الإرهابي



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon