توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«الواد بلية» وشهادته العالية

  مصر اليوم -

«الواد بلية» وشهادته العالية

بقلم - هالة العيسوي

يتجدد الحديث كل فترة عن تطوير التعليم الفني وربطه بسوق العمل وتأهيل الخريجين لإتقان مهارات الصناعات والحرف بشكل يضمن للشباب فتح مجالات التوظيف والعمل. بمناسبة العام الدراسي الجديد قرأت تصريحات لنائب الوزير للتعليم الفني شعرت معها بابتعاد المخططات النظرية عن الواقع أو عدم كفايتها. والمتابع للأداء الحكومي مع الوزارات المتعاقبة وعلي مدي السنين يشعر اننا نحكي في المحكي ونعيد انتاج العجلة. نفس الكلام كل سنة عن مدارس التعليم الفني والورش في المصانع والشركات ونفس الكلام عن توفير الوظائف بعد التخرج، ويشعر المتابع بعدم التواصل والبناء علي ما بدأه السابقون. قبل ثلاثة عقود تقريبا كان هناك مشروع مبارك كول للتعليم الفني وكانت تجربة فريدة لا ندري كيف انتهي بها الحال وما مصير خريجيها.

أقطن أمام مدرسة ضخمة للتعليم الثانوي الصناعي، في بعض الأحيان أشاهد سيارات النقل وهي تحمل مقاعد مدرسية من انتاج المدرسة. المشهد في عمومه كان باعثا علي سعادتي لأنه يعني ان هذا المبني لم يقتصر علي كونه معهدا تعليميا إنما اصبح مكانا منتجاً يوفر لوزارة التعليم المقاعد المطلوبة للمدارس الأخري وقد يوفر للجهات الحكومية الأخري ما تحتاجه من منتجات متنوعة وانه يصقل المهارات العملية لطلابه ويوظف قدراتهم فيما يفيدهم. كنت اقول في نفسي هكذا يجب ان يكون التعليم الفني. لكن الصدفة البحتة أوقفتني علي الحقيقة ففي حوار مع احد طلاب المدرسة أوشك علي التخرج اكتشفت انه لا يستطيع دق مسمار وانه يتلقي دروسا خصوصية (!) لكي ينجح وانه لا يحصل علي أي تدريب عملي حقيقي وان هذا الإنتاج الذي أراه يقوم به المدرسون وهم الذين يحصلون علي ريعه، وكل ما يساهم به الطلاب هو نقل المواد الخام او تحميل المنتج علي السيارات بلا أي خبرة عملية ولا مهارة مكتسبة أو استفادة ولو كانت بضع درجات تضاف إلي مجموعهم النهائي.

ولو تأملت الواقع ستجد ان معظم الحرفيين في بلدنا ليسوا مؤهلين ولم يحصلوا علي أي قدر من التعليم الذي يهيئهم للحرفة التي يقومون بها ومعظمهم بدأوا السلم في طفولتهم من المتسربين من التعليم وتعلموا الحرفة او الصنعة علي يد »الأسطوات»‬ الذين استقوا الصنعة بدورهم ممن سبقوهم أو من أهاليهم أبا عن جد. هؤلاء يرفعون شعار »‬العلم في الراس مش في الكراس» وغالبا يقتقر عملهم إلي الدقة ويكلفون العميل تكاليف باهظة بسبب اهدار الوقت وتكرار العمل لعدم اتقانه.

ومؤخراً ثارث قضية إغراق السوق بالعمالة السورية في مختلف الحرف وتفضيلها علي العمالة المصرية نظراً لإتقان العمل ودقة التشطيب والالتزام بالمواعيد وحسن المظهر والسلوك مع الأمانة وعدم المغالاة في الأسعار بشكل يريح الزبون ويطمئنه إلي العامل الذي يدخل بيته. وقد أدي هذا إلي وقوع مشاحنات نتيجة المنافسة التي اعتبرها المصريون مزاحمة لهم في رزقهم.

لقد آن الأوان للتعامل مع الحرف والمهن اليدوية بشكل أكثر عملية مع مراعاة ان المصانع والشركات لا تستوعب خريجي التعليم الفني بالكامل وانهم يتوزعون علي الورش او مشروعاتهم الخاصة المنتشرة في الشوارع من اصلاح الكترونيات او سيارات او سباكة ونجارة وحدادة. فلماذا لا يشترط علي كل ورشة حصول عمالها علي ترخيص مزاولة مهنة كما يحدث مع السائق او صاحب الصيدلية الذي يجب ان يكون احد خريجي كلياتها ولا يكتفي باستوظاف احد خريجي الكليات العملية، بحيث يتلقي العامل او الصنايعي قبل الترخيص ولو فصلا دراسيا يضبط عقله ويمده باللبنة العلمية الأولي للحرفة التي ارتضاها لنفسه أو يجتاز امتحاناً يؤهله لممارسة الحرفة بحيث لا تخضع الصنعة للتجربة والخطأ ويستعيد حرفيونا سمعتهم من جديد..

نقلا عن الاخبار القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«الواد بلية» وشهادته العالية «الواد بلية» وشهادته العالية



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon