توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إهانة رموز الأمة

  مصر اليوم -

إهانة رموز الأمة

بقلم - هالة العيسوي

بعيداً عن الجدل الدائر الآن حول قانون عقوبة إهانة رموز الأمة المقترح وحول تحديد هوية هذه الرموز ومن الذي له الحق ولديه القدرة علي تقييم الشخصيات وإدراجها في قائمة الرموز من عدمه، اعتملت في نفسي عدة تساؤلات أثارها منشور علي الفيس بوك لصديقتي وزميلتي العزيزة ناهد حمزة وهي تتأمل أعمال الهدم الجارية الآن في منطقة مثلث ماسبيرو ومنطقة أبو العلا وتتذكر المعالم الرئيسية للمكان التي أصابها الهدم وانمحت من علي وجه الأرض؛ معالم ارتبطت في ذاكرتها طوال فترة مرورها اليومي في هذا الشارع في طريقها إلي الجريدة علي مدي خمسين عاما.

تساءلت تري هل فكر شخص أو جهة ولو بمبادرة فردية في تصوير وتوثيق معالم المكان قبل إزالته؟ التوثيق الذي أقصده تصوير فوتوغرافي وفيديو وفي أوقات متفرقة من اليوم والسنة. فملامح الشارع في الصباح الباكر وأيام الإجازات تختلف تماماً عنها في أيام العمل العادية.

ي الأولي كان الشارع يخلو من المارة ومن وسائل النقل ومن الباعة الجائلين ومن إشغالات الرصيف التي تقوم بها محلات الملابس المستعملة ليبدو بهاء الشارع وشخصيته رغم شيخوخته البادية تكون لديك الفرصة لتأمل المعمار القديم ودقة مشغولاته وزخارفه وفي الأوقات الثانية تتبدي كل تجليات العشوائية الخانقة والصادمة. كنت أتمني أن يكون هناك مثل هذا التوثيق لنتذكر إن أمد الله في أعمارنا أو لتتعرف الأجيال الجديدة والقادمة علي ما كان عليه الشارع في السابق. ذاكرتي البصرية تحتفظ بلافتة محل الساعات العتيق س.هنهيات الذي تأسس عام 1863، ولافتة البار المتواضع كان يؤمه صنايعية المكان، ربما اختلف حاله وحال رواده عن زمان وربما كان له عصر ذهبي تتباهي به مخيلة أصحابه.

الشاهد أننا حين نناظر الأفلام السينمائية القديمة نفاجأ بمشاهد لأماكن أو معالم مهمة تختلف عما هي عليه في حينه. تذكر فيلم الوسادة الخالية ومشهد شارع الحجاز ومترو مصر الجديدة مع لبني عبد العزيز وعبد الحليم حافظ، وحديثا نسبيا فيلم شقة مصر الجديدة ومشهد شوارع الحي والمترو العجوز الذي كان من معالمها. تذكر فيلم غروب وشروق ومشهد سعاد حسني في عمارة الشباب بالزمالك التي ماتزال قائمة حتي الآن ولله الحمد. وفيلم معبودة الجماهير وغيره من الأفلام القديمة التي صورت دار الأوبرا التاريخية التي تعرضت للحريق وباتت كأن لم تكن ولا دليل علي وجودها سوي مثل تلك الأفلام وقام بدلا منها جاراج متعدد الطوابق يمثل دليلا علي انحطاط الذائقة العامة ونموذجا صارخا للقبح المعماري.

شكل ميدان التحرير نفسه اختلف عشرات المرات في الحقب التاريخية المتوالية ودليل ذلك الوحيد هو تسجيلات السينما والفيديو المختلفة.

سؤالي التالي: ما هو المقصود برموز الأمة؟ هل يقتصر المعني علي الشخصيات أم المعالم أيضا؟ أليست أهرامات الجيزة رمزا لمصر وبرج القاهرة أليس رمزا للعاصمة؟ شجرة مريم بالزيتون أليست من معالم رحلة العائلة المقدسة؟ منازل عظماء الفن والأدب والثقافة أليست رموزا ودلالة حاضرة علي مدي تمسكنا بقيمنا وإجلالنا لقوتنا الناعمة؟ ألا يعتبر ما حدث لمنزل أم كلثوم إهانة لها ولرمز من رموزنا؟ أليس من الواجب الحفاظ علي ما تبقي من تراثنا ولو بالتوثيق؟. ثمة طرز معمارية لم تعد مستخدمة لكن مجرد وجودها يدل علي الحقب التاريخية التي استخدمت فيها ويشير إلي تواريخ بناء الأماكن. الكثير من ممارساتنا ينطوي علي إهانة لرموز الأمة من معالم وحجر وشجر وليس فقط البشر.

أظننا ندين بالفضل للحملة الفرنسية التي وثقت بالرسوم لشكل مصر في ذلك الزمان ولولا كتاب وصف مصر ما كنا عرفنا أو تخيلنا أشكال أجدادنا ولولا جداريات الفراعنة ما كنا عرفنا سيرة حياة هؤلاء العظماء الذين نتمسح فيهم ونباهي بهم وبآثارهم الأمم وهم منّا براء.
أتمني أن أسمع أو أعرف عمن اهتم بتسجيل معالم شارع 26 يوليو (فؤاد سابقا) ومنطقة أبو العلا لنحيي ذاكرة الأمة بدلا من إصابتها في مقتل، وإن لم يوجد هذا الشخص أو الجهة أتمني علي كل فنانينا ومخرجينا القيام بمبادرات فردية لتسجيل الأماكن المهمة قبل أن يصيبنا فيروس العولمة ويمحو كل ذاكرتنا وقاعدة البيانات المحفورة في عقولنا في عملية »ديليت»‬ ممنهجة.

نقلا عن الاخبار القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إهانة رموز الأمة إهانة رموز الأمة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon