توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أوكازيون الدواجن الاضطرارى

  مصر اليوم -

أوكازيون الدواجن الاضطرارى

بقلم ـ أحمد الصاوي

قبل سنوات وسنوات حين كان لنادى «غزل المحلة» لكرة القدم فريق مرعب يخشاه الجميع، خصوصاً على ملعب شركة مصر للغزل والنسيج التاريخى، كنت أشاهد مباراة بين زعيم الفلاحين ونادى الزمالك، فى وقت كانت جماهير المحلة لا تقبل الهزيمة وتطمح فى الفوز على أى فريق. وقتها تقدم الزمالك بهدف حتى اقتربت المباراة من نهايتها، وتحمل الجهاز الفنى للفريق سيلاً من الشتائم المفزعة من الجماهير الغاضبة من الهزيمة، لكن الفريق المحلاوى نجح فى تسجيل هدف التعادل، وقبل أن ينتهى الوقت الأصلى أضاف الهدف الثانى، ما جعل مدرب الفريق يستدير للجماهير التى كانت تسبه قبل دقائق، ويرد عليها بكل ثقة وعنجهية وهو يتهمها بعدم الفهم فى كرة القدم، ولسانه يصرخ: «دى كانت خطة يا جهلة»!!

ما علاقة هذه الحكاية عن كرة القدم بالدواجن التى انخفضت أسعارها فجأة وبنسبة كبيرة جداً فى وقت لم يشهد المصريون فيه أى انخفاض فى سعر أى سلعة صعدت لأى سبب حتى لو كان تلافى الأسباب المعلنة لغلائها سابقاً؟

العلاقة أن الحكومة حاولت أن تفعل مثل مدرب الكرة، وتدعى أن خفض أسعار الدواجن يمثل نجاحا لخطة حكومية ما تستهدف تخفيف العبء عن كاهل المواطن المطحون وما إلى ذلك من كليشيهات متداولة.

هل كان إذاً فى الأمر خطة؟ وهل قامت الحكومة فجأة بإغراق سوق الدواجن وبيع سلعة بأقل من تكلفتها وتحمل الفارق دعماً للمواطن، وسعياً لضبط الأسواق وتطويع الأسعار المنفلتة وترشيدها.

الحقيقة أننى أتمنى كما يتمنى كل مواطن أن يكون لدى الحكومة سياسة كتلك، لكن البيانات الحكومية التى خرجت للرد على شائعات ومحاولات اصطياد وتسييس، ربما ردت على المتربصين لكنها أيضاً نفت من حيث لا تدرى أن يكون الانخفاض حاليا جزءا من خطة أو منهج، وإنما مجرد مصادفة اضطرارية، دفعت «تاجراً» حتى لو كان الحكومة ذاتها لطرح بضاعته بأقل من تكلفتها إنقاذا لما يمكن إنقاذه من ثمنها، لأن تلك البضاعة التى كانت قيمتها قبل شهرين وثلاثة 27 جنيهاً، وأصبحت اليوم 15، ستكون صفراً بعد شهر واحد على الأكثر.

وأنت تقرأ الموضوع- الذى لا يخلو من فوائد- ستجد مجموعة من الحقائق بعيداً تماماً عن أرقام المنتجين والمستوردين وجدل أصحاب المصالح والأطراف المختلفة.

أولاها أن الحكومة استوردت شحنة كبرى من الدواجن قبل أشهر تنتهى صلاحيتها فى مارس القادم، وطرحت جزءا منها بهامش ربح بسيط فى المجمعات الاستهلاكية والأسواق بسعر يتراوح بين 25 و27 جنيهاً للدجاجة الكيلو معفاة من الجمارك، هنا عملت الحكومة كما تقول على سد الفجوة بين الإنتاج المحلى والاحتياج، لكنها استخدمت قدراتها فى سد العجز وليس ضبط السعر، بدليل أنها لم تبع الدجاجة بأقل من تكلفتها، ولم تتحمل عن المواطن أى فوارق فى التكلفة باستثناء حرمان الخزانة العامة من رسوم الجمارك على هذه الشحنة.

لماذا لم تطرح الحكومة كل الشحنة مرة واحدة فتخلق عرضاً كبيراً يوازن الطلب أو يزيد عليه؟

لأن ذلك يعنى إغراق السوق وبالتالى انهيار الأسعار، والإضرار ليس فقط بالمنتجين المحليين، وإنما بالاستثمار الحكومى ذاته الذى سيتكبد خسائر كبيرة فى هذه الصفقة، حتى لو كان الأمر سيصب فى مصلحة المواطن الذى سيحصل على سلعة رخيصة وجيدة.

ما هو المتغير الذى حدث إذن؟

أن الوقت داهم «التاجر- الحكومة» واكتشف أن ما بقى من شحنته صلاحيته قاربت على الانتهاء، وبالتالى تحتاج إلى تصريف سريع، وهذا التصريف السريع لا يمكن حدوثه بغير خفض السعر بشكل جاذب وتحمل جزء من الخسارة، بدلاً من تحمل خسارة كاملة فى أول مارس حين تنتهى الصلاحية وتصبح كل دجاجة بقيت فى هذه الشحنة بلا قيمة.

لكن لأنها الحكومة وتملك أبواقاً إعلامية ودعائية يمكن لها أن تقدم الأمر باعتباره مواجهة حكومية شجاعة لغول الأسعار، وتفكيكا للاحتكارات، وضربا للتجار الجشعين، وما إلى ذلك من عبارات حماسية سياسية ترويجية يمكن أن تخفى الأسئلة المهمة التى تستحق أن يجيب عنها الدكتور على المصيلحى، وزير التموين،

فالاعتراف بأن هذا الخفض مؤقت، لحين انتهاء الشحنة أو انتهاء صلاحيتها، خير من ترسيخ اعتقاد لدى المواطن بأن الحكومة تملك خفض الأسعار بهذا الشكل ولديها آليات لم تستخدمها ولا تستخدمها ولن تستخدمها مستقبلاً، كما تفتح هذه المناسبة الباب لمناقشة ثقافة التخزين عند المصريين، التى تستحق من الحكومة جهداً توعوياً لتغييرها باعتبارها مسؤولة عن قدر من الارتفاع فى الأسعار، أثبتت تجربة الدجاج أن انعدام فرصة التخزين يمكن أن تجبر الحكومة ذاتها على بيع الغالى رخيصاً!.

نقلا عن المصري اليوم القاهرية

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أوكازيون الدواجن الاضطرارى أوكازيون الدواجن الاضطرارى



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon