توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

من يحتاج التسريبات؟!

  مصر اليوم -

من يحتاج التسريبات

القاهرة - مصر اليوم

قبل أن تقرأ عن تسريبات نيويورك تايمز والجدل حولها لابد أن تعرف حقيقة واحدة.

المسألة مثل غيرها خاضعة لاستقطاب حاد جدا يبتعد بأى قضية عن نقاش موضوعى يمكن أن يؤدى للوصول لأى نتيجة تكتسب مصداقيتها من عدم تلونها بلون أحد جناحى الاستقطاب وتعبيرها عن الحقيقة.

هذان الجناحان لا أحد يمكن أن يغير، وبسهولة، قناعاتهما أو كبرهما المتمادى، مهما جرى.

بين الفريقين كر وفر، وعلى أساسه يتموضع الواحد فيهم دفاعا وهجوما، ففى واقعة التسريبات الأخيرة انبرى المدافعون ومنذ اللحظة الأولى لاعتبار ما جرى مؤامرة، بعضهم ذهب إلى ضلوع نيويورك تايمز فيها، ودلل على عدائها لمصر، والبعض الآخر دافع عن النظام والصحيفة الأمريكية معا، بالقول إن الصحيفة تعرضت للنصب من عناصر إخوانية.

فى المقابل، ذهب المهاجمون فورا إلى اعتبار أن صوتا مجهولا لشخص مجهول الهوية يمكن أن يكون ممثلا لمصر وسياساتها الرسمية ويمكن أن تفهم منه حقيقة مواقفها الرسمية واتجاهاتها، غير اعتبار أن إعلاميين لهم كل الاحترام لكنهم ليسوا فى منطقة التأثير والانتشار الكافية، يمكن أن يوجهوا رأيا عاما ويدفعوه للانحراف عن فطرته الأخلاقية قبل السياسية والدينية والتاريخية، بتأييد عروبة القدس وحقوق الفلسطينيين فى وطنهم ودولتهم.

دعك من قبولك بسياسات هذا النظام أو رفضك لها، وانظر بطريقة الحساب (واحد زائد واحد).

لديك مواقف معلنة تعبر عن الدولة المصرية ومؤسساتها، عبر شخوص معتبرة ذات حيثية واضحة ومعلنة فى شأن القدس، منها رئيس الدولة الذى عبر عن رفض البيان الأمريكى والدبلوماسية المصرية التى انخرطت قطعا برضا الرئاسة فى كل الفعاليات الدولية والإقليمية والعربية حول القدس، بدءا من مجلس الأمن وحتى الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامى، غير موقف الأزهر الشريف القوى، بدءا من بيانه الرافض وإلغاء مقابلة نائب الرئيس الأمريكى والمؤتمر المزمع عقده فى رحاب الأزهر خلال أيام لدعم القدس، وموقف الكنيسة القبطية المشارك فى التضامن بذات القوة، والجامعات والفعاليات والشارع.

ولديك حديث لشخص مجهول يقال إنه ضابط فى جهة سيادية يلمح لإمكانية القبول بذهاب القدس مقابل حل نهائى للفلسطينيين حسب المنشور عن التسريبات.

كيف يمكن إذاً لصحيفة محترفة ومهنية وكبرى، وكيف يمكن لعقل أن ينسب للدولة المصرية موقفا من قضية أساسية، من تسريب غامض، وليس من عشرات المواقف المعلنة من ذوى الحيثية؟

هذا جانب مهم من الصورة غير جوانب مهنية أخرى جعلت الصحيفة الأمريكية تستسهل نشر التسريب كما هو دون أن تضيف عليه أى جهد تحرٍّ أو تحقق، وتتبنى مضمونه كما لو كان موقفا رسميا ووحيدا للدولة المصرية.

على جانب آخر، لا يمكن اعتبار التسريب بلا قيمة على الأقل فى فهم آلية إدارة الإعلام فى هذه الفترة، واتساق مضمونه مع مواقف أخرى سابقة، ومع المعلن من دخول أجهزة سيادية مجال الاستثمار فى الإعلام وبنائها أذرعا استثمارية للاستحواذ على المساحة الأكبر من الإعلام المحلى، لأن كلا الاحتمالين يدعم هذا الفهم، فلو كان لهذا الضابط المزعوم وجود أو كان منتحلا لصفة فالتجاوب معه ربما يثبت اعتياد بعض الإعلاميين على تلقى توجيهات كان يمكن فهمها لو كانت فى إطار عملية نقاش وجمع معلومات واستبصار مواقف يديرها الإعلامى وليس مجرد إملاءات من رئيس لمرؤوسيه. والتفكير فى أن نصف الإعلام الآخر الذى يهتم بمصر وأغلبه خارج مصر تستحوذ عليه أيضا جماعات، ويتلقى أيضا تمويلا ورعاية واضحة من دول بعينها بما يعنى أنه لا فوارق حقيقية فى إدارة هذا الإعلام وذاك.

النقاش الجاد يغيب وسط مناخ الاستقطاب والاصطياد والتسخين، ويؤثر حتى على الجادين فى الخروج من هذا الهرى بطرح قضايا جادة تخص الإعلام والسياسة معا.

لا أحد يحتاج للتسريبات.. فلا أحد يسعى فى هذا البلد ليعرف الحقيقة، وكل طرف يريد فقط دعم مواقفه الثابتة، وخطورة هذا الاستقطاب الحاد أنك لو افترضت أن السيسى على سبيل المثال فى باحة المسجد الأقصى يقاتل بسيفه دفاعا عن حق العرب فى القدس، فلن يقنع ذلك خصومه أنه لم يفرط فى القضية، وسيبدعون فى ادعاء أن قتاله تمثيل وتضحياته متفق عليها مسبقا!.

ولو افترضت أنه فى القدس يرفع العلم المصرى على مقر السفارة المصرية لدى إسرائيل، فلن يقنع ذلك مؤيديه بأنه فرط فى القضية، وسيجتهدون فى التبرير وإقناعك أنها خطة لوضع الأقدام المصرية فى القدس تمهيدا لتحريرها!.

بالله عليك كيف لأصحاب العقول أن يجدوا فرصة للتفكير أو طرح وجهة نظر منطقية فى مثل هذا المناخ؟!.

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من يحتاج التسريبات من يحتاج التسريبات



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon