توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لا نفرق بين شهيد منهم

  مصر اليوم -

لا نفرق بين شهيد منهم

بقلم : أحمد الصاوي

 قبله كان طابور الشهداء منتظماً حتى عمق تاريخ هذا البلد، ومن بعده واصل الطابور انتظامه، فيما يتأهب كثر لحجز أماكنهم، ليبدو الطابور جسراً تعبر به الأجيال دائماً نحو المستقبل، ويعبر معها الوطن مكملاً رسالة بقائه ووجوده وارتكازه على تلك الأرض.

فى يوم الشهيد، تتذكر الصحف ووسائل الإعلام الفريق عبدالمنعم رياض، الذى استُشهد فى مثل يوم أمس قبل خمسة عقود على جبهة القتال، متصدراً الصفوف فى قلب المواقع الأمامية، وهو قائد الجيش الأهم، الذى تنحصر مهمته فى التخطيط وتحريك الجنود والضباط على الأرض، فإذا به يموت فى وسطهم على مرمى بضعة أمتار من خطوط العدو.

بعد ذلك بسنوات كان قائد أعلى يحتفل بانتصاره وانتصار بلاده وجيشها، فوقف مواجهاً للغدر بصدر مفتوح خالٍ من قميص واقٍ، فنال الشهادة، ربما ليتحدد بوضوح من خلال مسيرة القائدين مصدرا الخطر والتربص، اللذان يحيقان بهذا الوطن، ويجدر أن نبقى دائماً منتبهين لهما، سواء كان العدو قادماً من الخارج يستهدف الأرض والإخضاع، أو ذلك المتوغل من الداخل يستهدف كذلك إخضاع مَن على الأرض.

طوال مسيرة وطنية طويلة لهذا الجيش لم يبخل على بلاده بقائد أو ضابط أو مجند، وطوال ذات المسيرة لم يبخل الشعب على بلاده بتضحيات وشهداء تحملوا كذلك كل خطر، وصعدت أرواحهم مع تلك الأرواح الحية عند ربها، شيوخاً وشباباً ونساء ورجالاً وأطفالاً، عمالاً ومهندسين وموظفين وتلاميذ ورجال شرطة، ربما سجلتهم سجلات الحروب فى تلك التوقيتات أرقاماً للضحايا، لكن الشهادة ومعناها وما فيها من تضحية تبقى قائمة ومتجسدة.

ومع دخول مسيرة هذا البلد مرحلة مواجهة العدو المتخفى فى الداخل، قدم هذا الشعب فى مراحل أولى من رجال شرطته وأبنائه المدنيين الكثير من الشهداء، مجندين وضباطاً وعناصر شرطية، قضت أجمل سنوات العمر تطارد الخطر القاسى فى مزارع القصب بالصعيد وفى الصحراوات المتاخمة لشريط النيل وفى قلب المناطق الشعبية، خلال فترة لم تُسجَّل بعدُ بنزاهة تضحياتها وجهدها، امتدت فى عقدى السبعينيات والثمانينيات حتى أوائل التسعينيات، وفى هذه المدة كان الشهداء المدنيون كذلك يواجهون مصائرهم القادمة من حقائب مجهولة على المقاهى أو فى محطات الأتوبيس، لم تكن هناك فوارق فى العدو والاستهداف والمصير بين الشيخ «الذهبى» والعميد شكرى رياض والدكتور «المحجوب» والطفلة «شيماء».

تماماً كما كان العدو واحداً والاستهداف والمصير بين رجال الجيش والشرطة فى مواقع كثيرة بسيناء والصحراء الغربية، ومعهم المستشار هشام بركات و«قويدر»، ابن سيناء، والطفل «فارس»، ابن البواب، وأسماء كثر تعددت فيها الخلفيات المهنية والاجتماعية للشهداء.

فى يوم الشهيد، آن لنا أن نتذكر صاحب كل تضحية وكل مَن أدى واجباً كان ثمنه حياته، وكل مَن دفع حياته ثمناً لانتفاض هذا البلد ضد ما يحيق به من خطر، وإذا كان البرلمان قد انتهى من قانون رعاية أسر الشهداء دون أن يفرق بين شهيد عسكرى وشهيد مدنى، أتمنى أن يمتد أثر القانون الطيب إلى كل الشهداء، غير مقتصر على حقبة السنوات السبع الأخيرة.

وإذا كان لى أن أقترح مع هذا القانون، فالأهم هو إطلاق مؤسسة رسمية للشهيد، تتولى الحصر والتسجيل والتوثيق والتنسيق والمتابعة وتوجيه الدعم، تماماً كجمعية المحاربين القدماء وضحايا الحرب.

هذا وطن غنى بشهدائه السابقين، وبالجاهزين للحاق بمَن سبقوهم، مُقبِلين غير مُدبِرين، وأضعف الإيمان أن نتذكرهم كلهم ونخصهم بالدعم والتكريم والتأبين والدعاء، لا نفرق بين أحد منهم، وهم جميعاً عند ربهم يُرزقون.

نقلاً عن المصري اليوم القاهرية

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا نفرق بين شهيد منهم لا نفرق بين شهيد منهم



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon