توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فرنسا فتحت ملف الرئاسة اللبنانية والرئيس في سنته الأولى

  مصر اليوم -

فرنسا فتحت ملف الرئاسة اللبنانية والرئيس في سنته الأولى

بقلم : هدى الحسيني

 خلال شهر واحد شهد لبنان واحدة من أهم الدرامات السياسية في تاريخه الحديث، فهزت نظامه السياسي الهش، وذكّرت الجميع بأن الاستقرار في هذا البلد ليس مضموناً بأي حال من الأحوال. استقال رئيس الوزراء سعد الحريري، انتقد إيران و«حزب الله»، عاد عن استقالته بعد لقائه رئيس الجمهورية ميشال عون، توقف في مصر وفرنسا وقبرص، ثم لبى دعوة رسمية من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

ليس من قبيل المصادفة الدور الذي لعبته فرنسا في هذه الأزمة، فهي كانت ستلعبه بغض النظر عمن هو رئيس الوزراء. إنها واحدة من أكبر المستثمرين في لبنان، في عام 2015 صدّرت فرنسا ما يعادل نحو مليار يورو من البضائع إلى لبنان، وهناك ما لا يقل عن 100 شركة فرنسية تعمل في لبنان في مجال تطوير التكنولوجيا الزراعية، والطاقة، والخدمات المالية، وفي الأسابيع الأخيرة تولت شركة «توتال»؛ أكبر شركات النفط الفرنسية، قيادة تجمع يضم شركتي «إيني» الإيطالية و«نوفاتك» الروسية، ومفاوضة الحكومة اللبنانية، وبعد منحها التراخيص الأسبوع الماضي أعلن المسؤولون اللبنانيون أن «لبنان دخل مجال إنتاج النفط، وسيكون عضواً في منظمة (أوبك)، رغم أننا ما زلنا في الخطوات الأولى البطيئة». هذه الشركات فاوضت الحكومة اللبنانية بهدف استخراج الغاز من قاع البحر في المياه الإقليمية اللبنانية.

إن لفرنسا مصلحة ثابتة في الحفاظ على الاستقرار في لبنان واستعادة التوازن السياسي للسلطة التي كانت، ولو ظاهرياً، قائمة قبل الاستقالة. وعلاوة على الخطر الذي تشكله على الأصول الفرنسية الاقتصادية الحالية والمحتملة في لبنان، يعرف الفرنسيون جيداً أن الاضطرابات في النظام السياسي اللبناني يمكن أن تدمر اقتصاد لبنان، مما يؤدي إلى موجة أخرى من اللاجئين تتوجه نحو أوروبا، ولن تضطر فرنسا إلى استيعاب آلاف اللاجئين فحسب، لكن من المؤكد أن نفترض، أنها ستتحمل وطأة تكلفة إعادة تأهيل لبنان.

لهذا وجد الرئيس الفرنسي نفسه يعمل بحماس خلف الكواليس لإيجاد حل للأزمة التي نجمت عن الاستقالة المفاجئة، وعلى الرغم من بعض التوتر الذي ساد العلاقة السعودية - اللبنانية وأجبر ماكرون على التحرك، فإن ذلك يعمل لصالحه. فمنذ توليه منصبه، كان يحاول أن يضع نفسه لاعباً بارزاً ومؤثراً في المجال الدولي، بوصفه صاحب سلطة في أوروبا، مثل وقوفه إلى جانب ألمانيا في المواقف المتشددة من بريطانيا، وخارجها. لذلك قرر أن يقوم بزيارة غير متوقعة إلى المملكة العربية السعودية ليكتشف أن نظاماً جديداً صار قائماً هناك وثابتاً، ثم أرسل كبار مستشاريه إلى الرياض؛ العاصمة السعودية، بمن فيهم وزير خارجيته جان إيف لودريان. ما بقي من السعودية من الماضي كان لياقة الاستقبال فقط. هذا ما اكتشفه الفرنسيون. صار هناك قرار وصار هناك فعل وانتهت ردود الفعل.

لكن فرنسا من جهتها أيقنت بعد ذلك، أنها غير قادرة على التعامل مع فراغ آخر في القيادة في بيروت، كما حدث خلال غياب طويل لوجود رئيس للجمهورية. لهذا السبب بالتحديد بدأت فرنسا منذ الآن اختيار المرشحين المحتملين ليخلفوا الرئيس عون البالغ الثانية والثمانين من العمر. الإدراك في فرنسا هو أنه بعد انتهاء رئاسة عون، من المرجح أن تحدث تغييرات كبيرة على الخريطة السياسية؛ حيث إن كل الأحزاب ستؤيد مرشحاً خاصاً بها للرئاسة. يحاول مكتب ماكرون الحد من الأضرار، ومنع حدوث أزمات في المستقبل. تريد فرنسا أن ترى مرشحين مسيحيين لا يثيرون النزاع حول ترشحهم، فمن ناحية يجب ألا ينظر إلى الرؤساء المحتملين على أنهم تهديد محتمل للقوى السياسية القائمة، ويجب أيضاً استرضاء «حزب الله» إلى حد ما. يدرك الفرنسيون أن «حزب الله» لن يسمح بانتخاب رئيس معارض يعرقل أنشطته، وكانت فترة الـ18 شهراً التي ظل فيها لبنان من دون رئيس للجمهورية أثبتت إصرار «حزب الله» على العرقلة. ويريد الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله الذي يدعمه بقوة النظام الإيراني، أن يرى مرشحاً يبقى أليفاً، ويسمح للحزب بمتابعة طموحاته، وبتحريك كل الخيوط وراء الكواليس من دون أن يحكم لبنان رسمياً.

من ناحيتها، لا تريد فرنسا أن «يُستخدم» الرئيس اللبناني على أنه موافق على كل خطط «حزب الله»، وعلى النقيض من ذلك ستصر على أن من يتبوأ سدة الرئاسة يجب أن يكون صاحب شخصية قوية تتمتع بخبرة سياسية كافية لتمكينه من مقاومة النفوذ الأجنبي، بما في ذلك التدخل من جانب البلدان ذات الطموحات السياسية في لبنان، وما يحرص عليه الفرنسيون أن الشخص الذي سينتخب رئيساً يحتاج إلى أن يكون لديه الإصرار الكافي لوقف تحول لبنان إلى بلد آخر.

لقد وضع «الإليزيه» بالفعل قائمة بالمرشحين الذين سيكونون مقبولين من جميع الأطراف. وهناك ثلاثة يتقدمون هذه اللائحة:

الأول هو العميد جورج خوري الذي ورد اسمه مرات عدة في الماضي مرشحاً للرئاسة. وكان خوري سفير لبنان لدى حاضرة الفاتيكان خلال العقد الماضي بعدما كان تولى مسؤولية إدارة الاستخبارات العسكرية. ولدى خوري علاقات كثيرة مع قادة العالم الغربي بناها خلال سنوات طويلة، ومن المعروف أن لديه علاقات إقليمية وعربية ودولية متنوعة، وقد أُشير إليه في عدة دوائر على أنه الشخص الذي بمقدوره أن يوحد الرأي العام ويعالج الانقسامات في المجتمع اللبناني.

الشخص الثاني على القائمة هو أمين الجميل الذي كان رئيساً للبنان خلال الثمانينات، وقد تولى السلطة بعد فترة وجيزة من اغتيال النظام السوري في عهد حافظ الأسد والحزب السوري القومي الاجتماعي، شقيقه الرئيس المنتخب بشير الجميل عام 1982. وبعد فترة رئاسية مدتها 6 سنوات سافر أمين إلى الخارج في نوع من النفي الاختياري ليعود إلى لبنان عام 2000 وينضم إلى المعارضة اللبنانية ضد الوجود السوري. هو الآن، رغم صمته، أحد أبرز قادة المعسكر المسيحي في لبنان، على الرغم من أنه لم يستطع اتخاذ أي قرار قوي خلال فترة رئاسته، إلا أنه يبدو أحد المرشحين الذين سيدعمهم «الإليزيه».

أما المرشح الثالث في القائمة، فهو جان عبيد، وزير الخارجية اللبناني الأسبق في زمن رئيس الوزراء رفيق الحريري. في لبنان يعدونه «المرشح الأبدي» في كل انتخابات رئاسية، هو صحافي سابق، لديه فكرة جيدة عما ينطوي عليه عمل الرئيس لأنه عمل مستشاراً لرئيسين لبنانيين لأكثر من عقد بين عامي 1978 و1987.

سيكون من المثير للاهتمام، بعد الأزمة التي عصفت بلبنان مؤخراً، معرفة ما إذا كان استئناف السلطة السياسية سيؤدي إلى الاستقرار السياسي الذي يحتاجه لبنان بشكل حتمي، أم أنه سيبشر بفترة طويلة أخرى من التغيير السياسي من النوع الذي تميز به تاريخ لبنان. وفي كلتا الحالتين تحتاج بيروت إلى استعادة استقلالها السيادي، وتصبح عضواً نشطاً في الجامعة العربية بعيداً عن مخططات آيات الله لتحقيق «الفتح الفارسي» للبنان.

في الوقت نفسه، يبقى السؤال الأخطر: هل تستسلم طهران و«حزب الله» للضغوط التي تمارسها فرنسا والدول المعتدلة في المنطقة وخارجها، وكيف سيكون من الممكن قطع أجنحة الكواسر الإيرانية لمنعها من التحرك فوق العالم العربي؟

لقد أصبحت إيران قوة في المنطقة باستخدام المجتمعات المحلية والمقاتلين بالوكالة بوصفهم أدوات فعالة لنشر نفوذها على نطاق واسع. لكن هناك ما يشبه النصيحة وجهها عراقي عمل سابقاً في وزارة الدفاع العراقية، قال: «يقول الإيرانيون إنهم أنقذونا من (داعش)، لاحقاً أرسلوا إلينا (حرفياً) فاتورة بالأسلحة والرصاص والذخيرة التي وفروها لنا لمحاربة (داعش)، وهذا أثبت للناس أن إيران لا تبحث عن المصالح الشيعية. إنها تبحث عن المصالح الإيرانية». ثم يضيف: «علينا أن نضع في اعتبارنا أن هناك حرباً فظيعة استمرت 8 سنوات مع إيران، والعراقيون لا ينسون ذلك. لا يمكننا إسقاط القومية العراقية، خصوصاً أن الآلاف من العراقيين فقدوا أرواحهم من أجل العراق».

لقد بدأ العراقيون الآن يقولون: يجب أن ننظر إلى ما تفعله إيران مع (حزب الله) في سوريا؛ شيعة لبنان يموتون.

فهل تعود إلى «حزب الله» لبنانيته؟

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فرنسا فتحت ملف الرئاسة اللبنانية والرئيس في سنته الأولى فرنسا فتحت ملف الرئاسة اللبنانية والرئيس في سنته الأولى



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon