توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عمر هو عمر

  مصر اليوم -

عمر هو عمر

بقلم: هناء حمزة

عندما كنّا نتحلق حول النار لنغني كان عمر من القلائل الذين يجيدون اللحن فهو عازف بيانو منذ نعومة أظافره في شوارع طرابلس .. فمن منا نحن أبناء منطقة مار مارون وجيل الحرب من لا يعرف عمر ووليد .. عمر بنظاراته وجسمه النحيل ونوتات البيانو على ورق أبيض تحت إبطه ووليد شقيقه الشقي المرح .. لم يكنا يفترقان مع ان قليل من الصفات كانت تجمعهما الا انهما كانا ولاد حرفوش الساكنين بين مركز المخبارات السورية وكنيسة مار مارون بعز ايّام المخابرات السورية في طرابلس وعز ايّام كنيسة مار مارون حبيبتنا جميعا .. سنة ومسيحيون .. كنّا جيل يخشى حتى المرور من امام مركز المخابرات ويعشق المرور من امام الكنيسة .. أتذكرون .. هنا في الكنيسة كنّا نجتمع من وقت الى اخر نحن كشافة لبنان فرع مارمارون بهم كشافة لبنان فرع مدرسة الفرير .. ونغني معا وننشد الأناشيد الكشفية معا ..ولا أنسى عمر بقميص الجوالة النبيذي اللون ونظاراته الطبية وجسمه النحيل وهو يغني صح .. ينشد صح بعكسي تماما .. دعاني يوما الى بيته لا اذكر المناسبة ولكن اذكر انني زرته وشقيقه وكنت اسكن في الحي المقابل له ويومها سألتني أمه عن علاقتي ببيت المرعبي لاكتشف يومها ان عمر ووليد حرافشة من عكار أيضا .. اذا عمر هو سني مار ماروني طرابلسي عكاري عازف بيانو وكشفي ابن مدرسة الفرير وصديق لوسيم عيسى وزاهر مرعبي ..اذا عمر هو لاعب بيانو في زمن الحرب .. حساس حتى العظم .. عاطفي حتى النخاع .. اذكره وهو لا يستطيع حتى ان يقسو على مفاتيح البيانو في الرابطة الثقافية حيث يلعب نخبة طلاب معهد الموسيقى في حفل سنوي كنّت اثابر على حضوره ليس حبا بالموسيقى بل حبا بمقر الرابطة الثقافية ورغبة في المشاركة بكل نشاطاتها .. لم يغب عمر عن بالي رغم انه غاب فجاة عن طرابلس .. هاجر في زمن هجرنا به تقريبا كلنا المدينة الحبيبة .. الى بيروت للعلم او الى خارج لبنان غالبا في منحة دراسية طمعا بمستقبل أفضل .. نحن هذا الجيل لا يمكن ان يفرقنا العالم لو فرقنا وجودنا شتاتا في أرجائه  .. ما يجمعنا هو روح طرابلس يومها.. وروح طرابلس يومها كانت جسدا سنيا بنفسا مسيحيا وكنا هكذا ننبذ الحرب الأهلية .. نحقد عليها ونحلم بلبنان على غرارنا منفتح على نفسه عاشق للحياة وحالم بالدولة .. افترقنا افترقنا جميعا كل في زاوية من هذا العالم ليجمعنا بعد سنوات طويلة الفايسبوك ويدل كل
منا على كل منهم.. حتى كان اصبح عمر ومن ثم وليد على لائحة الأصدقاء على الفايسبوك .. تغير كثيرا ولَم يتغير أبدا .. تظهر فجاة صورة له في بيته في باريس او في عمله او بين نساء جميلات او مع شقيقه او قرب البيانو او بين الكتب .. هذا هو عمر .. عمر هو عمر . اسمع عنه انه اصبح رجل اعمال ناجح جدا وثري جدا .. افرح له فرحي لمدينتي بنجاح ابن منها اعرف تماما ماذايشعر تجاهها .. بعض الليكات من وقت لآخر على بوستات ينشرها عمر على صفحته تشعرني انه مازال يرتدي ذلك القميص النبيذي ويدندن نشيد الكشافة ويبتسم من خلف زجاجات العوينات .. لم يتغير رغم ان السنين غيرته .. غيرتنا .. أصبحنا اكثر حساسية وأكثر تعلقا بالماضي وأكثر عشقا لطرابلسنا ... يزور عمر طرابلس وشكا وعكار بعيون قادرة ان تطير فرحا وعشقا وحنانا لكل زاوية .. تزوره أمه في باريس وينشر عمر صورة واحدة تجعلك تشعر ان طرابلس هناك تتربع على عرش قلب عمر في باريس .. عمر هو عمر لم يتغير كنت أقول لنفسي كل ما لمحت عيني بوستا لعمر على صفحته .. الىى أمس عندما قرأت ما كتبته بعض وسائل الاعلام اللبنانية عنه
اضحكني إعلام لبنان .. عمر مسشار لوبن ووووووو.. شيء من الخيال وشيء من وكيبيديا وبعض البهار اللبناني الإعلامي .. اسالوا طرابلس عن عمر حرفوش اسالوا عكار عن الحرافشة اسالوا بحر شكا عن عمر اسالوا مار مارون .. اسالوا الرابطة الثقافية اسالوا جيلي .. جيلنا يخبركم ان عمر هو عمر مهما كبر مهما اغتنى مهما نجح مهما وصل ومهما كان من استشاره في عمله او سياسته او فنه.. ارتاحوا وانظروا خلف نظارات عمر تجدون تلك العيون العاشقة لطرابلسنا والحالمة بعالم جميل كنوتات الموسيقى .. اطمئنوا واسالوا طرابلس عن عمر حرفوش.. او فقط اسمعوه يسقط احساسه علىً تلك المفاتيح البيضاء والسوداء لتعرفوا ان ان تغيرت طرابلس وتغير لبنان وتغير الاعلام في لبنان و يبقى عمر هو عمر.

GMT 05:50 2019 الخميس ,06 حزيران / يونيو

ثعلب طرابلس

GMT 09:31 2019 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

معركة حفتر

GMT 00:34 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

الجيش ليبي وليس لجولييتي

GMT 05:37 2019 السبت ,20 إبريل / نيسان

طرابلس... معركة النفط والدم

GMT 03:43 2019 الجمعة ,12 إبريل / نيسان

معركة طرابلس والتحضير لحرب الغاز «13»

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عمر هو عمر عمر هو عمر



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon