توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مداخل إلى نتنياهو

  مصر اليوم -

مداخل إلى نتنياهو

بقلم: حازم صاغية

بفعل فكرة الأضاحي من جهة، وفكرة النقاء من جهة أخرى، اكتسب «الدم» في التاريخ دلالتين متعارضتين: فهو نجس يُحرَّم أكله، كما ينبغي التطهّر منه قبل أن يؤدّي المؤمنون صلاتهم. وهو أيضاً رمز أصالة وشرف وتضحية، من دون إراقته «لا يسلم الشرف الرفيع».
وبنيامين نتنياهو، الدمويّ، يشبه الدم:
لأنصاره، خارج إسرائيل، وخصوصاً داخلها، يمثّل نتانياهو المعنى الفاضل. فهو، قبل أن يكون هو، ابنُ أبيه وأخُ أخيه. والده بنزيون كان المؤرّخ الجابوتنسكي الذي أرّخ يهود إسبانيا، واستخلص أنّ تحولهم إلى المسيحية لم يرفع عن أعناقهم شفرة التفتيش والطرد والقتل اللاساميّة. شقيقه جوناثان قاد فرقة «الكوماندوز» الإسرائيليّة التي أنقذت، عام 1976، أكثر من مائة مخطوف إسرائيلي إلى مطار عنتيبي في أوغندا. جوناثان كان القتيل الوحيد بين جنوده.
ليلة ذاك، كان الاحتفال بالناجين يشمل بيوت الإسرائيليين اليهود كلّها. وحده بيت نتنياهو كان يبكي.
السياسة، لا سيّما في الأعوام الثلاثة الماضية، أضافت إلى الخلفية الأُسرية مكاسب يعتزّ بها الأنصار والمحازبون: «حزب العمل» انهار. «حزب كاديما» كذلك. إيهود أولمرت لم يخرج إلا مؤخراً من السجن. تسيبي ليفني، التي اعتزلت السياسة، قد لا تخرج من البيت. واشنطن اعترفت بالقدس عاصمة موحّدة للدولة العبرية، ثمّ باركت ضمّ الجولان. موسكو ردّت لتلّ أبيب جثّة جندي قُتل في 1982. طهران اخترقت تليفون المنافس بِني غانتس. تكتّله قد يكون «أزرق أبيض»، إلا أنّ وجهه أصفر.
أصحاب الواقعية الباردة من مؤيدي نتنياهو يسعهم أن يدافعوا عنه بالقول: هكذا هي منطقة الشرق الأوسط: عيشٌ بالسيف، وغطسٌ في الهويّات، فلماذا تريدونه «العاشق الوحيد»؟ أليس تفوّقه على مؤسّس إسرائيل ديفيد بن غوريون في سنوات الحكم برهاناً صارخاً على نجاح منقطع النظير؟
عند خصوم نتنياهو، داخل إسرائيل، وخصوصاً خارجها، هو سياسي شعبوي رخيص وكذّاب. ثلاث قضايا فساد في انتظاره، وقد تكون رغبته في التفلّت منها أقوى حوافزه الراهنة. هو، فوق ذلك، سرّاق أراضٍ وحقوق، عنصري أسقط قانونُ الدولة - الأمة اليهودية ورقة التوت الأخيرة عن عنصريته. وهو استعماريّ، استكمل ضمّ الجولان وقد يضمّ مستوطنات الضفّة الغربية أيضاً، أو أنّ هذا ما هدّد به. سلوكه، قبل أن يكون استجابة لآيديولوجيا توسعية، استجابة لطموح توسّعي عميق في شخصه، فآيديولوجيّة نتنياهو هي شخصه قبل أي اعتبار آخر. هنا تحديداً نفهم ما قصده منافسه غانتس حين قال قبل أيّام: لو كان مناحيم بيغن حيّاً لطرده من «ليكود».
لكنّ أخطر التهم الموجّهة إلى نتنياهو ليست مسألة الاحتلال والتسوية، ولا مسألة الفساد. فموقفه من الفلسطينيين وحقوقهم باتت تشاركه إيّاه أكثريّة الإسرائيليين اليهود ممن عصفت بهم، في العقود الأخيرة، موجة انزياح يميني متصاعد. هكذا لم يشكّل الاحتلال موضوعاً بارزاً من مواضيع الانتخابات العامّة. الشيء نفسه يمكن قوله عن الفساد والتحايُل على القوانين، المحليّة منها والدوليّة: لقد بتنا نعرف كيف تتقبّله الجماهير الشعبوية ثمّ تقلبه إلى ميزة باهرة من ميزات الزعيم «الفذّ».
أخطر التهم أنّ نتنياهو خائن لليهود أنفسهم. فهو حليف الحكّام الشعبويين من الولايات المتحدة إلى أوروبا الوسطى، من ترمب إلى أوروبان، وهؤلاء صادرون عن بيئات لا سامية أو مدعومون بها. إسرائيل «الليكودية» قد تكسب من صداقة هؤلاء، وهي تكسب فعلاً، إلاّ أنّ اليهود يدفعون أكلاف صعودهم القومي والديني والمناخ المشحون بالكراهية الذي يلازم ذاك الصعود. وماذا يفيدك، في آخر المطاف، أن تربح العالم وتخسر نفسك؟
أكثريّة اليهود في الولايات المتّحدة تعرف ذلك لأنّها تعاني آثار الرئاسة الترمبيّة عليها. إنّها، للسبب هذا «تقترع» ضدّ نتنياهو، ومثلها «تقترع» القضيّة الوحيدة التي كان في وسعه أن يستخدمها ذريعة لأفعاله: مقاومة اللاساميّة.
إذن الدم بمعناه السيّئ هو الغالب كيفما قلّبنا زعيم «ليكود». وبغضّ النظر عن تسنّمه رئاسة الحكومة، أو تسلّمه قيادة المعارضة، أو ذهابه إلى بيته، فالرجل يصعب أن يظهر في التاريخ بوجه مضيء. «خير هذا»، ولو من وجهة نظر صهيونية وإسرائيلية، سيقلّ كثيراً عن «شرّ ذا» من وجهة نظر يهودية وإنسانية.

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مداخل إلى نتنياهو مداخل إلى نتنياهو



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon