توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
الثلاثاء 22 نيسان / أبريل 2025
  مصر اليوم -
أخبار عاجلة

الثورة السوريّة وأهواء المشرق

  مصر اليوم -

الثورة السوريّة وأهواء المشرق

بقلم حازم صاغية

في موازاة الذكرى المئويّة لاتّفاقيّة سايكس – بيكو، والذكرى الثامنة والستين لنكبة فلسطين، يبدو التاريخ ذاك المحيط الذي يغمرنا ولا يترك للمستقبل ما يتعدّى مساحة جزيرة.

وفضلاً عن التاريخ الصريح الجاثم دوماً بكلّ جلاله، مصحوباً بأقدار معتبرة من التزوير والكتابة المزغولة، هناك التاريخ المكبوت الذي يعود إلى المشرق العربيّ عودات متفاوتة، بل متضاربة. وقد لا يكون واحدنا مسرفاً في التأويل إذا قال إنّ الثورة السوريّة كانت مناسبة كبرى لبعض هذه العودات المشرقيّة. ذاك أنّ ما لم يفعله موقع سوريّة المركزيّ وتداخل تاريخها بتاريخ جيرانها، فعلته الهزّة العميقة التي أحدثتها الثورة في الإقليم برمّته.

ففي لبنان مثلاً ظهرت مواقف لا يسهل فكّها عن التاريخ في تعدّد صيغه ورواياته.

 فهناك تاريخ الذين أحبّوا الوحدة مع سوريّة واعتبروا قيام لبنان انفصالاً عنها وبتراً لها، فتعاملوا مع الثورة بوصفها ثورتهم، لا بوصفها الثورة التي يؤيّدونها ويتعاطفون معها كمواطنين في بلد آخر. وهناك تاريخ الذين خافوا دائماً من سوريّة الأكبر والأقوى، والتي مارست عليهم لعقود وصايتها وقسرها، فأخذوا ثورتها بجريرة نظامها وكرهوا الإثنين. وهناك تاريخ الذين انتقلوا من المقدّمة نفسها، أي الكراهية لسوريّة، لكنّهم كرهوا الشعب وحده، ظانّين أنّ النظام لم يفعل سوى ترويض العدوانيّة الجوهريّة في الشعب، وهكذا أذعنوا للنظام في سوريّة بعدما عاشوا مذعنين له في لبنان. وهناك تاريخ الذين أيّدوا الثورة بعدما صادروها فسيطروا على تأويلها، مقدّمين عنها رواية متشاوفة وعوجاء مفادها أنّ «ثورة الأرز» أمّها الوالدة.

لكنّ العوارض المشابهة التي ظهرت في فلسطين أتت أوضح وأكبر وأخطر. والعارض الأبرز هنا كان المنافسة على مبدأ الثورة والاستحواذ عليها. وقد سبق لإلياس كانيتّي أن تحدّث عن مرارة بعض الفرنسيّين حيال الثورة الروسيّة، لأنّ مصطلح ثورة، قبل الثورة الروسيّة، كان لا يعني إلاّ الثورة الفرنسيّة.

ففلسطينيّو هذا الموقف إنّما شابهوا اللبنانيّين الذين قالوا إنّهم ضدّ سوريّة خوفاً على كيانهم، لينتهوا ضدّ الشعب وحده من دون النظام. 
صحيح أنّ الوطنيّة الفلسطينيّة ترتاب تقليديّاً بالوطنيّة السوريّة التي اعتبرت فلسطين «جنوب سوريّة»، الأمر الذي يرقى إلى زمن المؤتمر الوطنيّ السوريّ في عهد فيصل بن الحسين القصير، وإلى تنازع الهوى البريطانيّ في دمشق والهوى المضادّ للبريطانيّين في القدس. وقد ظهر التنازع في صيغ مختلفة إبّان حرب حافظ الأسد على ياسر عرفات الذي لم يكن عنده «القرار الوطنيّ المستقلّ» سوى صرخة في وجه الأسد وهيمنته. لكنّ الصحيح أيضاً أنّ العاطفة الفلسطينيّة الأقوى تتمسّك بما أنتجته سوريّة الرسميّة لجهة تحويل فلسطين «قضيّة مركزيّة» تمنع أيّاً من الشعوب العربيّة، ولا سيّما الشعب السوريّ، من أن تكون لها قضايا. هكذا صار إنتاج النظام السوريّ هو إيّاه تراث الوطنيّة الفلسطينيّة في نسختها الرائجة.

وهذه نسخة لا تسائل الأسدين، الأب والابن، عمّا فعلاه بالفلسطينيّين، بل عمّا فعلاه بقضيّة فلسطين ذاتها التي خفضها الألم والمعاناة الإستثنائيّان للسوريّين إلى مصاف العاديّة. لكنّها أيضاً لا تسائل النفس بشيء من الأمانة: هل أنّ نظاماً كنظام الأسد هو ما يُشتهى أن يقوم في فلسطين التي يُراد تحريرها؟ وأيّ تحرير سيكون ذاك؟

GMT 00:29 2019 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

عاش الضعف... تسقط القوّة

GMT 02:34 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

على هامش الانتخابات الأوروبية

GMT 00:17 2019 الأربعاء ,15 أيار / مايو

مسألة الديمقراطية لا «السترات الصفراء»

GMT 00:30 2019 الأحد ,12 أيار / مايو

فِعلة إسطنبول!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الثورة السوريّة وأهواء المشرق الثورة السوريّة وأهواء المشرق



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon